"⁹"

259 23 13
                                    


"أنظرُ إليكَ فيُرعبني حجمُ العاطفةِ التي أحملها، يرعبني التفكيرُ فيما قد أفعلهُ من أجلك".
---

يجلس مع والدها في غرفة معيشتهم، معه "يزن" الذي يتحدث مع "أحمد" والد "حبيبة"، وهو شارد لا يهتم لما يتفقون عليه من أشياء و مواعيد.

هو ألقى إلى "يزن" الحبل من بين أصابعه؛ ليمسك هو به ويتحدث بدلًا منه، هو لا يريد إتمام تلك الخِطبة، لا يريد الزواج من أحد، هو يريد "ليلى".

ظل يُفكر بها وماذا تفعل الآن مع زوجها و والدته بمفردها، أصبح يخاف عليها منهم، كاد أن يهمل كل شيء في حياته حتى عمله لأجلها، لأجل أن يبقى معها في المنزل ليبعد أذى والدته عنها في هذه الظروف.

هو لم يكن يريد ذلك الطفل أن يولد ولكنه لا يستطيع فعل شيء آخر فَـ فضل الإعتناء بها؛ لتصبح بخير، لا يهتم لأي شيء آخر غير سلامتها.

تنهيدة خرجت من أعماقه وهو جالس، نظر إليه "يزن" و "أحمد" بتساؤل؛ ليقول:
-يا عمي احنا ممكن نجيب الدهب كمان اسبوع ونخلص الدنيا ف المحل بدل الحاجات اللي انتوا بتقولها دي أنا بصراحة مبحبش الدوشة والحاجات دي، وشوفوا حبيبة عايزة ايه وأنا ممكن اكلمها.

نظر له والدها وقال:
-أنا مقدرش أقولك حاجة غير لما أكلم حبيبة هي اللي تقول هي عايزة ايه مع إني عايز افرح بيها وبيك يابني دي بنتي الوحيدة.

قال:
-معلش ياعمي لو ممكن أتكلم مع حبيبة واللي هي تقوله أنا موافق عليه وانتوا متتعبوش نفسكوا وكل اللي هي تطلبه هعمله، الشقة كدا كدا موجودة وهي مش هتجيب أي حاجة فيها أنا هجهزها كلها ف برضو متتعبش نفسك ف التفكير ف أي حاجة هي بس عليها تختار وأنا هعمل.

نظر له والدها بشك قائلًا:
-ازاي بس يابني؟ احنا هنعمل لبنتنا زي ما الناس كلها بتعمل لبناتها احنا مش أقل من حد عشان منعملهاش، احنا ربنا كارمنا ونقدر نعملها كل حاجة.

قال:
-أنا مقصدش كدا أكيد أنا بس مش عايز اتعبكوا ف أي حاجة و بنت حضرتك ف عينيا يا عمي تشوف هي عايزة ايه وهعمله.

قال "أحمد" بصرامة:
-لا يابني مش هقدر اوافقك على الكلام ده احنا هنجهز بنتنا زي أي حد.

قال "عبد الرحمن" بتأفأف:
-خلاص يا عمي اللي أنت شايفه، ممكن تشوف الكلام ده مع محمود أخويا لما نيجي تاني مرة ان شاء الله ولو سمحت كلم حبيبة ف موضوع الخطوبة ده وقولي رأيها عشان أشوف هعمل ايه.

أومأ له ودخل إلى ابنته وترك "عبد الرحمن" العابس يجلس مع "يزن" الذي تحدث:
-مالك يا عبد الرحمن في ايه؟

قال بخفوت:
-أنا مش عايز أكمل ف الجوازة دي يا يزن، أنا تعبت والله، مش قادر أعمل كدا واكدب على نفسي.

ربت "يزن" على كتفه وقال:
-لازم تتخطى يا عبده صدقني، لازم تعيش حياتك.

تنهد وقال:
-هي حياتي يا يزن والله ومش عارف أعيش من غيرها.

أفلتني من بين أصابعك.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن