Avarious | أڤاريوس

FIVE

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

في العاشرة صباحاً، وفي يوم كانت حرارة شمسه لطيفة وليست حارقة، كان جونكوك يجر أقدامه على رصيف بجانب الطريق يرتدي نظارات سوداء التى تشبه لون ملابسه كالعادة.

كان يعبث بهاتفه بيد وباليد الأخرى يحمل تذكرتان سفر لمصر، وببتسامة نصر مرسومة على شفتاه التى تزينها حلق فضي اللون رفع هاتفه على أذنه بعد أن ضغطت أصابعه على رقم هوسوك.

" صباح الخير!"

تحدث بصوت مرح كالعادة، ولكن اليوم كان يشعر بسعادة اكبر، هو سيسافر لمصر حقاً وسيرى الاهرامات وسيلمس صخرها الذي تمنى منذ وقت طويل أن يراه أمامه بعيداً عن التلفاز و الافلام الوثائقية على حاسوبه.

" انت استيقظت مبكراً ! ما السر يا ترا ؟"

" استعد هوسوك فنحن سنغادر اليوم على الساعة التاسعة!"

" أخيراً !!! ولكن كيف أحضرت التذاكر بتلك السرعة ؟ انا فقط تحدثت معك ليلة أمس عنها !"

" اخبرتك لدي معارفي ! والان يجب أن أغلق لدي عدة أشياء ارغب في شرائها قبل ذهابنا "

اغلق جونكوك هاتفه يضعه في جيبه، توقف عن المشي ينظر يميناً و يساراً يبحث عن سيارة أجرة، وبعد عدة ثوانٍ لمح واحدة تقترب منه ليمد ذراعه يوقفها لتقف أمامه مباشرة.

" مكتبة ليكاسيز من فضلك "

نبس بعد أن جلس بجانب السائق و أعطاه ابتسامة خفيفة حتى لا يظنه السائق ذبون متعجرف، هو حتى لم يركب في المقعد الخلفي حتى لا يشعره انه خادم، هو دائما يحرص على ألا يؤذى مشاعر الغير حتى ولو كان ما سيفعله هو الأمر الطبيعي ولن يشعر الشخص أمامه بالضيق أو الاحراج.

كاد ينجرف وراء أفكاره كالعادة حتى شعر بهاتفه يهتز في جيبه ليخرجه مجددا ويظهر اسم والدته على الشاشة.

نظر مطولاً للشاشة بمشاعر لا يعرف ماهيتها، فهى خليط بين الحزن والشوق والخزلان، ولكنه كالعادة سيرد على اتصالها ويمثل السعادة.

" مرحبا امي "

نبس بلغته الأم ببتسامة حاول اخفاء تنهيدته ورائها، هو يعلم أنها ستسأل إن كان يحتاج المال ام لا، هى لا تسأله عن مشاعره و إن كان يشعر بالوحدة في بلد آخر أم لا، ولكن افضل ما تفعله والدته هى تشجيعه على فعل ما يريد، ليس من أجله؛ بل لكي تريح عقلها.

" مرحبا بني، أنا اسمع صوت سيارات حولك، هل أنت بالخارج ؟"

فكر لعدة ثوانٍ، هل يجب عليه اخبارها بسفره أم لا.