عندها أتخذ قرارا أما أن يتشجع ويواجه الاعداء ويموت شهيداً وهو مُدافع عن حقه ، أو يموت في بيته مثل الجبناء ، وظل يفكر ويفكر الى أن انتظر والديه ينامان وقفل باب غرفته وخرج من النافذة . التفت يمياً وشمالاً فلم يجد أحد كان متردد فيما سيفعله وعندها خطى أول خطوة له ، أحس بالثقة في نفسه عندها سار خطوات كثيرة بين الأزقة لوحده، ووقتها كان القمر بدراً. فسمع صوت ضحكات وكلام أقترب بصمت فرأى مجموعة من جنود الأحتلال يشربون الخمر وفتيات مقيدات يجبروهن على عمل أعمال لا يرغبون بها ،فيضروهن بشدة اذا أبينه الطاعة . تأثر عزام كثيراً بالمشهد وبدأت عيناه يدمعان ،وفجئة قام أحد الجنود وتوجه نحوه أرتعب من الخوف وقلبه يدق بسرعة . وقترب الجندي أكثر وأكثر وعزام يرتجف ، نظره له كان سكران ولا يعرف شيء ألتفت عزام يمينه فأذا بجذع شجرة أخذه وقال أن تهجم علي سأضربه ، ولكن الجندي مر وكان قريباً من عزام ولم ينتبه له . رفع الجذع ببطئ وضرب الجندي على رأسه بقوة فسقط على الارض ،حينها حس عزام بشجاعة بداخله واصبح يضرب الجندي عدة مرات ويصرخ مت مت . لم ينتبه عزام أن ما فعله كانت الصدمة التى أعادت له صوته الذي فقدة فتح عينيه وبقى ساكنأً في مكانه هل فعلتها أنا فعلتها أخيراً وتغلبت على مخاوفي ،نظر للسلاح وقرر يأخذه معه. رجع للبيت مسرعاً ودخل من نافذة غرفته ،وفتح الباب وراح وغتسل ورجع لفراشه ، وأخبئ السلاح في مكان آمن لا يعرف مكانه احد . ومع أن عزام كان سعيداً بما فعله الا أنه كان خائفاً على والديه ان يعذبان او يقتلان بسببه اذا عرفوا انه من قتل الجندي ، ونام بعد تفكير كثير ، وفي الصباح سمع والديه يتحدثان بصوت هادئ لكنه سمعهما، قال أبوه أن احد الجنود قٌتل البارحة وأن من قتله من عامة الشعب ، وطلبوا لا يخرج احد من بيته لانهم سيأتون لتفتيش كل المنازل . بعدها بدأ جنود الاحتلال بتفتيش مكثف وطرق باب بيت عزام فخرج أبوه ودخلوا يفتشون وتصرف عزام كأنه مجنون وختل عقلياً حتى لا يشك احد بأمره، وأختبئ في الخزانة فدخلوا عليه ولما رأوه مختبئ ضحكوا عليه وخرجوا ، أطمئن عزام حينها ولم يعرفوا من القاتل . وبدأ يخطط لافكار أكبر للنيل من المحتلين ، بأنتهاز فرصة انه مختل عقلياً ولا يشك بأمره أحد . أنتظر عزام تهدئ الامور وبعدها يخرج ليلاً ، في هذه الاثناء كان يحضر ثياب سوداء ولثام حتى لا يتعرف عليه الجنود . وهدئت الامور وعاد كل شيء كما كان ، وحانت الفرصة لخروج عزام مرة أخرى ، ولكن هذه المرة أخذ معه السلاح الذي سرقه من الجندي بعد قتله. نام والديه وفعل مثل ما فعل في المرة السابقة اغلق باب غرفته وخرج من النافذة ، لكن هذه المرة غير وجهته لمكان آخر فوج جنديان يجلسان وكانا يشربان الخمر كانت هذه فرصته أن جنود الاحتلال يسكرون في الليل ، أحد الجنود استلقى على الارض والاخر جالس بقربه ، ذهب عزام بسرعة تجاهما فضرب الذي كان جالساً على رأسه بمؤخرة السلاح فأفقده الوعي وعند محاولة الآخر النهوض ضربه بقدمه ، ثم أطلق عليه النار فقتله وقتل صديقه ،وبعد أن تأكد انهما ماتا أخذ سلاحهما رجع للبيت وغتسل ونام ، وعند الصباح سمع ضجة عن قتل جنديين لم يهتم للامر كثيراً لانه شخص مجنون بنظر الجميع ، وأصبح عزام بين فترة وأخرى يقتل جنديا او اثنين ،الى ان جن جنون الاحتلال وبدأوا يتساءلون فيما بينهم .من هذا الذي يقتل الجنود ولا نعرف هويته واصبح حديث الناس في الشارع الرجل القوي والبطل ويلقبونه بالقاب كثيرة ،حتى في يوم سمع أباه يقول يا ليت أبننا يكون مثله وأفخر به ودمعت عينا أمه وبكت على حظها بأبنها ، أثار هذا الكلام حزناً في قلب عزام ولكن لم يدركا ان حديثهما أشعل ناراً في قلبه لينتقم من الاحتلال وقال في نفسه سأجعلكما تفخران بي في يوم من الايام ، واستمر عزام بمهاجمة الجنود والاطاحة بهم وأخذ اسلحتهم والذخيرة ويخبئها في مكان آمن ، لم يهدئ المحتلين والسكوت على ما يجري فأمرو بجمع الرجال والشباب وضرهم وتعذيبهم ليعترفوا من هو الذي يفعل كل هذا ، لكن عزام لم يكن من ضمنهم لانهم لم يتوقعوا أن يفعلها مختل ، بدأوا بتعذيب الرجال والشباب بعضهم بسبب التعذيب قالوا نحن وقتلوهم حينها وبعد كل هذا التعذيب اطلقوا سراح الباقين واعتقدوا انهم تخلصوا من العدو الغامض الذي يهدد حياتهم ، لكن بعد فترة وجيزة رجع لقتل جنودهم ولانتقام لارواح من قتلوهم من الرجال والشباب ، وفي يوم فكر عزام بأن يعطي كل رجل وشاب سلاح من الاسلحة التي جمعها من جنود واعطائها لكل رجل او شاب يمكنه حمل السلاح والدفاع عن بلده من المحتلين . وانتظر يأتي الليل ليقوم بمهمته لم يكن عزام يعرف الكتابة كثيراً لكنه يعرف بعض الحروف وبدأ يكتب احموا بلدكم ودافعوا عنه وعن شرفكم وضع قصاصة صغيرة بكل سلاح ووضعه في كل بيت حتى في بيته نهض الاب وقال لزوجته انظري هذا سلاح وعليه ورقة وقرأ لزوجته الكلمات ،قالت له اكيد انه ذاك الشاب او الرجل الذي يقتل الجنود يريد منكم ان تساعدوه ، اجابها زوجها نعم هو لوحده لا يستطيع ان يخلص بلد من الاحتلال ولكن لماذا انا اعطاني ماذا اقدر ان افعل به لوحدي وبينما هما يتكلمان طرق الباب خافت الزوجة وقال لها اذهبي وخبأي السلاح في الخزانة وانا سأرى من الطارق . قالت له نعم ، وقال من في الباب وسمع صوت من خلف الباب يقول له افتح الباب انا جارك ابو سعيد ففتح الباب له بسرعة وقال له ما الامر يا ابا سعيد قال دعني ادخل اولا وسأشرح لك كل شي، قال له نعم تفضل قال ابو سعيد نهضت في الصباح فوجدت سلاحاً وورقة فيها كتابة تعجب ابو عزام قال ماذا ، انا اعتقدت اني انا الوحيد الذي وجد سلاحاً في بيته ،اجابه ابو سعيد لسنا الوحيدان جميع اهل المدينة حصل لهم هذا الشيء قال له ابو عزام ربما هذا الشخص الذي يقتل الجنود يريدنا ان نقاتل ،رد عليه ابو سعيد ان كان يريد منا هذا فأنا أول من يقاتل ، ثم قالا علينا ان نحذر الاخرين بأن يبقوا الامر سراً . كان عزام يسترق السمع فتبسم لان خطته تجري مثل ما يٌريد وان الناس فهموا قصدهٌ .
وبدأ شيئاً فشيئاً بدب في نفوس الناس العزيمة والاصرار على مواجهة الاحتلال وتخلص منهم نهائيا . خرج عزام للشارع يسترق السمع للشباب ليعرف متى تبدأ مواجهتهم للاحتلال ليخرج معهم ،لكنهم لمحوا وجوده وصاروا يضربوه ب الحجارة ويقولوا له اذهب من هنا أيها المختل . أنزعج عزام لكن سبب انزعاجه ليس لانه ضُرب من الشباب او قالو عنه مختل ، بل لانه لم يعرف موعد هجومهم ، بعدها قال ربما يأتي ابي واسمعه يكلم امي واعرف حينها وانتظر طوال الليل حتى يسمع والديه يتكلمان لكن دون جدوا ،حتى نام وبعد ايام خرج عزام مثل كل ليلة يأخذ غنيمته من الأعداء ، وبينما كان يريد قتل احد الجنود واذا التف جنود الاحتلال حوله وقد نصبوا له كمينا ، نظر لهم وقال في نفسه اذا هذه النهاية لكني لن اموت هكذا سأقاتلهم لاخر نفس عندي .
أنت تقرأ
حرب الفتى الملثم
Historical Fictionسمعا ضجيجاً وأناس يجرون بسرعة ، ذهب عزام وابيه ينظران ماذا يحدث فأذا بأحد جنود الاحتلال يتشاجر مع رجل يريد أخذ امرأتهُ ،فرد الرجل لن تأخذها هذه زوجتي . رد عليه لكنها اعجبتني وانا اريدها لنفسي وعليك أطاعتي هل تفهم ، رفض الرجل الاصغاء اليه وبدأ يزداد...