فتح الباب وكنت مرعوبًا...لا ليس هناك لفظ يمكنه أن يصف خوفي في تلك اللحظه فقلت في قرارة نفسي:
-إما أن أُقتَل وتنتهي اللعنه للأبد‘أو أقتُله"لا أعلم كيف هذا" أيضا لتنتهي اللعنه
ظهر ظله وصوت الأقدام والخطوات يسمع للأصم...أقدام؟ خطوات؟ أوليس شيطانا؟ في هذه اللحظه تبددت أفكاري حينما رأيت الطبيب عبدالله ينظر إليَّ ويرتجف من الخوف...ينظر إليَّ ممسكنًا بسكين،ملطخًا بالدماء ثم ينظر لجثة الممرضه نجات المشقوقه لنصفين...في الطبيعي لن يصدق أحدٌ أن هذا من فِعل بشر لكن...من المحتمل أن يقول هذا من فِعل مريضٍ نفسيِّ
أصبحنا في زمان يعامل المريض النفسيِّ كأنه منبوذ،عاهة،كائن لم يرقي بعد ليكون من البشر...وفي هذه اللحظه تذكرت قول حامد الشاعر عندما قال:
وَضَاقَتْ هِي الدُنْيَا عَلَيْنَا رُبُعُوهَا
وَإِنِي مَرِيضٌ تَشْتَكِي الهَمُ نَفْسِي
عَلَى النَاسِ فِي البَلْوَي أَهُونُ بِذَلَتِي
وَقَدْ كُنْتُ فِي السَلْوَى عَزِيزًا بِبَأْسِي
وَأَبْدُو مَلَاكًا فِي رِيَاضِ مَحَبَتِي
وَأَغْدُو كَشَيْطَانٍ يَرَى مَسَ رَجْسي
ثم جثى الطبيب عبدالله علي ركبتبه وقال بكل حزن وإنكسار والدموع تنهمر علي خديه وكأنه تسونامي من نوع ما:
-ليه؟عمَلِتْلك إي؟يوم ما تفكر تئذيني تعمل كده في مراتي وإبني مره واحده؟
نزلت تلك الكلمات بتلك التندهات الحزينه التي تجعل الكلام صعبًا علي اللسان...نزلت علي أذني كالبرق شعرت وكأنني لا أستحق أن أولَد...تثمرت في مكاني وما عدت أشعر بشئ علي الإطلاق حتي فتحت عيني ووجدت أنني مقيد في مقعد وشعرت وكأنني لا أري بصوره واضحه وأنني أريد أن أتقيئ تمامًا كأنني شربت جرعه من النبيذ الفاخر...ثم قلت بدون أي وعي:
-دي مش الجنة صح؟
ظللت أضحك بشكل هستيري لفترة من الزمن حتي رأيت هاله ضخمه تضربني بقطعه من الحديد فسقطت علي الأرض وأنا مقيد في المقعد...ثم استيقظت فوجدت أنني مستلقي علي الأرض،يداي مقيدتان نظرت حولي فلم أجد شيئًا غير الطبيب عبدالله يشعل سيجارًا ورائحه المعقم في الغرفه كثيفه فتلاحمت رائحتها مع رائحه السيجار وكانت لا تطاق...ثم نظر وقال بكل غضب واستخفاف:
-صباحيه مباركه يا هيما...فكرتك مُت يا جدع وريحتنا
نظرت إليه ولم أتكلم ثم أكمل كلامه قائلًا:
-تعرف يا إبراهيم لما كانو بيجيبولي الجثث في المشرحه مكنتش بعرف أقطعها زي منت عامل في نجات كده...متعلمني يا جدع ونشتغل مع بعض
لم ألقي بالًا لما قاله ثم تذكرت شيئًا مهمًا...أولسنا في مصحه نفسيه؟هل يوجد مشرحه في المصحه النفسيه؟ولو إفترضنا وجود مشرحه أوليس الطبيب عبدالله طبيبًا نفسيًا؟ما علاقته بالتشريح؟
ثم سألته بكل غرابه وإندهاش:
-مشرحه اي؟ أنت مش دكتور نفساني؟
كان في هذه اللحظه يضع السيجار علي فمه ولما سمع مني ما قلته وقف مندهشًا..لا لقد وقف مرعوبا وكأنه قال شيئًا لم يكن من الصحيح أن يقال...ولما وقف ونظر لي لاحظت نقطه من الدم علي البالطو الخاص به ومشرطًا في جيبه فتبددت كل شكوكي وتأكدت أنه ليس طبيبًا نفسيًا وليس أيضًا طبيبًا شرعيًا إنه طبيب بشري ولكنه يتاجر في الأعضاء البشريه....ومن ثم واجهته بالأمر فزاد توتره وأصبح يتعرق وفي هذه الأثناء قلت له:
