قصة جميله
ياصاحب زمان جدتي ♥♥
نقل احد المؤمنين انه سمع احد الخطباء يقول :
كنت جالسا في حافلة لأسافر لمدينة نائية من مدن إيران.لم يكن على المقعد بجانبي احد وكنت أخشى أن يجلس من لا أرغب في جواره فيضايقني في هذا الطريق البعيد .فسألت الله تعالى في قلبي:
الهي إن كان مقدرا إن يجلس بجانبي احد فأجعله انسانآ متدينا طيبا! وهكذا جلس المسافرون على مقاعدهم ولم يشغل المقعد الذي بجانبي أحد فشكرت الله إني وحيدا! ولكني فوجئت في الدقيقة الأخيرة قبل الحركة! بشاب يبدو عليه مظهر الهيبيز(جماعة من الناس لا تهتم بمظهرها) وبيده حقيبة صغيره من صنع اجنبي وكأنه من غير ديننا فتقدم حتى جلس عندي وانا اقول في قلبي :
يارب أهكذا تستجيب دعائي؟! تحركت السيارة ولم يتفوه احد منا للثاني بكلمة لأن الانطباع المأخوذ في اذهان هؤلاء عن المعممين كان انطباعا سيئاً بفعل الدعايات المغرضة التي كانت تبثها أجهزة النظام الشاهنشاهي ضد علماء الدين لذلك أثرت الصبر والسكوت وأنا جالس على أعصابي حتى حان وقت الصلاة (أول وقت الفضيلة) وإذا بالشاب وقف ينادي سائق الباص :
قف هنا لقد حان وقت الصلاة !فرد عليه السائق مستهزئا وهو ينظر إليه من مرآته :اجلس أين الصلاة وأين أنت منها وهل يمكننا الوقوف في هذه الصحراء؟قال الشاب :
قلت لك قف وإلا رميت بنفسي وصنعت لك مشكلة بجنازتي! ماكنت استوعب ما أرى من الشاب انه شيء في غاية العجب فانا كعالم دين أولى بهذا الموقف من هذا الشاب الهيبيز !فعدم مبادرتي إلى ذلك كان إحترازآ عن الموقف العدائي الذي يكنه البعض لعلماء الدين لذلك كنت انتظر لأصلي في المطعم الذي تقف عنده الحافلة في الطريق.وهكذا كنت انظر إلى صاحبي باستغراب شديد وقد اضطر السائق ان يقف على الفور لما رأى إصرار الشاب وتهديده.فقام الشاب ونزل من الحافلة وقمت أنا خلفه ونزلت رايته فتح حقيبته واخرج قنينة ماء فتوضأ منها ثم عين اتجاه القبلة بالبوصلة وفرش سجادته ووضع عليها تربة الحسين الطاهرة واخذ يصلي بخشوع وقدم لي الماء فتوضأت أنا كذلك وصليت ثم صعدنا الحافلة وسلمت عليه بحرارة معتذراً من البرودة التي استقبلته بها أولا ثم سألته من أنت ؟
قال إن لي قصة لابأس أن تسمعها فقد كنت لا أعرف الدين ولا الصلاة يوم كنت أدرس الطب في فرنسا وأنا الولد الوحيد لعائلتي التي دفعت كل ماتملك لأجل دراستي هذه . كانت المسافة بين سكني والجامعة التي ادرس فيها مسافة قريبة إلى المدينة .
وكان الوقت بارد جداً عندما ركبت السيارة التي كنت استقلها يومياً إلى المدينة مع ركاب آخرين, وكنت على موعد مع الامتحان الأخير الذي تترتب عليه نتيجة جهودي كلها فلما وصلنا إلى منتصف الطريق عطبت السيارة ,وكان الذهاب إلى اقرب مصلح(ميكانيكي) يستغرق من الوقت ما يفوت عليَّ الحضور في الامتحانات النهائية للجامعة، لقد أرسل السائق من يأتي بما يحرك سيارته وأصبحت أنا في تلك الدقائق كالضائع الحيران ,لاأدري أتجه يمينا أو يساراً أم يأتيني من السماء من ينقذني ،
كنت في تلك الدقائق أتمنى لو لم تلدني أمي وأن تشق الأرض لأخفي فيها نفسي أنها كانت أصعب دقائق تمر عليه خلال حياتي وكأن الدقيقة منها سهم يرمى نحو أمالي ،وكأني أشاهد أشلاء أمالي مقطعة أمامي ولايمكنني إنقاذها أبدآ .
فكلما أنظر إلى ساعتي كانت اللحظات تعتصر قلبي فكدت أخر إلى الأرض وفجأة تذكرت أن جدتي في إيران عندما كانت تصاب بمشكلة أو تسمع بمصيبة ،تقول بكل أحاسيسها :
ياصاحب الزمان..هنا من دون سابق معرفه لي بهذه الكلمة وصاحبها ومعناها الإعتقادي قلت بكل مافي قلبي وفكري من حب وذكريات عائلية ياصاحب زمان جدتي!ذلك لأني لم أعرف من هو(صاحب الزمان )فنسبته إلى جدتي على البساطة :
قلت فأن أدركتني أعدك أن أصلي دائماً وفي أول الوقت وبينما أنا كذلك وإذا برجل حضر هناك فقال للسائق بلغة فرنسية: شغل السيارة فإشتغلت من المحاولة الأولى، ثم قال للسائق :أسرع بهؤلاء إلى وظائفهم ولا تتأخر وحين نزوله ألتفت ألي
وخاطبني بالفارسية:
لقد وفينا بوعدنا ، يبقى أن تفي أنت بوعدك أيضاً !فأقشعر له جلدي وبينما لم استوعب الذي حصل ذهب الرجل فلم أرى له أثراً. من هناك قررت أن أصلي وفاء بالوعد بل وأصلي في أول الوقت ..