8

112 6 33
                                    

فوت وكومنت بليز❤️💜
____________

طرقاتٍ متباعدة ببضع ثوانٍ طرقتها سيل على باب المكتبة لم يطل انتظارها لتسمع إذن زوجها لها بالدخول، زفرت بهدوء هواءً استنشقته ثم فتحت الباب ودخلت ثم أغلقته، اتجهت بخطواتٍ مرتابة نحو زوجها الذي يجلس على كرسي خلف مكتبٍ خشبي أسود اللون مصقول ولامع، وقفت مواجهة له، كان يقرأ ملفًّا ما فذكّرها ذلك بأوّلِ لقاءٍ لهما فمثل الآن لم يدعوها إلى الجلوس، ابتسمت بألمٍ ابتسامة حاولت أن لا تكون واضحة.

- من السخرية أن أقول ذلك، لكن سيدة روس ذلك الاتفاق لاغٍ...

بلعت سيل ريقها، وانتظرت أن يكمل كلامه كمن ينتظر حكم إعدام، لكنه بدا أهدأ قليلًا مقارنة بليلة أمس، كانت تخفض نظراتها لكنها أعلتها ناظرة اتجاهه لمّا قال مادًّا لها ملف ما:

- هذا الملف يحوي بنود الزواج الجديد...

خطت خطوة لتأخذه من يده، فتحته وأثناء ما كانت تقرأ به استأنف:

- أنت مجبرة على الموافقة عليها، شئتِ أم أبيتِ.

كيف لها أن توافق على مثل هذه البنود؟ أخذت تفكّر، إن وافقت عليها فهي بذلك ستهب نفسها كخادمة لهذا المنزل بل أدنى من ذلك، سيمنحها حياة كهذه حتى قبل أن يعلم ما فعله والدها، ماذا سيفعل إن علم؟ عليها أن تخبره، لن تخسر شيء أكثر مما خسرت.

أخذت أطرافها ترتجف واصبحتا باردتان كما أن ساقاها وهنتا فجأة إثر تفكيرها بما ستقوله له، وردة فعله بعد أن يعلم، بلعت ريقها ورطبت شفاهها وغادر اللون وجهها.

قبضت يداها اللتان كانتا تمسكان بالملف، راقب داميان ذلك وواتاه فضول حول ما تفكّر به، ثم قال:

- وقعي.

قدّم لها قلمًا، أخذته بعد انتباهها له ولمّا أرادت التوقيع سحبت قلمها مترددة، ذكّرها قائلًا:

- بنود هذا الملف ما هي إلا تبعات خداعكِ لي، كان بإمكاني التخلي عن هذه الفكرة لكنني ارتأيت احترامكِ، سيدة روس.

احترامكِ؟ سخرت داخلها على هذه الكلمة والتي أعقبتها، أين الاحترام؟ عضّت على شفاهها أثناء توقيعها ولمّا انتهت أخذ داميان الملف وقال بعد استدار حول المكتب مقتربًا منها:

- دعينا نتوّج زواجنا سيدة روس.

أرادت التراجع لكنه أمسك معصمها وشدّها نحوه ثم أمسك باليد الأخرى ذقنها ورفعها لتتلاقى عيناهما، ثم سحق شفاهها بقبلة لا تمت للرقة ولا العاطفة بشيء، كان الهدف منها تذكيرها بما ستكون عليه من الآن ولاحقًا، حاولت الفرار بدفعه بيدها المتحررة لكنه طوقها بكلتا ذراعاه حيث لم يعد لها مناص من ذلك.
أنهى القبلة وفكّ سجن ذراعاه عن جسدها وقال:

- يمكنكِ الذهاب الآن، سيدة روس.

كانت مقطوعة الأنفاس بينما كان هادئ ولا تأثير للقبلة عليه، شعرت بالإهانة إذ أنه أنهى القبلة بعد أن بدأت تستجيب لها، كانت تريد أن تفكّ أسر كلماتٍ باتت تضيّق الخناق على حلقها وتخنقها، كلمات كره تعرفه بها ما يساويه الآن عندها بكل جوارحها، لكنها شعرت بأنها استنزفت ولم ترغب ببدئ حرب كانت ستكون خاسرة فيها بالتأكيد.

ضمانٌ بزواجٍ || GUARANTEE BY MARRIAGEحيث تعيش القصص. اكتشف الآن