-مش هتعرف تقتلني مهما عملت هو مش هيسيبك تعمل كده
فرد قائلًا:
-هو مين؟
فقلت له:
-الجن اللي قتل نجات..أنت ممكن تكون فاكرني بهرتل وقول دا مريض نفسي بس أقسملك بالله أنا مش مريض نفسي أنا عليا جن معرفش عليا ليه بس اللي أعرفه إن حد بحكيله عن قصه حياتي بيشقه لنصين فأرجوك فكني وتعالي نتكلم ونشوف حل مع بعض للمشكله دي
كنت أتكلم وهو يقف متثمر من الرعب ظللت أكثر من نصف ساعه أتكلم معه وأقنعه أنني أتكلم بكل صدق وبعد حوالي ساعه ونصف لم يقتنع بكلامي ولم يفهم شيء مما قلت له ولكنه شعر أن السر والحل يكمن في كوني لست مقيدًا ثم جلس وعرض عليَّ سيجارًا ورفضته فرد مستهزءًا:
-السيجاره دي عمري ملقيت سبب مقنع يخليني أشربها والسبب الوحيد اللي مخليني لسه بشربها هو أني بستعجل موتي...عارف أنو سبب مضحك وإن ليا معاد موت محدد بس مين عارف مش يمكن تكون السيجاره دي سبب موتي
ثم نظر لي وكأنه يقول أن اليوم قد يكون الأخير في حياتي ونفث الدخان في وجهي وقال:
-لا أدري سيكولوجيه عمل الشياطين والجن في القتل لكن ما أدركه حقًا أن قصتك قد يكون بها ما لا يجب أن يقال علي العلن....تمامًا كقصتي لكن الفارق أن سماع قصتي لن يجعلك نصفين لذا سأحكيها لك
ثم تنهد ووضع السيجار علي الأرض ودهسه بقدمه كما يفعل كل المدخنون وقال:
-انتهت رحلتي في المرحله الثانويه ووجدت نفسي من اوائل الجمهوريه في الشعبه العلميه ولم أكن أفقه ما يعنيه مصطلح كليات القمه كل ما أدركته أنه إذا كانت نسبتك المئويه تتخطي الثمانيه وتسعون بالمائه فأنت حتمًا ولا بد أن تنسي أصدقائك القدامي لأنهم أصبحومن طبقه أقل منك وتبدأ في التعارف علي من هم في مستواك وأدركت أيضًا أنه لا يوجد ما يسمي "بالرغبه الشخصيه" وأنه يجب عليك الالتحاق بكليه الطب حتي وإن كنت لا تحب هذا المجال....فالتحقت بكليه الطب وقطعت علاقاتي بكل من كان معي في المرحله الثانويه وبدات في التعارف علي صحبه جديده من النخبه،صفوه المجتمع،الأطباء،لا يهم إن كانت تقديراتك في الجامعه منخفضه المهم هو أنك طالب مقيد بكليه الطب....مرت سبع سنوات من القهر سبع سنوات لم أشعر فيهم بطعم الحياه شعرت وكأنني سجين أري زملائي في جميع الكليات ينزهون عن أنفسهم ولا أستطيع أن أطلب منهم الانضمام لهم..كيف؟كيف وقد سمعت كلام الجهلاء وقاطعتهم لمجرد أنهم لم يقيدو بكليه الطب؟عشت سبع سنوات لم اذق فيهم طعم الحياه...لم أكن أذهب إلي الجامعه وإن ذهبت لا أحضر المحاضرات...لم أكن أذاكر أي شيء،وكنت آتي قبل الاختبارات بشهر وأقوم بالمذاكره بطريقه عصريه جديده اخترعها الطلاب يطلقون عليها "البصمجه"تحفظ المعلومه من دون أن تفهم ماذا تعني هذه المعلومه وما أهميتها كل هذا لتضعها علي ورقه الاختبار "وتنجح"وكانت هذه الطريقه موفره بالنسبه لي لا تعب ولا أجهد نفسي في الفهم ولا أحضر المحاضرات وأنجح كل سنه بتقدير "مقبول"مرت السنين وأنا علي هذا الحال وتخرجت وأخيرا كأي خريج ليس له قيمه عملت في مستشفي حكوميه...راتب لا يكفي لإشباع قطه شارده،لا أعرف أغلب الأمراض ولا كيف علاجها وكيف لي أن أعرف...كلما كنت أفعله طوال سبع سنوات هو "البصمجه" كل ما تعلمته هو التشريح وكيفيته ومكان الأعضاء وكل ما كنت أعرفه عن الطب هو كيفية خياطه الجروح....هل هذا هو الطب؟هل هذا ما قيل لي عنه أنه سيحسن حياتي للأفضل ويجعلني من أغنياء العالم؟كل ما أراه الآن هو شخصيه فاشله،لا يستحق لقب طبيب فاشل...واكتشفت أن مصطلح كليات القمه هو مصطلح اخترقه واختلقه العقل البشري المريض ليشعر نفسه بالعظمه والتعالي والتكبر علي من لم يقدَّر لهم أن يصلو لما وصل له....لقد خدعنا...خدعونا...خدعوك يا صديقي وقالو أنك لم ترقي بعد لتكون طبيبًا...خدعوك وقالو لا مستقبل إلا وفيه طب...خدعوك وقالو أن الطبيب هو محور الحياه ولا لقب غيره يجعلك عظيما وموقرًا بين الناس...ضع إصبعك في أذنك وتكلم...عبر عن رأيك وأسكت ألسنتهم...لا تكن طبيبًا فاشلًا يا صديقي كن طبيبًا صالحا...وإن أردت أن تكون طبيبًا أو مهندسًا أو ممرضًا أو صيدليًا أو أو أو....الخ
ولم يقدر لك ان تكون ما تتمناه فَسِرْ في الطريق ولا تقف واعلم أنه "ما اصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأئك لم يكن ليصيبك" وتذكَّر أيضًا أنه "لو عرضت الأقدار علي ابن آدم لأختار ما كتبه الله له" سِر...قاوم حزنك...إبدأ في حلمٍ جديد من دون حزن ومن دون قواعد ولا قوانين...ضع قوانين أحلامك وإكسرها بكل أمل وطاقه وسعاده وابتهاج صدقني ستصِل لمبتغاك ولو بعد الف سنه وفي ظل كلامه المصحوب بالنحيب والدموع تذكرت قول الشاعر:
إِذَا غَامَرْتَ فِي شَرَفٍ مَرُومْ
فَلَا تَقْنَعْ بِمَا دُونَ النُجُومْ
ثم أكمل كلامه قائلًا:
مرت سنتان علي هذا الحال حتي قررت رئاسه المستشفي أن تعين ممرضه مساعده لي فشعرت بالشفقه علي نفسي وبعد أسبوع تم تعيين الممرضه ووجدت مدير المستشفي يعرفني بها ويقول:
-نجات...هتساعدك من انهارده يا دكتو__
ولا بلاش دي أحسن بيجيلي مغص لما بقولها لواحد زيك
فرد الكائن الملائكي الذي كان يسمي نجات قائلًا:
-علي فكره يا دكتور حسين(مدير المستشفي) مينفعش كده كلنا عندنا أخطاء بردو وأنا من إنهارده ورايح هساعد الدكتور...قولتلي اسمك اي؟
قالت هذه الكلمه بابتسامه وأنوثه شرحت قلبي كطفل عاد بين يدي أمه بعد فراق دام لعشرين سنه وقلت لها:
-عبدالله....اسمي عبدالله
فابتسمت وهزت رأسها وشعرت أنني في النعيم وقولت في قرارة نفسي..هل ستبتسم الحياه لي أخير؟ثم قاطع أفكاري صوت المدير وهو يقول:
-فيه مريض جه تحت في الطوارئ انزل شوفه بسرعه...ومن غير نجات هي هتفضل هنا وانت هتنزل
ذهبت لأري المريض فوجدته شابًا في العقد الثاني من عمره وكان ميتًا في حادث سياره ومعه شاب في العقد الثالث من عمره يبدو أنه أخوه فأخبرته أن أخاه قد توفى فطلب مني أن يتركه في ثلاجه الموتي الموجوده في المشرحه لحين دفنه وأن يذهب معي ليتأكد من ذلك
ذهبنا للمشرحه ثم طلب مني أن يمضي وقتًا مع جثه أخيه وكنت أحاول أن أقول له أنه ليس مسموحًا له أن يكون موجودًا هنا وحده ولكنه أصر وطلبت من الممرضين أن يصعدو ليتفقدو الحالات المتبقيه في الطابق العلوي وأنني سأبقي هنا مع الجثه فنفذو ذلك ثم أخرج ذلك الأخ مسدسًا وقال لي وعينه يملئها الشر والحقد:
-كلمه واحده وهتبقو جثتين خد الجثه دخلها علي المشرحه وهات عده التشريح ومش عايز أي أسئله ولا إعتراضات
سحبت الجثه ووضعتها علي طاوله التشريح ثم قيدتها فقال لي:
-بص يا ابو الدكاتره أنا طلبي بسيط جدا كل اللي عايزه القرنيه والكبد والقلب وهسيبك تعيش ومش كدا وبس هديك ألفين دولار وهشغلك معايا أي مريض ميت هناخد منو كام عضو وطبعا مع الوقت الألفين دولار هيبقو أربعه والأربعه هيبقو عشره وشوف إنت بقي الدولار بقي بكام اليومين دول
كان ذلك العرض بمثابه كنز بالنسبه لي....بالنسبه لطبيب فاشل كل مايجيده هو التشريح....لطبيب مرتبه لا يكفي لإطعامه فوافقت وإستمرت هذه العمليات سنه وإثنين وعرفت أنه يدعي "إسلام" والدولارات كانت بالنسبه لي مثل روتين يومي إلي أن وصلت لمرحله تشريح المرضى أحياءًا...وكما أن لكل بدايه نهايه كانت نهايتي عندما رأتني نجات في يوم منا وأنا أقتلع العين من احد المرضي...كان الموقف بمثابه نهايه حياتي بعد أن كنت تقربت من نجات لدرجه أننا كنا نخرج للعشاء سويًا عندما رأتني شَعَرَتْ بالذعر وأغمي عليها فوضعتها علي طاوله حتي تفيق وبعدما كان ذلك المدعو إسلام قد أتي ليستلم مني الأعضاء وعندما رآها أصيب بالدهشه وقال لي:
-مقولتليش يعني يا دكتور إن البضاعه المرادي فيها حريم
وعندما شرحت له ما حدث وأنها أحد الممرضات
قال لي بكل بساطه:
-خلاص ناخد منها غرضنا وبعد كده نشرح
فرددت عليه بكل غرابه قائلًا:
-غرضنا إزاي يعني؟
فرد قائل بصوتٍ وكأنه يظن أني أعرف ما يقول:
-غرضنا يادكتره دانت حتي مش متجوز يعني صحصح معايا كده
نظرت إليه بكل استحقار أحاول أن أقنعه أنها حيه وأنها مهمه بالنسبه لي ولم يقتنع بكلامي وأخذ بزمام الأمور وقرر أن يبدأ التشريح بنفسه...ثم دخلنا في مشاجره طويله وكان هو شبه منتصر فيها حتي قررت بكل جرأه أن أغرز المقص في رقبته....تناسر الدم من رقبته علي وجهي وفي كل أرجاء المكان وكأنني صممت نافوره من الدماء كتلك التي يتلقط الأحباء الصور عندها ثم سقط علي ركبتيه ثم علي وجهه ميتا....وعندما نظرت الي نجات لم تكن موجوده علي الطاوله انتابني الذعر والرعب وبحثت عنها في أرجاء المشرحه حتي وجدتها في ركن بجانب طاوله تشريح تبكي وترتجف من الخوف...لقد شاهدت كل ما فعلناه...شاهدتني وانا أشرح الموتي...شاهدتني وأنا أسلم الجثث...شاهدتني وأنا أستلم المال علي ذلك...شاهدتني وأنا أقتل...لقد رأتني علي حقيقتي...أنا لست طبيبًا أنا قاتل وتاجر أعضاء...
حاولت الإقتراب منها بكل هدوء وعندما وضعت يدي عليها صرخت وضمت ركبتيها لصدرها ومن ثم بدأت في سلسله من البكاء المتواصل لأكثر من نصف ساعه...جلست بجوارها وقلت لها أنني لن أبرر ما فعلته لقد كان كل هذا بمحض إرادتي لم أكن مغيبًا عن الوعي ولا مخدرًا....لكنني أستطيع أن أصلح ذلك سوف نتزوج أعلم أنك تحبيني في مكان ما في قلبك وأنا أيضًا أحبك...أترين لقد قتلته من أجلك لقد انتهي كل شيء لا مزيد من تجاره الأعضاء لا مزيد من الجثث....أتعلمين لقد قمت بحجز دوره تدريبيه لكلانا في الطب النفسي...سوف نترك كل هذا ونعمل في مصحه نفسيه بعيدًا عن تجاره الأعضاء وبعيدًا عن الدم والجراحات في مكان كل ما نفعله هو تقديم خدمه للمرضي النفسيين....ثم أمسكت بخدها وضممتها إليّ بقوه وأنا أتنشق ريحها الذي كان مختلفًا عن رائحه الدم في المشرحه،مختلفًا عن فريون ثلاجات الموتي،مختلفًا عن ريح المخدر...ولم أشعر بعدها بنفسي إلا عندما وجدت نفسي عاريًا وهي تبكي مجددًا وركبتيها مضمومه لصدرها وقد كنت أحسب أنني كنت أحلم حين كنت أضمها وأنني استيقظت الآن ولكن....إن كنت قد استيقظت الآن لما أنا عاري؟ولما رائحه المكان تشبه رائحه المنيّ...ومرةً أخري لقد خربت العلاقه بيني وبين نجات..كيف أواجهها الآن؟أين ذهبت من الأساس؟أستشتكيني للمدير؟أم سترفع عليّ قضيه؟
تبًا لكي أيتها الحياه...تعطين الإنسان كل ما يتمناه وبين الفينة والاخري يذهب كل شيء هبائًا منثور لما تعانديننا؟ أبيننا وبينك ثأر من نوع ما؟أم أن سعاده البشر لها فتره معينه بعدها لا يرى الإنسان إلا ما تبقي من رفات مدينه أحلامه...مدينه قد بنيت بكل حبٍ ووفاءٍ وأملْ ليس من السهل بنائها وما أسهل هدمها بين الفينة والأخرى...تبًا لتلك المدينه لقد صارت أرضًا قحطاء ياليتها لم تبني في خيالنا...ياليتها ظلت حلمًا...والآن لكي يا مدينه أحلامي أن تأخذي من إسمك نصيبًا
كان الطبيب عبدالله يحكي وكأنه فيلسوف يسرد كلامًا ليعبر عن أحزان كل من حوله...فبكيت...ثم رد عليّ قائلًا:
-لماذا تبكي؟
فرد لساني بقول الشاعر:
-فَاليَوْمَ أَبْكِي عَلَى مَا فَاتَنِي أَسَفًا
وَهَلْ يُفِيدُ بُكَائِي حِينَ أَبْكِيهِ؟
أنت تقرأ
مرآة اللاصورة
Fantasiبينَ الظُلمَة الحالِكَة، والحَبيبِ المَفقود، بينَ ثَنايا وِحدَتي، ومِرآةِ الحَقيقَة، بين صَدمةِ الحَقيقِة، وأَسرارِ الآباء، وغُموضِ الأَحداث، وتَداخُلِ الذِكرَىٰ، وشُرودِ الأَذهان. في عالمٍ لا يَفهَمه البَشر. انعكاسُ العوَالَم، واختِلافُ الأَجِنَّة...