قال ابو سعيد علينا الخروج من هذه القريه بسرعة قبل ان يأتي الجنود ويدمروها ويقتلوا من بقى فيها وافقه الرأي ابو عزام وقال له هيا بنا اذاً ولكن ماذا عن اسرتك يا ابو سعيد ، قال ابو سعيد : اسرتي بعثتهم لمكان آمن من مدة طويله وطلبت منهم ان يدعوا لنا دائماً ، وبعد ان اطمئن ابو عزام ع اسرة ابو سعيد سارا باقصى سرعة بين الازقة لاختصار الطريق ، وبينما هما يجريان سمعا صوت بكاء طفل يأتي من احدى الدور توقفا لوهلة لينصتا من اي بيت يأتي صوت البكاء ، كلما سارا اقترب الصوت ودخلا البيت واذا بطفل صغير يبكي على جثة امهُ المقتوله واخوتهِ الصغار ، قال لهُ ابو عزام من فعل هذا بأمك واهؤلاء الاطفال ، ولماذا انت هنا لوحدك اين اباك ؟
قال الطفل وهو يبكي ابي قتل منذو مدة وبقيت امي ترعانا لكن بعدما رأت الجميع يخرجون من القرية ونحن ليس لدنا مكان نأوي له جلسنا بمكانا وهي خرجت لتجلب لنا الطعام لكن تبعها احد الجنود واراد ان ياخذها ورفضت فقتلها وهي جاءت زحفا لتقول لنا انها ستموت ولم تستطع ان تجلب لنا الطعام ، وبقيا اخوتي يبكيان حتى ماتا من الجوع ، وانا اكبرهم ولا اعرف ماذا افعل ، قال ابو عزام الان دعنا من كل هذا الكلام وهيا لنذهب من هذا المكان بسرعه. حمل ابو سعيد الطفل على ظهره وبدأوا بالجري . وبينما هم يجريان قال ابو عزام علينا ان نجد طعام ولا ستنهار قوانا ، توقفوا قليلا واتفقوا على جمع الطعام والماء من المنازل التي هجرها السكان باسرع وقت ويلتقوا بمكان واحد ، بعدها اجتمعوا لم يحصلوا على الكثير من الطعام لاكنه يسد حاجتهم من الجوع والعطش حتى يصلوا الى مكان يأوون له ، لم يتوقفوا ابدا حتى حل الظلام وجلسوا في مكان فيه اشجار كثير ونخيل شربوا الماء واكلوا القليل من الطعام لكي يكفيهم في رحلتهم ، وبدأ ابو عزام وابو سعيد يسألون الطفل عن اسمه واسم عائلته واشياء كثيرة تخصه ، فأخبرهم ان اسمه محمد وان ابوه خرج للقتال مع الاخرين لكنه قتل وامي تعبت بعدها فكل يوم تخرج للعمل في منازل الاخرين مقابل القليل من الطعام لي ولاخوتي وبقينا على هذا الحال حتى قٌتلت هي الاخرى على يد جندي بريطاني وانا من خوفي لم اخرج لابحث لاخوتي عن طعام ، وبدأ الطفل يبكي ويلوم نفسه ويقول انا جبان انا تركت اخوتي يموتون ، صار ابو سعيد يمسح دموع محمد وابو عزام يهدأ فيه ويقول له كلنا فقدنا اهلنا ومساكننا لكن علينا ان نعيد ارضنا ونحررها كما بدأها الفتى الملثم ، قال له محمد من يكون هذا ؟ فرد عليه ابو عزام انه ابني البطل الذي لم اعطي له اي قيمه منذو صغره واقول ولدي الوحيد جبان ومختل وبالاخر كان هو من قهر الاعداء وجعلني افتخر فيه انا ومن معي من اهل قريتنا ، وبينما هم يتحدثون سمعوا اصوات لا يستطيعون فهما واصوات اشخاص يهرولون من بين الاشجار، نهض ابو سعيد بسرعة ورأى الجنود برطانيين يتكلمون فيما بينهم ويبحثون بين الاشجار ، قال ابو سعيد اذا راونا سيقتلوننا علينا ان نختبئ الى ان يبتعدوا عن المكان . مسك ابو عزام بيد الطفل محمد وقال له لا تصدر اي صوت مهما حصل وان رايتنا متنا اهرب على الفور هل فهمت ، قال نعم : فنظروا ورائهم واذا باحد الجنود كشف مكانهم انقض ابو سعيد على الجندي قبل ان ينادي على باقي الجنود ، ومسك فمه بقوه واخذ ابو عزام البندقيه وبسكين الموجودة في مقدمه البندقيه فطعن الجندي واسقطه ارضاً ، قال ابو سعيد اخي ابو عزام خذ الطفل وهرب من المكان ، رد عليه ابو عزام لا مستحيل اتركك انت جاري وصديقي المقرب وكنت دائما عون لي بكل المواقف ، قال ابو سعيد ما باليد حيله عليَ ان اجذب انتباه الجنود لي حتى تستطيع الهروب انت والطفل . قال له ابو عزام لا انسى هذه الفكرة سنجد فكرة افضل ، غضب ابو سعيد من كلام ابو عزام وقال له لا حل امامنا اما ان اضحي حتى تنجوا انتم او نموت جميعاً . هدئ قليلاً ابو عزام وقال حسنا وحظن ابو سعيد بقوة وتركه لوحدهِ وهرب مع الطفل وعندما سمع الجنود صوت التفتوا لمكان الصوت لكن ابو سعيد نادى عليهم قال لهم تعالوا ياجبناء انا هنا وصار يرمي على اي جندي يتقدم له حتى نفذت ذخيرته واستسلم لهم وبدأوا يرشقونه بالرصاص من كل مكان حتى سقط على الارض ومات على الفور ، لم يتوقف ابو عزام والطفل عن الجري حتى وصلا لقريه اخرى بوقت وجيز ، وانتظرا حتى تغيب الشمس ويحل الليل ليأويا الى مكان يختبأن فيه وبالصدفة شاهدا إمرأة عجوز تجلس باب بيتها فقرر ابو عزام ان يذهب لها ويطلب منها المساعدة ، فتقدم ببطئ والقى التحية عليها وقال لها هل يمكنك ياسيدتي ان تساعدينا نقيم عندك بعض ايام ان ابني متعب من السفر ويقصد على الطفل محمد فنظرت لهما ولم تتكلم بعدها قالت اجل اكيد اوافق ، تفضلا تفضلا : ودخلا وهما مسروران فأخبرتهم انها تعيش لوحدها بعد ان تزوجت ابتها وسافرت بعيداً عنها منذو سنين عدة ، وهي تجلس كل يوم امام دارها تنتظر قدومها لعلها تأتي لزيارتها ، حزن ابو عزام على المرأة وقال لها اذا سمحتي لي اكون بمثابة ابن لك ، اسعدها هذا الكلام ورحبت بهما استحما واكلا واعطتهم ثياب وان كانت ليست بمقاسهما لكن ابتهجت ولاول مرة بعد سنوات من الحزن والالم ، واثاء تناول الطعام اخبرها ابو عزام بكل ما حصل له من مشاق وتعب حتى وصل الى هنا ، قالت له المرأة العجوز انت قلت تريد المكوث بضع ايام وترحل ، قال نعم ؛ لا اريد ان اثقل كاهلك اكثر . قالت لالا على العكس لا اريد منكما ان ترحلا ، رد عليها ابو عزام كيف ان رأنا احد ماذا ستخبريه ، قالت ساخبرهم انك زوج ابنتي وهذا ابنك حفيدي وانكما ستعيشان معي للابد ، كان هذا اجمل كلام سمعه ابو عزام من المرأة ومن شدة سعادته نهض من مكانه وحظنها وقبل راسها وعندما راى محمد ما فعله ابو عزام نهض هو الاخر وقبل يدي المرأة وقال لها انت افضل جدة رايتها بحياتي ، وعاشا عيشه رائعه معها حتى فارقت الحياة بعد تسعة سنوات ، كانت اجمل سنوات عاشتها المرأة بعد فراق ابنتها ، صارت عدة مواجهات بين الاهالي والجيش البريطاني كلما تذكروا ما فعله الفتى الشجاع الذي فتح عيونهم على التحرر من الاستعمار حتى انتصروا عليهم وطردوهم بلا رجعة ، ورجع التعليم والعمل لاجل ان ينهض البلد ويزدهر . ودخل محمد المدرسه وتخرج منها واصبح مهندس بارعاً ، يبني ويساعد الاخرين لبناء من تهدمت بيوتهم فاخبره احد الاشخاص انه يريد ان يزوجه ابنته لنزاهته ومساعدة الناس الفقراء ، فستشار ابوه الذي هو ابو عزام وتقدم لخطبتها وانجبت له اجمل اطفال ثلاثة اولاد وبنت ، هم انتم يااحفادي يامن تجلسون امامي ، اما عزام فرجعنا بعد ان انتهت الحرب وعملنا له قبر مميز وكتبنا عليه البطل الذي اشعل فتيله الحرب والتحرر الفتى الملثم ، فردت البنت جدي جدي اكنت تتحدث عن حياتك انت وابي ، فتبسم وقال : نعم ياحبيبتي ، ضحكت فنظر لها الجميع قالت ما بكم ابي وجدي ابطال الا ترون هذا انا سعيدة جدا غدا ساقص هذه القصة لصديقاتي في المدرسه وانا فخورة بهما ، واستمرت قصة الفتى الملثم تتناقلها الاجيال .
أنت تقرأ
حرب الفتى الملثم
Tarihi Kurguسمعا ضجيجاً وأناس يجرون بسرعة ، ذهب عزام وابيه ينظران ماذا يحدث فأذا بأحد جنود الاحتلال يتشاجر مع رجل يريد أخذ امرأتهُ ،فرد الرجل لن تأخذها هذه زوجتي . رد عليه لكنها اعجبتني وانا اريدها لنفسي وعليك أطاعتي هل تفهم ، رفض الرجل الاصغاء اليه وبدأ يزداد...