الفصل الثالث
ثلاثتهم يقفون بصمت مطبق ... كانت غفران هي اول من كسرته عندما هتفت بغل من بين ضروسها
" بماذا تتلفظين !!.. "
التفت إليها اختها مرة أخرى ووجها المحمر ينذر بمزيد من الشر...
لقد شعر ثلاثتهم بالخطر القادم ... لن ينتهي الأمر هنا.
نظرة سريعة استرقها كنان للتي تقف بجانبه .. والذي نافس شحوب وجهها شحوب الموتى !
جامدة تماما .. لا ترمش حتى ، وكأنها تحجرت فأصبحت امامهم كتمثال عاجي .
اما هي سابحة بأفكارها التي اتخذت منحنا آخر .. تغزل منها خيوطا وتنسج بها ما يجعل الصورة كاملة ..!
الشك عسعس بداخلها .. كنان اوقعها في مصيدته ... اما اسماء هي من خططت كيف لهذه الطبقة المترفة أن تتقبلها ..
كيف لهم ان ينظروا للأسفل وانظارهم لا تشخص الا علياءً لمن هم بمستواهم وأعلى..
لكن لحظة .." غفران ليست مثلهم"
التناقضات مجددا فتحت بوابة اخرى على مصرعيها تطرق ابوبها من شدة العصف
انها تصرخ بها لأجلها.... لكنها اختها !
باقل الاضرار ستنقطع صداقتهما ..
صداع قوي باغتها جعل جفونها ترف بقوة ...حتى اغمضتهما بشدة .. لعلها تجد بالعتمة نورا ... يجعلها تفكر بمنطقية اكبر
بدلا من... يضع لهذا السخف حدا.... فقال ببساطة
" لحظة ... كنان اخبرني بني .. واصدقني القول "
قال كنان بحرارة وهو يهتف مقهورا من تبليها
" ابي ... هي وقعت وانا أمسكت بها ... لكن و الله شهيد على قولي لم اغرر بها !"هتفت زوجة ابيه تحاول المجابهة بجميع أسلحتها
" كنا..."
لكن والد كنان قاطعها بنبرة لا تقبل نقاشا بعده... وهو يقول بطريقة لا تؤذي مشاعر غفران أمام اختها..
" توقفي يا اسماء ... لابد لنا الآن من وضع الامور بنصابها الصحيح .. غفران و كنان .. اخبراني بإرادتهما بفسخ الخطبة ... فهما لا يشعرا باتجاه بعضهما الا بمشاعر الاخوة .. "شعرت بقلبها يهوي بل سيتوقف نبضه .. بينما والده استدار نحوه وهو يقول بتأتيب وتحذير واضح
" وانت يا كنان عليك التأكد من مشاعرك .. وخلالها اما ان تنسحب من حياتها.. او تتخذ قرارا حاسما يضع علاقتكما بالنور ..! "
شعرت بنفسها تهوي .. وهي تتخيل سحب البساط من تحت قدميها .. نظرت اسماء نحو غفران الصامتة ... تكاد ان تحرقها بنظراتها المشتعلة... فلو كانت النظرات تحرق حقا. .. لجعلت منها رمادًا . !انتهى الفصل الثالث ، قراءة سعيدة