الذكريات القديمة تصبح كابوس لا يرحم صحابه ان غذية بالوحدة والالم وافضل من يجيد غرز الألم هي العائلة ونور كانت علي ثقة من تلك المعلومة وخاصة بعدما اكدت لها بتلك النماذج البارزة
العودة الي سن العاشرة كان روتين نومها هذة الأيام تعلم ان التقلقل في ذاك المكان شئ مرهق ولكن لابد منه ان لم تفعل فانه سيظل خلفها حتي ترضخ له لذلك تفضل الطريقة السريعة وهي الاستسلام بلا مقاومة تتذكر ما كان يحدث عندما تقاوم وكيف يهرب النوم من عينيها ل أشهر بعد ذلك ولكنها ان كانت مطيعة وتركت كل شئ يسير كما يريد فانها ستحصل علي أيام بلا نوم بدل الشهور
الصوت المرعب الذي تخشاه كان هناك ليختفي فجاة ويحل محله غرفة هادئة لم يختلف ذاك المنزل عن باقي المنازل انه نسخة اخري عنها ساحة ضخمة تم تسويرها بعناية لكي لا تظهر ما في الداخل كانت المساحة الضخمة تصلح ل سيارة والدها ربعية الدفع ولكنها خالية الان الباب المؤادي الي داخل المبني كان مغلق الاحكام كان ذلك منزل أيمن صاحب السمعة الطيبة والسلوك الحسن ولكن نور لم تر فيه تلك الصفات كانت معروفة لدي السكان أما هي فقد عرفت رجل واحد وهو الجلاد كان والدها ذو وجه منتفخ وشارب مزين ب حذر مثل تلك التي زينت وجه هتلر يوما ولو ان التي تزين وجه والدها اكبر من تلك كانت نادرا ما تراه يضحك يحدث ذلك صدفة او بوجود احد في المنزل في تلك الحالات النادرة كانت تتنفس براحة لكونه انشغل عنهن كان السيد أيمن قد رزق بثلاثة فتيات نور اكبرهن ثم التوامتين اللتان ولدا بعدها ب أربعة سنوات والدها من الطبقة المخملية فقد ورث من إبيه مزارع ومصانع وشركات لا تحصي عكس اخته التي خرجت خالية الوفاض من تلك القسمة بحجة واحدة إلا وهي لكونها امراة وتلك كانت مشكلة نور واختيها كونهن فتيات فقد كان قدرهن اسواء من عمتهن التي تزوجت برجل منصف وعاملها ك بشر لم يكتب لوالدهن ان يرزق ب ابن وانما بثلاثة فتيات وتلك كانت بداية الماساة التي دفعت بنور لكره كل ما له علاقة بكلمة رجل كانت الساعة الثالثة ل نور ذات العشر سنوات هي ساعة حظر التجول كان ياتي من العمل لتتحول الضحكات الي ابتسامت تظهر طرف اسنانهن الهشة والحديث يصبح همسا كان يمضي باقي يومه أمام التلفاز لا يتحرك إلا لدخول الحمام أو التوجه الي غرفة الطعام كانت المائدة هي المكان الوحيد الذي يجتمعون فيه ولكنه سرعا ما يتحول الي ساحة حرب عندما تضع امهن الاطباق
كانت السيدة مزاهر عكس والدهن كانت امراة بشوشة لم تتجاوز الثلاثين فقد تزوجت في عمر الثامن عشر وانجبت مبكرا لتحط التجعيد رحالها في ذاك العمر الصغير علي وجهها كانت تبتسم طوال الوقت وليتها لم تبتسم تلك الليلة لبناتها فقد ثار الرجل الذي يتوسط المائدة ليرمي بالطبق الذي تحول الي فتات قرب ارجلهن التي تتدل ارضاأيمن كيف تبتسمين في وجهي هل تسخرين مني لكوني لم انجب ابنا هل تبتسم كما يبتسم الجميع انكم جمعيا تسخرون مني
سحبها من شعرها ليغلق الباب عليهم واصوات اهاءت مكتومة تتسلل الي مسامع نور واختيها لتضمهم وتغلق اذانهن بيديها تاركا صرخات الألم التي تصدر من امها تفتت طبلة اذنها ودموعها تنزل كالشلال تتذكر الان من إين تعلمت السباب واللعنات اذن فقد علمها شي علي الاقل
![](https://img.wattpad.com/cover/349406479-288-k332802.jpg)
أنت تقرأ
الصبارة
Romanceطباخ وكاتبة عن حب بلا أجنحة عن ألم جسدي وروحي عن مائدة وكتاب عن ورق و قلم عن المعجزة التي تسمي عائلة انا صبارة ولست زهرة قالتها نور وهي تسحب دخان السجارة الي رئتيها وعقلها يؤكد مزعمها العائلة هي الوحيدة التي تدمرك وترممك في نفس الوقت ولا علاج ل ندو...