"¹¹"

239 23 17
                                    


"أخبرتك أنني اقوي بدونك، ولكن لماذا فور التقاء دربنا من جديد، ارتجف قلبي من فرط الحنين لحيز اضلعك التي تحتويني".
~~~

طرق خفيف على الباب جعلها ترتدي حجابها وتخرج لترى من الذي يقف خلفه، سمعت صوت "عبد الرحمن" يجيبها باسمه، تنهدت وفتحت الباب له.

نظر لها قائلًا بصدمة:
-أنتِ لسه كل ده ملبستيش يا ليلى؟ يلا قومي البسي هنتأخر.

غمغمت بخفوت:
-معلش يا عبد الرحمن والله مش هقدر أجي أنا آسفة.

اقترب منها خطوتان لتتراجع واحدة إلى الخلف، قال:
-يا ليلى فكي كدا مش هتفضلي زعلانة العمر كله، وبعدين لو على ماما ومحمود مش هخليهم يكلموكي خالص متقلقيش.

هل هذا ما يفكر به؟ حزنها من زوجها و والدته؟ سيتفتت قلبها حين تراه يضع خاتم الخطبة في أصابع غيرها، سيستنشق جميع الحضور دخانه، سيتسخون من رماده المتبقي بعد احتراقه بالكامل.

تشعر وكأنها أنانية لاحساسها بذلك ولكنها لا تستطيع التحكم في قلبها، نظرت إليه بعينين منطفئتين، سألها عمّا أصاب جميلتيه، قالت:
-سامحني والله أنا تعبانة وكمان مش هينفع أسيب ماما لوحدها دلوقتي عشان نسمة مش موجودة.

سألها:
-ليه هي فين؟

أجابت:
-عند أمنية صاحبتها والدها توفاه الله من شوية وكان لازم تروحلها.

قال بحزن صادق:
-لا اله الا الله، ربنا يرحمه ويصبرها، خلاص يا ليلى مش هضغط عليكي بس لو احتاجتي حاجة كلميني، أي حاجة حرفيًا هاا!

قال وتركها تغوص في أحزانها، تفكر في حياتها وماذا ستفعل بها بعدما تحصل على طلاقها من اخيه، ذهب هو إلى "يزن" الذي ينتظره أسفل بنايتها، حين وجده بمفرده قال:
-قولتلك مش هتيجي معرفش أنت كنت مصر ليه!

قال بحنق:
-كنت عايزها تتبسط شوية بدل النكد اللي هي فيه ده.

قال "يزن" بسخرية:
-وأنت فاكرها هتتبسط وهي جاية تحضر خطوبتك على واحدة تانية؟ وأنت كنت هتبقى مبسوط وأنت شايفها قدامك بتتخانق مع اخوك ف وسط الخطوبة؟

قال بغضب:
-اتحرك يا يزن وبطل تقطيم فيا بقى أنا مش ناقص.

انطلق صديقه في طريقه إلى منزل "حبيبة" التي كانت تنتظره ومعها بعض أفراد عائلتها للذهاب إلى الصائغ، كانت الزغاريد تحاوطه من كل جانب بينما هو يتمنى لو تنتهي تلك الليلة بسرعة حتى يعود ويختبيء في منزله.

بعد انتقاء الخاتم وبعض الحِلي الأخرى، ذهبوا إلى منزل العروس وكانت الموسيقى في كل مكان حتى وقت متأخر من الليل، جلس "عبد الرحمن" مع "حبيبة" بعد رحيل الضيوف جميعًا في شرفة منزلهم ويزن يجلس مع زوجته في الخارج مع والدها.

رحل "محمود" و والدته فهو سيذهب إلى الطبيب غدًا ليرى ماذا سيفعل في قدمه التي مازالت الجبيرة تحاوطها، كان يجلس بجوارها شارد الذهن حتى قال:
-تفتكري يا ماما ليلى هتفضل مصممة على الطلاق؟

أفلتني من بين أصابعك.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن