جلس رجل مُسن على شرفة غرفته يشرب قهوته مثل كل يوم وهو يتأمل الطبيعة وصوت زقزقة الطيور ، وبينما هو على هذه الحال طُرق باب غرفته ، قال تفضل بالدخول . فدخل أطفال أبنه يسلمون عليه وجرى الاطفال نحو جدهم يقبلونه ويلقون عليه التحية . وهو بدوره يقدم لهم قطع الحلوى وبعض المال ، صاح أحد الأطفال قص لنا حكاية ياجدي أرجوك ، سكت الجد وقال سأفكر وبهذه اللحظة دخل أبنه وقال له قص لهم قصة الفتى الملثم . فنظر الجد لأبنه بأستغراب وقال ماذا ! ثم سكت قليلا وقال حسناً سأقص عليكم هذه القصة ، قال أحد الأطفال نفس القصة التي قال عنها أبي صح ياجدي
قال له نعم ، نعم هي وهدئ الأطفال وجلسوا ينصتون . وبدأ بالقصة، بعد انتهاء الاعمال الحربيه ناقشت عصبة الامم انتدابها للعراق حيث قررت ان يكون منتديا من قبل عصبة الامم الا ان بريطانيا اوكلت لقادتها الميدانيين حيث شكلت ادارة ما يسمى بالادارة المدنية البريطانيه للعراق ، حينها عاش الناس بفقر وقحط فمات بعضهم وبعضهم عاش تحت رحمة الاحتلال في العراق من قبل البريطاننين ، ومن بين العائلات التي تعمل لدى الاحتلال رُزقت بطفل أسمه عزام ، عاش عزام مع والديه وكان دوما يسمعهما يتكلمان عن الاحتلال وانهم قتلوا ونهبوا الى أن جاءت الفرصة حتى يسألهم . أبي ما هو الأحتلال صار الاب يحكي له ويحكي ، حتى أسترهب عزام وبدأ يتخيل الاحتلال والمحتلين كالوحش . وهذا ما جعل منه طفل جبان . حتى اذا خرج يلعب مع الاطفال ورأى أحد الجنود، يجري مسرعاً للبيت ويختبئ . كبر الطفل وكبرت مخاوفه وفي يوم من الايام قرر الأب والأم ان يشجعا أبنهما على الخروج ومواجهت الواقع الذي يعيشه . وقتنع عزام وخرج مع أبيه للسوق كل شيء سار جيدا ،وبينما هم يتسوقان سمعا ضجيجاً وأُناس يجرون بسرعة ذهب عزام وأبوه ينظران ماذا يحدث فأذا بأحد جنود الاحتلال يتشاجر مع رجل يريد أخذ امرأته ،قال الرجل لن تأخذها هذه زوجتي رد عليه لكنها أعجبتني وانا اريدها وعليك الطاعة امري ، رفض الرجل الاصغاء إليه وأصبحت بينهما شجار عنيف ضرب الرجل الجندي على وجهه، فأشهر الجندي سلاحه واطلق النار عليه وكانت زوجته تصرخ وتريد الاغاثة والعون من الناس لكنهم لا يصغون لكلامها بسبب خوفهم وبالنهاية أخذها وترك زوجها ينزف حتى الموت ، اما عزام فكان يرتعش من المشهد الذي رآه ويجمع دموعه بصمت خوفا من جندي الاحتلال إلا يقتله هو ايضأً . نظر له أباه ومسك يده بقوة وجرى به للبيت . دخلا البيت وصرخ عزام صرخة قوية جعلته يغشى عليه ، وهرع اليه والديه وعند أستيقاظه لم يستطع الكلام من شدة الصدمه ، حزن الأب والأم كثيراً فأخذوه للطبيب وأخبروه بكل ما حصل ، أجرى له الطبيب جميع الفحوصات فأخبرهما أن حالته ستستمر هكذا للابد . بكت الام وصار الاب يلوم نفسه لأنه اخذه معه للسوق ، لكن اخبرهم الطبيب أذا تعرض أبنهما لصدمه اقوى من الصدمة التي واجهها سيعود لطبيعته . يأس والديه ورجع به الى البيت ، وقرروا ان يعتادوا على وضع ابنهما ، وبعد سنوات وبعد ان اصبح عُمر عزام ١٩ سنة . مرضّ الأب ولم يذهب للعمل ،وفي المساء قُرع الباب بقوة ودخل عدد من جنود الاحتلال وعند رُأية عزام للجنود جرى تحت السرير ينظر لهم من بعيد وهو خائف ، هجم الجنود على الأب ومسكه احدهم من ثيابه وقال له لماذا لم تأتي للعمل اليوم ،رد عليه كنت مريض جداً ،قال له وما شأني بمرضك تأتي حتى لو كنت تريد الموت . قال له أبو عزام حاضر حاضر غداً اعمل بجد وأعوضكم عن هذا اليوم وضربوه وأخذوا منه مال ورحلوا ، وكان عزام ينظر لأبيه يُضرب أمام عينيه ولا يستطيع عمل شيء .مرت الايام والاشهر ولم ينسى عزام حادثة السوق وضَرب أبيه أمامه عينيه.
أنت تقرأ
حرب الفتى الملثم
Fiksi Sejarahسمعا ضجيجاً وأناس يجرون بسرعة ، ذهب عزام وابيه ينظران ماذا يحدث فأذا بأحد جنود الاحتلال يتشاجر مع رجل يريد أخذ امرأتهُ ،فرد الرجل لن تأخذها هذه زوجتي . رد عليه لكنها اعجبتني وانا اريدها لنفسي وعليك أطاعتي هل تفهم ، رفض الرجل الاصغاء اليه وبدأ يزداد...