توقفت خديجه بالسيارة أمام عمارة في وسط حي شعبي وكانت بجانبها ملك التي مازلت رافضة فكرة العيش في حاره ولكن لأجل أختها تفعل كل شئ فهي الشخص الوحيد الذي تبقى لها ،ترجلت خديجه من السيارة وخلفها ملك التي نظرت لأختها بحنق من ذلك المكان الشعبي الذي أتت إليه تعلم أنه حي شعبي ولكن ليس بذلك الشكل الفوضاوي فهناك أناس كثيرة متجمعون حول بعض وأطفال يلعبون في كل مكان وصوت بعض الناس يتعاركون فكانت أصوات كثيرة مزعجه ،أخرجت الحقائب من السيارة بضيق واضح على ملامحها لاحظتها خديجه لذلك تحدثت بإستغراب:
"مالك يا ملك! مضايقه من اي ؟"
لوت ملك شفتيها بتذمر لترد على سؤالها بحنق شديد:
"ما إنتي عارفه مالي يا خديجه ،المكان وحش جدا ومزعج،حاسه إني في سوق خضار بجد المكان شعبي اوي ومش مناسب إننا نعيش فيه"
رمقتها خديجه بيأس وقلة حيرة من حديثها:
"ملك مية مره قولتلك المكان عادي وفيه عماير ومحلات زي المكان إللي إحنا قاعدين فيه ،ولو على الدوشه والأصوات فعادي هتتعودي ،وكمان أنا أجرت شقة في عمارة نضيفه ،ولو مش عاجبك تقدري تروحي البيت عادي أنا مجبرتكيش على حاجه لكن أنا مش هسيب شغلي وأمشي"
نظرت إليها بضيق وغيظ وفضلت أن تصمت فشقيقتها على صواب وهي لم تجبر على المجئ بل هي من أتت معها بإرادتها التامة،أمسكت حقيبتها وهي تتبع خديجة التي سبقتها جهة العمارة التي سيسكنون بها وأثناء سيرها شعرت بدلو ماء ينسكب عليها من فوق فتحت ملك عينها بصدمة ولم تستوعب ما حدث بينما إلتفتت لها خديجة وفور رؤية أختها بذلك الشكل إنفجرت في الضحك فمظهرها كان مضحك بحق بتلك الثياب المبلله ووجهها التي تعلوه ملامح الصدمة،أغمضت ملك عينها بغضب ثم سمعت صوت سيدة تتحدث بأسف وإعتذار:
"معلش يا بنتي مشوفتكيش وانا بكب المايه أنا أسفه بجد"
إنتهت من حديثها وهي تدخل وتغلق الشباك بحرج مما فعلته ،نفخت ملك بغضب وهي ترمق خديجة التي مازلت تضحك:
"عجبك اللي حصل صح،ضحكتي يلا إسكتي بقى،كله بسببك إنتي"
توقفت خديجة عن الضحك ثم أردفت بغضب شديد:
"بسببي أنا!!متضايقنيش يا ملك،قولتلك أنا مجبرتكيش إنك تيجي معايا إنتي جيتي بمزاجك"
نظرت لها ملك وكادت أن تتحدث ولكن وجدت طفلان يأتيان تجاههم ويتحدثوا.
تحدث الطفل الذي يدعى حمزة وهو يوجه حديثه لصديقه:
"إلحق يا زياد في خواجات عندنا في الحارة"
أنهى حديثه وهو يشير على خديجة وملك الذين كانوا يرمقونهم بصدمة هم كانوا يرتدون ثيابهم المعتادة فخديجة ترتدي بنطلون جينز أسود وعلية بلوزة بيضاء وتاركة شعرها الأسود مفرود وكانت ملك تردتي بنطلون أبيض وعليه بلوزه زرقاء وتاركة شعرها القصير مفرود.
أنت تقرأ
حقائق غامضه
Romanceالكثير من الأحلام والكثير من الأشياء التي كنا نريد فعلها ولكن دائما ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وهذا ما حدث مع أبطالنا كأن الحياة تخبرهم أن لا مجال للإعتراض فإرضَ بما كتبة الله لك فيا عزيزي القارئ استعد لترى حكاية تشبه حكاياتنا الواقعيه لكن مع...