Sweet Daylights

٣

𝙋𝙡𝙖𝙮𝙡𝙞𝙨𝙩
.

‏𝘛𝘩𝘳𝘰𝘶𝘨𝘩 𝘛𝘩𝘦 𝘋𝘢𝘳𝘬 - 𝘖𝘯𝘦 𝘋𝘪𝘳𝘦𝘤𝘵𝘪𝘰𝘯

___________________

أنامله تعانِق هاتفه الذي يناظره كل ثانية ليتأكد أنّه يسير في المسار الصحيح.

ارتخت أعصابه المشدودة حين وقعت عينيه عليها، جالسةً فوق العُشب تُحدق بالسُحب.

"أظننتِ أنّه يمكنكِ الهروب مني؟" نطق لتبتسم هي رغمً عنها، لم تبعد ناظريها عن السُحب، كانت تقابله بظهرها.

كلاهما يعلم أنّها تترُك موقعها ظاهرًا له حتى يتمكن من إيجادها، كان الوحيد الذي يفعل.
كُل مرة هربت بِها أو فكرت حتى، لا يمّل حتى يجدها، معيدًا إياها حيث كانت، بجواره.

"كلانا يعلم أنّي لا أستطيع، نحن عالقان معًا." نطقت مبتسمةً للواقف بِجوارها، مربتةً بجانبها فوق العشب ليجلس.

وحالِما فعل، إتخدت من كتفه موضعًا لرأسها المُثقل.

"أعلم أنّكِ لستِ بخير." تمتم بعد مُدة من الصمت، متسببًا في تقوس شفتيها قليلًا لأسفل.

"لا أعلم مالذي يحدث، لكِنّي هنا بكل الأحوال، بجانبك، لن أذهب لأي مكان." إلتقط يدها مربتًا فوقها بِرفق.
كان ينتابه شعور منذُ فترة أنّها ليست بخير، بدى واضحًا حتى على ملامِح وجهها الباهتة، قِلةِ الكلمات التي تغادر شفتيها، وتنهيداتها المتكررة، علّم بالفعل، لكنّه لم يرغب بالضغط عليّها أكثر، كان دومًا ما يُلمح لها بكوّنه سيستمع لها مهما كانت كلماتها، كان قلبه يؤلمه لرؤيتها بتلك الحالة، لكنّه إلتزم الصمت مواسيًا إياها دون حتى أن يعلم مالذي يجري.

"چاين؟" همس حين لاحظ صمتها، وذراعيها الملفوفان حول ذراعه، لايزال رأسها فوق كتفه، مطأطأة رأسها لأسفل.

إهتز جسدها ليتنهد هو عالمًا أنّها بالفعل تبكي، كان مرتاحًا ولو بنسبةٍ بسيطة لكوّنها تقوم بالتعبير عن مشاعرها بطريقةٍ ما.

"إبكِ قدر ما تشائين." ربت فوق رأسها بِحنوّ بيده الحُرة، شاعرًا بتشبثها بذراعه يقوى.

"حِملي يثقل يومًا بعد الآخر." همست بنبرةٍ متحشرجة، شاهقةً بين كُل كلمة والأخرى.

"يُمكننا تقاسمه إذًا، وإن ظل ثقيلًا، يُمكنني.. حمله بأكمله عنكِ." نطق هو، بينما أنامله لاتزال تعبث بخصلاتها، عالمًا أن تلك الحركة كانت بمثابة مُهدئ لها.

"ماذا إن مللت مني؟ كالباقين." دموعها كانت تتناثر فوق ملابِسه التي دفنت وجهها بِها، لم يمانع الأمر أبدًا، بل التفت ذراعيه حولها كأسوار منيعة، حاميًا إياها من قسوةِ أي شيء قد يتسلل لقلبها جاعلًا إياها تشعر بذرةِ حزن واحدة.