الفصل الثاني

74 9 0
                                    

فتحت عيناها بصدمه وهي تُصيح بإشمئزاز وقرف:

"إيه!!! نعيش في حاره إزاي يا خديجه،إنتي أكيد بتهزري مش كده؟"

جلست خديجه على الأريكة بهدوء وهي تتحدث ببرود:

"لأ مش بهزر يا ملك ،المهمه الجديدة هناك ولازم نسكن هناك عشان أعرف أراقب المشتبه"

تحولت ملامح ملك للقرف وهي تكاد تتقيئ كلما تذكرت أنها ستسكن في مكان كهذا ثم قالت بتكبر:

"لأ طبعا إحنا مش هنعيش هناك ،مش لازم تمسكي المهمه ده قولي للمدير إنك مش هتمسكيها"

هبت خديجه من مكانها بغضب وهي تتحدث بسخرية:

"ده شغل يا ملك مش بمزاجي أرفض وبمزاجي أوافق لو إنتي مش عاوزه تيجي معايا متجيش،بس أنا رايحه"

تحدثت ملك وهي تحاول إقناع أختها بعدم الذهاب لتلك الحاره:

"بس يا خديجه إزاي هتعيشي في منطقه شعبيه زي ده ،ده مش مكان مناسب إننا نعيش فيه "

رمقتها خديجه وهي ترفع حاجبها بإستنكار مردفه بسخرية لازعه:

"إنتي نسيتي نفسك ولا اي يا ملك،فاكره لما كنا قاعدين في الشوارع من غير ما يكون في بيت يلمنا،ودلوقتي جايه تتكلمي عن المنطقه الشعبية ده، مالها يعني مهي مكان زي اي مكان في عمارات وفيها محلات مش أحسن من إللي إحنا كنا فيه"

تحدثت ملك بعصبية وهي تتذكر الماضي:

"بس ده كان زمان ،دلوقتي إحنا بقينا حاجه تاني ونقدر نشتري بفلوسنا أي حاجه "

حدجتها بيأس ثم قالت بهدوء:

"متعرفيش ممكن يحصل اي دلوقتي ،قولي الحمدلله يا ملك عشان ممكن في لحظه كل الفلوس ده تضيع ونتشرد في الشوارع زي زمان"

خفضت ملك رأسها بحرج من كلام أختها وتذكرت عندما كانوا أطفال ظلوا في الشوارع لأيام قاطع تفكيرها صوت خديجه وهي تتحرك تجاه غرفتها ولكن قبل أن تتدلف تحدثت بهدوء:

"لو مش عاوزه تيجي معايا متيجيش كده كده مش هجبرك على حاجه مش عوزاها"

وكادت أن تتدلف ولكنها سمعت صوتها:

"خديجه "

قالتها ملك وهي تنظر لأختها بدموع بينما إستدارت خديجه وهي تنظر لها بإستغراب ولكن سرعان ما تحولت ملامحها للقلق وهي تنظر لدموع أختها ركضت إليها وهي تأخذها في حضنها مردفة بحنان:

"مالك يا حبيبتي،إنتي زعلتي من كلامي "

بادلتها ملك العناق وهي تبكي ثم تحدثت بصوت متحشرج:

"مش عاوزه أخسرك زي ما خسرت بابا وماما "

قالت هذه الجملة ثم إنفجرت في البكاء بقوة بينما شددت خديجه من حضنها وسقطت دمعه من عينها أثر حديث شقيقتها مسحت تلك الدمعه وهي تحاول الثبات امامها ثم أبعدتها عن حضنها وهي تنظر لها بحنان مدت يدها ومسحت دموعها مردفة بحب:

حقائق غامضه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن