"⁶"

296 27 4
                                    


"يتلمس وجهى بِـرقة كأني فراشة إن لُمِست كُسِرت".
^^^

"بجد يا أيمن؟ يعني خلاص هتكلم عمي وتحدد معاد الفرح؟".
قالت بفرحة غير مصدقة أنه أخذ تلك الخطوة أخيرًا بعد أن مر ثلاثة أعوام منذ خطبتهم.

لكزته والدته في جنبه بعد أن طال صمته؛ ليقول:
-أيوة إن شاء الله هكلمه كمان شوية بس قولت أعرفك عشان تشوفي نحدد بعد شهر ولا لسه مش جاهزة؟

قالت وهي تتخيل نفسها بجواره في فستان الزفاف:
-لا الحمدلله أنا جاهزة المهم أنت يكون مناسبك.

أنهى معها الحوار وأغلق الهاتف، تأفأف؛ لتقول والدته بقلة صبر:
-ايه كنت عايز تفضلوا مخطوبين خمس سنين كمان ولا ايه؟

قال بضيق:
-أنتِ عارفة يا ماما إني مكمل ف الجوازة دي عشان خاطرك، لولا كدا كنت سيبت تسنيم دي من زمان واللي أصلًا برضو خطبتها بسببك.

قالت:
-يابني حرام عليك والله البنت بتحبك وعايزاك وأنت بتعاملها وحش.

قال بعصبية:
-مش ذنبي إن هي فهمت معاملتي ليها كأخت غلط يا امي، أنا مكانش فيه من ناحيتي أي مشاعر ليها وأنتِ عارفة كويس، أنتِ مجوزهالي شفقة عشان أهلها ماتوا، وهي ما صدقت وبقى مش فارق معاها أعاملها زي الحيوانات حتى هتفضل راضية.

قالت والدته بحدة:
-هتتجوزها برضو يا أيمن واتعامل معاها كويس البنت معملتلكش حاجة وحشة، ولما ربنا يرزقك بعيل ولا اتنين هيهديك وتحبها وتبقى أحسن يابني.

قال بحنق وهو يستقيم؛ ليخرج:
-لو فاكرة إن جوازي منها ولا خلفتي هتغيرني تبقي بتحلمي يا امي، أنا هغور من وشك عشان ترتاحي.

قالت:
-متنساش تكلم عم تسن..
لم تكمل جملتها فقد صفع الباب خلفه وخرج.

ذهب إلى أصدقائه، أصدقاء سوء! نعم، ترك صحبة "يزن" و "هشام" و ذهب لمن أخذ بيده إلى طريق مسدود، لمن وضع أصابعه في الوحل، لمن جعل ذلك المخدر كشخص له أصابع لا يستطيع الإفلات منها.

أشعل تلك السيجارة وبدأ في تدخينها وهو يتحدث مع شخص يمسك بيده دواء ما:
-بقى أنا امي هتجوزني بالغصب؟ أنا معرفش أنا ساكت ليه على الغم اللي أنا عايش فيه ده! هو أنت ياض يا عمرو متجوز؟

ضحك "عمرو" بسخرية وهو يفتت ذلك السم:
-وهو أنا مين هترضى بيا يا معلم؟ ده أنا مجرد صبي عندك حتى محصلتش حاجة.

قال "أيمن":
-ليه هما يطولوا ده أنت سيد الرجالة، شاور بس على أي واحدة وتكون مراتك بكرة الصبح.

قال الفتى:
-هو أنا أجي جنبك ايه بس يا معلم ربنا يخليك لينا.

لقد جره أصدقاء السوء إلى ذلك الطريق؛ ليصبح هو سيده، لقد أصبح يتاجر في ذلك السم ويجر هو الأشخاص لنفس طريقه.

قال "عمرو":
-بس يا معلم أنا كنت عايز اقولك حاجة.

همهم له "أيمن" وهو ينفث دخان سيجارته؛ ليُكمل:
-أنا كنت عايز اتجوز إسراء بنت عمي بس هي مش موافقة عشان خاطر مستنية الواد ابن خالتها المهندس.

أفلتني من بين أصابعك.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن