|احذر من تشاكي|

127 35 8
                                    


يوم جديد في العمل.

قد لا أسميه عملا، انا آتي للدار رغبة مني، لكن المال الذي أتقاضاه يجعله عملا.

علاوة على بارك الذي أتوق لرؤيته كل يوم.

من الجميل جدا العمل مع شخص تنجذب له.

ذلك يعني قضاء وقت طويل رفقته،
و ربما تعاملك معه أحيانا.

تماما كالآن، أحمل بيدي تلك الدمية المرعبة و أسير في الممر بحذر.

-لِم الحذر؟ انها دمية فحسب-

كلا، هي ليست دمية عادية،
هذه الدمية تكون تشاكي.

حفيد إحدى المسنات هنا قد جاء لزيارتها رفقة ابنها، و ترك الدمية مع جدته العاجزة.

كان الوضع طبيعيا إلى أن أخبرتها سولي بحقيقة الدمية.

تلك العجوز تعرف الكثير، أحيانا أشك في كونها مراهقة محتجزة بجسد سيدة مسنة، و بالأخص حينما تتغزل بِرَجُلِي.

طرقت الباب طرقتين و دخلت الغرفة.

هنا نصادر كل ما هو غير مرغوب به، و هذه الدمية بالضبط لا أحد يرغب بها.

كان جيمين لحظتها يقف بزاوية الغرفة و بيده مذكرة يدون بها شيئا بينما يعاين الأغراض الموضوعة هنا.

" يوري هلا ناولتني مضرب الغولف ذاك "

طلب مني عند ملاحظته لي، لكن اسمي ليس يوري.

تغاضيت عن الأمر و ناولته المضرب، ثم وضعت الدمية في إحدى السّلل.

لم أعلم ما يجدر بي قوله أو فعله لحظتها فشابكت يدي خلف ظهري و حدثته.

" هل تحتاج أي مساعدة؟ "

بالكاد أخرجت كلماتي بشكل صحيح!

و صوتي كذلك بدى طبيعيا.

أظنها أول مرة لا أصدر فيها صوت حمامة تختنق عند الحديث.

" سأقدر لكِ هذا، فقط سجلي كل غرض على حدة هنا ريثما أعود من دورة المياه "

لم أنتبه لما قاله بقدر ما انتبهت لملامسته يدي حينما ناولني المذكرة.

و في رمشة عين طار من أمامي.. أتساءل لكم من الوقت ظل صابراً.

مثانة حبيبي في خطر!

أخذت أدون اسم كل غرض في المذكرة بينما افكر بتلك اللمسة.

لا زلت أشعر بها على طرف يدي.

على مضض التفت نحو الباب أتحقق من عودته فقد تأخر نوعا ما.

لكن بدل ذلك، و بجانب السلة لمحت الدمية مرمية على الارض.

قبل استيعاب أي شيء وجدت نفسي أركض خارجا و به اصطدمت.

" إنها تتحرك "

اشرت له على الدمية فاكتفى برفع حاجبه و النظر لي بعدما ابتعدت.

" الدمية؟ "

" أجل، تلك التشاكي هناك "

تقدم نحو الدمية و انحنى يلتقطها ثم نبس مطمئِنا إياي.

" لا بد أنني أسقطتها حين خرجت من الغرفة، لا تقلقي "

أكمل بينما يحرك أطراف الدمية أمامي فلم أجد ما أفعله غير الابتسام.

لن أظل عابسة طبعا..

تناسيت ما حدث و عُدت أساعده بعمله بعدما أكد لي أنه سيحرص على إخفاء الدمية جيدا.

أشعر بالراحة.

" جوري "

همهمتُ له ظنا مني أنه يرغب بقول شيء.

" اسمكِ جوري، لا يوري صحيح؟ "

أومأت له، و ليتني أستطيع كتم شفتي عن التمدد و الابتسام.

هكذا سيعلم بحقيقة مشاعري نحوه.

" اسم جميل "


_ _

" نجح الامر؟ "

سولي سألت صديقتها المسنة التي عادت توّا من الغرفة حيث أخذت جوري الدمية.

" نجح بدايةً لكنها هربت تستنجد بعزيزك "

وسعت العجوز جفنيها بدهشة.

" و ساعدها؟ "

أومأت لها ثم استرسلت تتصنع الخبث في صوتها المهتز كصرير الباب.

" لا بأس، وضعتها بحقيبتها و لنر ما سيحدث "

ما إن أنهت حديثها حتى اندفعت جوري صارخة بينما تركض خارج الدار و جيمين يلحقها.

" يونغ سو! أفسدتِ الأمر أكثر "

تذمرت العجوز من الجالسة بجانبها فخطتها بإبعاد تلك العاملة عن جيمين لاقت الفشل الذريع.

" كان فاسدا من الأساس، اخرسي و لنجلس قليلا لربما يعود زوجنا لينتشلنا من دار الملل هذه "

⚜︎𝐖𝐈𝐓𝐇 𝐘𝐎𝐔⚜︎ 𝓟.𝓳.𝓶حيث تعيش القصص. اكتشف الآن