الخاتمة

18 2 0
                                    

الخاتمة
" فصول الوجع لا تنتهي ... بل تتعاقب متجددة بكل حين .."
امسكت علبة الدواء تتشبث بها بقوة... يديها ترتجفان وهي تلقي باليد الاخرى حبة وجدت بها خلاصها
لم تكن تسيطر على ارتعاش يدها لتقع الحبة أرضا... اتسع بؤبؤ عينيها يترأرأ بفزع ... وكأن وقع الحبة يعد كارثة!!

جلست ارضا تبحث عنها تتحسس مكانها...
حتى وجدتها قرب السرير امسكتها ثم اخفضت رأسها تبتلعها ... عارفة أن يديها ستخونهما القوة مرة اخرى ...
لم تكن ترتعش ادمانا وإنما خوفا من مجهول مطموس الهوية ....
كانت تريد الخلاص؟ .. الم يكن خلاصها بخطبتها من كنان ..!
الم يكن هو حلمها الذي تحقق...
لماذا هذا اليأس إذن !!

كانت تستنكر أفعالها ...
لكنها لم تكن تدري انها بذلك تزيد من إحباط نفسها ... تزيد من هالات الكآبة المحيطة بها!
فتغمرها لهوةٍ سحيقة موحشة
أغمضت عيناها للحظة... بعد ان شعرت نفسيا انها تحسنت بتناول الحبة ، التي أحضرتها امها منذ اسبوع مضى .
________
قررت بعد تفكير عميق أن تذهب لمنزل كنان ... كم تود أن تراه ، تستمع لحديثه الذي كان يشغلها مخففا عنها الكثير
فتحت خزانة ملابسها لتجد ثيابا لا بأس بعددها أعارتها اياها غفران ..
سارعت لتلبس متسائلة هل ستكون مفاجأة جميلة له؟.
ترى سيسعد بوجودها ؟
ذهبت وانقبض قلبها توجسا وهي ترى اسماء جالسة بالحديقة أمام البيت ... تتصفح احدى المجلات باهتمام...
رفعت رأسها عندما رأتها ... ترمقها بنظرات مريبة ثم وقفت وتلك الوقفة الشامخة ترهب ثبات دانة ..
لكنها حاولت حقا أن تتماسك أمامها ..
كانت امرأة أخرى .. وهي تستبدل وجها آخر غير الذي رأته منها ... تقبل وجنتيها مرحبة بها ... لكن الطعنة كانت قاسية ... ولسانها السليط بحدة باترة يقول
" كنان وخطيب.. اقصد و غفران خلف المنزل "

اومأت دانة برأسها صاغرة ... بملامح باهتة وهي تذكرها ان غفران " خطيبة" كنان السابقة
اما الأخرى ابتسمت لها ابتسامة قد تبدو رائقة .. وهي تمسك بمرفقها بلطف خفي النوايا ... تجرها حيث هما ... هناك..
وهناك ! كانا يقفان منسجمين ... يتحدثان بينما كنان كان يناول غفران اكليلا من الورد
طعنة غادرة اصابتها
"صعود حاد ... وهبوط مفاجئ ضعضعها .. اتلف ما صبت اليه من تقارب" ...

همس اسماء الخافت من خلف اذنها بهدوء منذر بعاصفة مزلزلة أحدثت ضجيجا داخليا حطمها ..
" دوما ما يصنع لها اكليلا ... يحب اهداءها كل فترة بشيء ما يسعدها ... كم يليقان ببعضهما "
تراجعت دانة خطوة لم تحسب أبعادها إذ جزء من جسدها ارتطم بأسماء .. لكنها امسكت بها وهي تقول بنبرة مموهة
" احذري ... ستقعين .."
دقات قلب دانة تصاعدت حتى شعرت أن النبض بأذنيها ... يهدر كتكات الساعة
تغضن جبينها بقوة وهي تطالع عيني اسماء بسحبتهما الغريبة ... فتبدو لها كشيطانة مخيفة ...
أدارت وجهها .. نحو كنان و غفران .. قبل ان تعود لتنظر نحو اسماء التي ضحكت بفجاجة
" يبدو .... انهما لا يروكِ "
وإلى هنا فرت بعيدا .. عائدة لقوقعتها مجددا .. !"

🎉 لقد انتهيت من قراءة رواية فى حضرة البارون لكاتبة داليا بسام 🎉
رواية فى حضرة البارون لكاتبة داليا بسامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن