٢

36 5 3
                                    

𝙋𝙡𝙖𝙮𝙡𝙞𝙨𝙩
.

𝘐 𝘥𝘰 - 𝘋.𝘖.

𝘍𝘢𝘭𝘭𝘪𝘯𝘨 𝘪𝘯 𝘭𝘰𝘷𝘦 - 𝘤𝘪𝘨𝘢𝘳𝘦𝘵𝘵𝘦𝘴 𝘢𝘧𝘵𝘦𝘳 𝘴𝘦𝘹

𝘏𝘦𝘳𝘦 𝘸𝘪𝘵𝘩 𝘮𝘦 - 𝘥4𝘷𝘥

___________________

تنهدت بِخفة مُريحةً ذقنها فوق النافِذة تتأمل الشارِع الخالي مِن أي مخلوق، فقَط أصوات الرِياح تُداعِب مسامِعها كموسِيقى مُتناغِمة، ذلِك البحر الأزرق قد تصبّغ بلونٍ السماء القاتِم نظرًا لِتأخُر الوقت.

شعرت بِثقلٍ فوق كتفِها لِتبتسِم بِدفء شاعِرةً بِأنفاسه الدافِئة تلفح بشرة رقبتها.

"هل تُفكرين بي؟" تحدث هو مُبتسِمًا مُعانِقًا إياها مِن الخلف.

"ومنذُ متى وأنا لا أفعل؟" همست هي بِخفوت لِتتوسع إبتِسامته.

"إنظُر." رفعت ذِراعها نحو السماء مُشيرةً لإحدى النجوم.

"تِلك النجمة." تحدثت حين لاحظت نظراته المُتسائِلة نحو السماء.

"إنها جميلة." لمعت عيناه بينما ينظُر للأعلي، لِتستغِل هي فُرصتِها بالتحديق داخلِها بِتمعُن.
هو يتأمل نجوم السماء، بينما هي تتأمل نجوم عيناه.

"إنها تُشبِهك." تحدثت دون وعي ليحول هو نظره لِعيناها.

"كيف؟" همس مُقهقهًا بِخجل.

"إنظُر.." تجاهلت سؤاله مُشيرةً للأعلى بِحماس.

"ظننتُها وحيدة بالسماء." نطق هو بِتفاجؤ حين لاحظ نجمةً أُخري بِجوارها، لكن ضوئِها خافِتٌ قليلًا.

"إنها تُشبهك." إبتسم ناظِرًا لها لِتتفادى هي النظر لِعيناه مُبتسِمةً بِجانِبية.

"كيف؟" قلدت نبرته لِيقهقه هو.

"إذا كانَت تِلك تشبهني، فالأُخرى تُشبهك، ذلِكَ نحن." جذب خصرها أكثر لِتلتصِق بِه بينما هي ترمق السماء بِتفاجؤ.

"أيُعقل أن نجمتينا حتى واقعتين بالحُب؟" كوّبت وجنتيها بِطريقةٍ لطيفة ليبعد هو يداها واضِعًا يداه مكانِها.

"أجل." وضع ذقنه فوق كتفِها مُجددًا لاصِقًا وجنته بِخاصتِها.

"أود رؤية البحرَ عن كثب." همست هي بِترجي لِتتوسع عيناه مُتفاجِئًا.

"جاين، إنها الثالِثة فجرًا مالذي تهذين به؟"

"رجاءً.."

"قطعًا لا." تحدث هو بإنفِعال.

"حسنًا." سكن العبوس ملامِحها ناظِرةً نحو البحر الذي لا يفصِلهُما عنه سوى الطريق بِحُزن.

"حسنًا ارتدِي معطفًا ثقيلًا، يبدو الجو بارِدًا." لانت ملامِحه المُنفعِلة هامِسًا بِجانِب أذنها بِلُطف لِتعود إبتسامتِها للتوسع مُجددًا.

إلتفتت مُقبلةً وجنته بِقوة ثُم فرّت مِن بين يداه نحو الغُرفة.

..
"لا تترُكي يدي، المكان مُظلِم لِلغاية، لم يكُن عليّ الإستِماع لكِ." نطق بِهذا للمرة الخامِسة على مدار دقائِق معدودة، مُمسِكًا بيديها بِقوة.
بينما هي غير واعِية له، تتأمل كُل شيءٍ حولها بِهيام مُستشعِرةٍ نسمات الهواء تُداعِب بشرتِها.

"چاين!" صاح هو بإسمها حين أفلتت يدها مِن خاصته فجأة.
انتزعت حِذائِها واضِعةٍ إياه جانِبًا ثُم ركضت نحو الرِمال الرطِبة بِسعادةٍ غامِرة.

بينما هو واقفٌ بالقُرب منها، بالكاد يراها بسبب ضوء القمر الخافِت.
يُراقِب ما تفعله مُبتسِمًا بِدفء، ولوهلة بدّت له كالطِفلة الذي يجدر بِه الإعتِناء بِها مهما كلفه الأمر.

قاطع أفكاره ركضها نحوه بِقوة لِتقفز مُتعلِقةً بِرقبته.

"يا إلهي، المياة مُتجمِدة." تحدثت بِضحكاتٍ مُتقطعة بينما جسدِها يرتعِش بين يديه.

"لمَ إقتربتٍ لِهُناك؟ جسدك يرتجِف الآن، ماذا إن إلتقطتِ الحُمى؟" وبخها بِقلق.

"حينها ستضطر للإعتناء بي وسنقضي وقتًا أطول معًا." إبتسمت عابِثةً بِياقته.

"أنتِ حقًا غير معقولة." تنهد بِإستِسلام.

لِحُسن حظه كان معطفه واسِعًا كفاية لِيُتسِع كلاهُما لِذا وضعه فوقها لِتختفي هي تحته عدا رأسها وقدميها.

سقطت إبتسامتِها حين لاحظت أنه مُتوجهًا للعودة.

"إلي أين تذهب؟" سألته رافعةً إحدى حاجبيها بإنزعاج.

"المنزل؟" نطق رامِقًا إياها بِحاجبين معقودين.

"لا.." قفزت مِن بين يداه واقِفةً أمامه عاقِدةً ذِراعيها معًا.

جلست أرضًا تحت أنظاره المُتسائِلة.

"إجلِس." رمقته بِحدةٍ لطيفة ليجلِس بجانِبها مُتنهِدًا بإستسلام.

"ماذا تُريدين بعد؟" قربها له مُدخلًا جسدها بالمعطف مُجددًا.

"رُبما مشاهدة شروق الشمس سويًا؟"

"تروقني أفكارك." تحدث هو مُبتسِمًا.

"وأنت تروقَني." همست ناظِرةً للجهة الآخرى.

"أحبّك." قرب فمّه لأذنها هامِسًا.
لتكتفي هي بالإلتِفات نحوه، وطبع قُبلةٍ سريعة فوقَ كرزتيه، ثُم عاودت التحديق بالجهة الأُخري، مُريحةً ظهرها ضِد صدره، وكأن شيئًا لم يحدُث لتوه.

______________________

- رأيكُم يهمني♡
.
.

Sweet Daylightsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن