لَوحَة ولقاء

681 47 86
                                    

سأنقش كلماتي و أحاسيسي بعمق داخل هذه الرواية أرجوا أن تقدموا لها الحب و الدعم

⁦♥️⁩

🍂

' فِي مَعرِض الجمَال السِّرْياليِّ لَوْحتك ثَمِينَة '

' إيطاليا '

" هل يمكن أن أراكي مرة أخرى ؟ "

تتساءل جوسيلين بينما تقف وجها لوجه قبالة اللوحة التي تجسد ملامح والدتها و الشوق الذي لم تستطع إخفائه يفيض من أعينها

" ثلاث سنوات ، ظلت الأمور على حالها لكن الناس تغيروا ، الشيء الوحيد الذي لا يتغير هو شوقي لك"

رفعت يدها لتمسح بأناملها على الوجه المرسوم و كأنها تلمس ملامح والدتها حقيقة و ليس مجرد لوحة أبدع حنينها في رسمها

" في كل مرة أفتقدك فيها أتحدث إلى هذه اللوحة و كلي أمل أنني سأتلقى ردا يريح قلبي المتعب و لكن هذه اللوحة تعطيني الصمت في المقابل ، لا أريد هذه النتيجة "

تعاتب اللوحة بسخرية و كأنها بشر يستطيع الرد على عتابها الذي يستمر بشكل يومي في كل ليلة

" أتعلمين ؟ والدي تغير كثيرا هو حتى لم يعد ذلك الأب المحب لإبنته الوحيدة ، أصبح مجرد شمعة انطفأت منذ غياب صاحب المنزل الذي رحل و لم يعد "

تشتكي بحسرة للوحة على الحال التي وصل إليها والدها بعدما فقد زوجته و شريكة حياته التي لا أحد يعلم أين هي الآن

" لا يزال حبه لكي يعيش بداخل نابضه على الرغم من جهود و محاولات خطيبته المستمرة في جعله ينساكي "

صحيح أنه خطب إمرأة أخرى من بعد رحيلها لكنه لم يجرؤ على الزواج منها ، عقله يخبره بأن عليه الإستمرار في العيش و قلبه يرفض و يظل يخبره أن عليه الإنتظار

" أبي فقد نفسه الذي تعرفينها و صغيرتكي أقسمت أنها لن ترفع فرشاة الرسم مجدداً إن لم تكن لكي عودة لحياتنا ، حياتنا ناقصة من دونك أمي "

تسللت تلك اللؤلؤة اللامعة من مخبأها لتعلن تمردها عليها و تذكرها بأنها مهما كانت قوية و متماسكة كل هذا يتلاشى عند ذكرى والدتها و كل جدرانها الحامية تسقط و تنهار عند ذلك الحدث

" لماذا لا تحركي مقبض بابي و تدخلي في هذه اللحظة كضوء يبعد عني وحشة هذه العتمة المرعبة أمي ؟! وردتكي تخشى الظلام "

خريف الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن