الفصل الرابع & الفصل الخامس

15 2 0
                                    

الفصل الرابع
" جميع البشر يدركون أن في الصمت بلاغة... لكنهم يغفلون عن حقيقة أن بالصمت مكرًا وخداعًا .."
بعد يومين
متمددة على سريرها .. تتقلب على كلتا الجهتين فلا تجد أي احساس بالراحة ...
لقد فشلت و أمام من ؟.. كنان !
..نظرت بقهر الى ارجاء غرفتها واثاثها النفيس .. الى النافذة وما تطل عليه ...
تتأكل دواخلها كمدا .. وهي تقر بالخسارة .. لا شيء لها هنا !
***
دخل والد كنان إلى الغرفة التي تعتزل بها زوجته بعيدا عنهم ...اعتدلت جالسة لدى رؤيته .. و تكتفت ذراعيها ..
يرى تبدل ملامح وجهها اللائح بين التجهم والعتب
جلس بجانبها يطيب خاطرها المكسور... وقد ظن أنها تفتعل ذلك الحزن لأجل اختها فقال مراضيا
" الى متى ستبقين على هذه الحالة؟ .. اين اسماء بنشاطها وروحها الحلوة ... اين اهتمامها بصحة زوجها حبيبها .."
للحظة أرادت ان تبتسم ساخرة ...
تعرف انه ما تزوج منها سوى لأنها طبيبة ...مثلما يعرف هو انها ما تزوجت منه الا طمعا بماله . !
للحقيقة كلاهما يعرفان بعضهما جيدا ... لكنهما لم يواجها هذه الحقائق صراحة وجه لوجه ..
عندما لم تمنحه أي اجابة ... امسكت اصابعه بذقنها ورفعه ... يمسد بإبهامه أسفل شفتيها .. قائلا بنبرة رخيمة وهو يواجه عينيها
" صدقيني اشعر بقلقك على غفران .. واعرف انك تريدين الاطمئنان عليها .. لكن زواجها من كنان لن يكون ناجحا .. كلاهما ينظران لبعضهما انهما اخوة فقط ... كيف ازوج اخوة لبعضهما!!! "
همست بصوت وإن كان خفيضا لكنه يوحي بكمية غضبها الذي تضمره
" لماذا الآن... اليس لأن ابنك تخلى عنها وقرر أن يخونها ويحب غيرها ؟ "
صدرت منها صيحة استنكار ثم تابعت مستنكرة افعاله
" ومن أحب !.. ابنة الطباخة التي جعلتها غفران صديقة لها بكل سذاجة .."
تساقطت دموعها على خديها فامتدت اصابعه لتمسحها .. بينما هي تابعت بصوت متباكي .. تنظر إليه وهي تغمض عينيها بحزن .. تحاول النجاح بإقناعه
" أنت تعرف انني اجبرتها على الارتباط بكنان ... فتاة كغفران جميلة و.. .. "
قاطعها وهو يسكتها بصرامة رغم هدوءه متابعا عنها
" تستحق من هو افضل ... لذلك انا احترمت رغبتها قبل رغبة ابني بفسخ الخطوبة.."
شحبت ملامح اسماء.. ثم رمشت وهي تهز رأسها تسأله دون استيعاب
" ماذا تقصد ؟..غفران قالت لك شيئا لا أعرفه.."
رغم شعوره بالذنب من أخبارها وقد وعد غفران التحفظ على حديثها معه. لكنه اضطر أن يقول مدافعا عن ابنه
" غفران هي من طلبت مني ايقاف أمر الخطوبة قبل أن يبدأ.... لو أن الأمر يعود لي لن أجد من هي افضل من غفران زوجة لكنان .. اتمنى الا تخبريها بما أسرّته لي"
نهض واقفا... مقررا المغادرة... لكنها تمسكت بذراعه بكلتا يديها وهي تقول باستدراك
" ربما خجلت أن تخبرك بخيانة كنان او .."
قاطعها مجددا.. وهو ينهرها بلهجة صارمة...ساحبا يده بهدوء
" غفران شخصية واضحة...و انا لم اربيها حتى تخجل بمجابهة حقها حتى لو كان مني "
صمتت وقد نفذت الكلمات من لسانها .. شاعرة انها بورطة حقيقة .. اوقعتها غفران بها !
بينما زوجها قال بلهجة قد تبدو عطوف لمن لا يعرفه.. لكنها تحذيرية أيضا
" أتمنى أن تعودي كالسابق ... لقد اخذتي كفايتك بحقك من الحزن والاختلاء بذاتك... البيت يحتاج إلى امرأة تسيره وتنظم أموره.. "
قبل رأسها.. ثم مشى متوجها نحو الباب. توقف للحظة ثم استدار اليها مبتسما
" انا ذاهب الآن وعند عودتي اريد رؤيتك تستقبليني كعادتك "
صوت صفق الباب... جعلها تخرج وحوشها وهي ترمي جميع ما تطاله يديها ..
تتنفس بوتيرة سريعة .. وهي تهتف بغضب جم
" لعنك الله يا غفران ... ماذا فعلتِ ..."
__€
يتبع

رواية فى حضرة البارون لكاتبة داليا بسامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن