وبينما هو بهذه الحال سمع اصوات اناس وصوت اقدام تهز الارض ، التفت واذا بجميع من اعطاهم السلاح جاءوا للقتال ويحملون اسلحتهم ووجوههم غاضبة تريد القتال والانتقام من كل جندي وطئت قدمه على ارضهم .وبعكس هذا الجنود ظهرت على وجوههم علامات الخوف.لكنهم لا يستطيعون الفرار لانهم كانوا محاصرين من جميع الجهات اما يقاتلوا او يموتوا ودارت حرب عنيفة لكن بالنهاية انتصر الفقراء .فرح الجميع بنصرهم لكن لم تدم هذه الفرحة . فقد جاءت تعزيزات من قوات الاحتلال لقمع كل من كان يحمل سلاحاً . صاح بهم عزام لا تخافوا اما الموت او النصر عزز في قلوبهم القوة والشجاعة ومن بينهم كان والده ، وانطلقوا يقاتلون ويسقط واحداً تلوى الاخر كان عزام سعيد لان اباه يقاتل لجانبه وبينما هو بقمة سعادته نظر لاحد الجنود وهو يصوب سلاحه نحو اباه وحينها توجه عزام مسرعاً بأتجاه والدهِ ليقف امامه ويحميه من تلك الرصاصة لتخترق جسد عزام وتسقطه ارضاً. وامسك به اباه بين ذراعيه دون ان يعرف من هذا الشاب الذي انقذ حياته وعندها سمع صوت خافت ابي انا عزام ، نظر الاب للشاب وقال له من انت ؟ ابعد اللثام من على وجهه واذا بالاب ينصدم مما يراه . عزاااام ! قال كيف ؟ ومتى؟ وصار يرتجف ولا يعرف ماذا يقول ، ايفرح لان ابنهُ هو ذاك البطل او يحزن ان ابنه بين يديه ينزف .قال عزام وهو ينفظ انفاسه الاخيره ابي الان تقدر ان تفخر بابنك المختل، وسقطت دمعة من عيون الاب على وجه ابنه قال له ابي ادفن جثتي ببيتنا ليموت شهيداا.حمل الاب المتعب والمرهق من المعركة ابنه بين يديه وصار يجري ويجري دون توقف وعند وصوله لبيته ضرب الباب بقدمهِ بقوة . صرخت ام عزام من هناك قال لها زوجها انا زوجك اسرعت لرأيته لكنها صُدمت من وجود شاب بين يديه قالت له من هذا ولما احظرته لبيتنا لم يتمالك الاب المسكين لينهار بالبكاء قال لها هذا ابننا البطل قالت ماذا تقول يا ابا عزام وضع جثته على الارض ونظرت الام لولدها بتمعن وتقول لا انت تكذب علي انه ليس ابننا ، ان ابني في غرفتهِ لا يخرج منها ابداً . قال لها الشاب المثلم كان ابننا قال لي ابي الان تقدر ان تفخر بي قبل موته، وبدأت الام بالبكاء والضرب على صدرها وتحمل التراب وترميه على وجهها وتشد شعرها وتصرخ الى ان وقعت على الارض دون حراك نادى عليها زوجها ماذا اصابك يا زوجتي وبدأ بتحريكها لكن لا تتحرك ولا تتنفس ، فتفقد نبضها فرآه قد توقف لم يصدق الزوج ان ابنه مات بين يديه لينصدم ان زوجته لحقت بأبنه صدمتين بآن واحد ، احس وقتها ان العالم انهار من امامه وضل ساكتاً ، وفجئه دخل ابو سعيد وانصدم هو الاخر من المنظر الذي رآه ،لكن ابو سعيد كان حكيما بمثل هذه المواقف فأمسك بيد ابو عزام وسحبه ليخفف عن كاهله بعض الحزن وقال له علينا ان ندفنهما قبل وصول قوات الاحتلال وحينها لن تجد لهما اي قبر لانهم سيقطعونهما اوصالا ويرمهما للكلاب قال له لماذا ،اجابه ابو سعيد لان ابنك من اجج الثورة . قال له ساعمل بما تقوله لي يا ابا سعيد ، وبدأى بالحفر ليصنعا قبرين واحظر ابو سعيد غطاء من القماش من بيته ووضعه على الارض ثم حملا عزام واكفنوه وفعلا هكذا مع ام عزام واقاما صلاة الميت على روحهما وحملاهما لمثواهم الاخير في القبر ووضعا التراب فوقهما ،
أنت تقرأ
حرب الفتى الملثم
Ficción históricaسمعا ضجيجاً وأناس يجرون بسرعة ، ذهب عزام وابيه ينظران ماذا يحدث فأذا بأحد جنود الاحتلال يتشاجر مع رجل يريد أخذ امرأتهُ ،فرد الرجل لن تأخذها هذه زوجتي . رد عليه لكنها اعجبتني وانا اريدها لنفسي وعليك أطاعتي هل تفهم ، رفض الرجل الاصغاء اليه وبدأ يزداد...