ISOLATION ♕ الإنعزال ♕

PARET 20

عَـبَـسْـتَ.. أإنَّـكَ تَـسْـتَـاءُ مِـنّـي؟
               وأعرضْتَ ثم تَــوَلَّـــيْــتَ عَـــنِّـيْ
وإنِّـــيْ أظُـــنُّ بـأنِّــيْ جَـــديْــــرٌ
               بِـأَكْــثَــرِ مِــنْ ذا إذا صَــحَّ ظَـنّي
فــإنِّـيَ لَــسْــتُ لِــقُــربِــكَ أهْــلاً
               ولا أَسْــتَــحِــقُّ اتْــخاذي كَخدنِ
وإنّي اتَّبَعتُ هَــوايَ لِــضَــعــفِـيْ
               ولَــمْ أتَّـــبِـــعــكَ بِــحَــقٍّ فَــإنّـي
ولم تَفدِ روحَكَ روحي وما خُضْـ
               ـتُ فيكَ وغىً بين ضَـربٍ وطَعنِ
ولـٰـكِــنَّــنِـيْ -يا رفيقي- صَــبٌّ
               أتُــوْقُ بِــوَجْــدٍ لِــنُــورٍ وحُــسْــنِ
أشَــحــتَ بِـوجْـهِـكَ عني.. وتَعلَمُ
               أنِّــي أُحِــــبُّــــكَ أَكْــــثَـــرَ مِــنِّـي
أأحسَـبُ أنِّـي كَـــتُـــوْمٌ لِـــحُـــبٍّ
               قَـــدِ انْـــهَـــارَ مِـنْـهُ وأُوْهِنَ مَتْني
ومِنْ أَرَقٍ قـد دعـــاهُ حَـــنِـــيْـــنٌ
               كَـــنَـارِ قِــرىً بان مِنْ فوق جفني
وَوَجْـدٍ لِــذِكْـــرِ حَـــبِـــيْـــبٍ ذَكـا
                وشَــوْقٍ لَـُـه لَــمْ يَـدَعني وشأني
وَتَهْتِكُ سترَ الصَّـبَــابَــةِ عَـــيْـــنٌ
               بِــفَــيْــفَـاءَ قَــفْــرٍ لَـقَـد أوْرَدَتْني
وَعَجَّتْ مآسٍ بـِجِــسْـمٍ نَـحِــيْـلٍ
               فأدبَرتُ أبْـكِـيْ بِـشَــوْقٍ وحُــزْنِ
تَــرَفَّـــقْ بِـقَــلْـــبٍ أَسِــيْـرٍ لَدَيْكَ
               ودعها تهيمُ بوجْـهِــكَ عَــيْـــنِـيْ
تَــرَفَّـــقْ -فَـدَيْتُكَ- إنّي المشوقُ
               إليكَ، ولستُ قَــديْــراً لِــبَـــيْــنِ
فَـحـــاجَـةُ عَيْنِيْ إلى النُّوْرِ منك
               كحاجة حرثٍ إلى غَـيْــثِ مُــزْنِ

♡♡

أنا سَيْرٌ بلا أَثَرِ
أَنا ليلٌ بلا نَجْمٍ ولا شُهُبٍ ولا قَمَرِ
أنا موتٌ بلا بَعثٍ
حروفي لعنةٌ حَلَّتْ على بشرية البَشَرِ
وبي فَرَحٌ
لَإِنْ أضْرَمْتُ ناراً في أحاسيسي
وبي جَذَلٌ
إذا أبْصَرتُها في النار مُحتَرِقة
أنا رَجُلٌ بلا قلبٍ ولا حِسٍّ ولا شفقة
لَكَمْ غَيَّرتُ أقوالا!
وكَمْ بَدَّلْتُ أفعالا!
وكم عَلَّقْتُ بين يَدَيَّ آمالا!
فلم يُمْعِنْ بها بصري
ولم يَخضَع لها قلبي
ولم يُنْصِتْ لها سمعي
وأفئدةٌ رَمَيْتُ بها
بوادٍ غيرِ ذي زَرعِ!
فذا طبعي.

♡♡
•

لو كنتُ أعلم في الفراق مصيبةً
لَأَخَذْتُ مِنْ هذا الفراق حِذري