استيقظت {جودي} من النوم وهي تتنفس بصعوبه كانت ترى حلما يتكرر عليها لعدة أيام ولم تعرف لماذا ذلك الحلم بالذات يعاودها من جديد وكأنه يريدها أن لا تنساه ابدا ، رغم كرهها للحلم لكنه كان يشد عزيمتها على ان تلتقي بوالدها الذي لم تره منذ ذلك اليوم ، نهضت {جودي} وتوجهت للطابق السفلي بعد ان سمعت جدتها تناديها بصوتها العالي المفعم بالحيوية وهي تقول [ إفطارك المفضل جاهز ] ارتسمت ابتسامة على محيا {جودي} وشعرت ببعض الأمان اخيرا ، ذهبت لخزينة ملابسها لكي ترتتدي زيها الدراسي ذو التنورة السوداء والقميص الابيض و لم تنسى ان تضع ربطة الرأس الحمراء على يدها اليمنى و رفعت شعرها و ربطته بهيئة ذيل الحصان ثم مشت هابطة من الدرج و قالت [ لقد اتيت ] جلست جودي على الكرسي الخشبي الذي صنعه جدها من الورشة القريبة من منزلهم، لم يكن جدها موجودا ذلك اليوم ، لم تكن شهيه جودي منفتحة كعادتها و كان وجهها شاحب قليلا وكأن احد ما شرب منها قليلا من دمائها لكنها لم تعجبه كثيرا، كانت تحاول ان تغطي شحوب وجهها ابتسامتها المعتادة لكن ابتسامة جودي لم تكن لتمنع جدتها المقربة منها من معرفة أن بها خطب ما
{ الجدة} هل عاد لك ذلك الحلم ؟
{جودي}[ للاسف نعم]
{ الجدة } [لقد اقتربت مواعيد اختبارات الرماية و المبارزة بالسيف هل انتي مستعدة؟]
{جودي وهي تضع يدها على الربطة الحمراء} لا خيار أمامي سوى الاستعداد و اقسم بكل ما تبقى لي من امي بأن انجح{الجدة }[ لن يكون الأمر سهلا يا فتاه ولا تنسي انهم لن يرحبوا كثيرا بك كونك فتاة
{جودي} [ اعلم ذلك ، الرماية لن تكون امرا صعبا امامي لكنن اتمنى ان سيفي لن يخذلني ]
[انهت {جودي} جملتها و ذهبت لكي تغسل فمها و تنظف اسنانها مما تبقى من وجبتها ثم ودعت جدتها وقالت لن اتأخر اليوم ، بحاولي الخامسة عصرا سأكون هنا ]
كان الطقس ذلك اليوم صافيا ، كانت الغيوم تغطي قرص الشمس و نسائم الهواء كانت تداعب خصلات شعر {جودي} وهي تعزف بالناي الخشبي و هي تسير على قدميها ، لم تكن لديها وسيلة نقل لان الحصان الذي لديهم كان مع جدها الذي لم يكن بالمنزل ، لم يكن مقر الاختبار بالبعيد عنها ، و كان سيحضره بعض محافظي البلدة و الاقطاعي الخاص بالمقاطعة التي تسكنها و ايضا نائب قائد الجيش المركزي ،كان عدد المشاركين بالاختبار حوالي السبعون مشاركا ، لم يكونوا بالعدد الكبير نسبة لعدد سكان تلك المقاطعة المشهورة بانها مسالمة و تنبذ كل ما يساعد على العنف ، و بسبب ذلك كانت دفعة {جودي} هي الثالثة فقط من المرشحين بأن ينضموا الى الجيش الفرعي و يبدأو مشوارهم كجنود كاملين ، كون الامبراطورية تنوي ان تتوسع و لذلك تحتاج ان تضيف لصفوف جنودها المزيد من الأفراد المميزين ، كان نادرا ان يتم قبول فتاة في الجيش و ان تم قبولها ستكون مدعاة للمضايقات و التحرشات اللفظيه و الجنسيه بهدف ابعادها ، فكان اغلب النسوة الذين يقبلون يحاولون الارتباط برجل برتبة عاليه كي يمنع عنها المضايقات ، و اما الباقي من القلة لم يكن يتحمل كل ذلك و يقدمن استقالتهم و يعودون لقراهم وهم مسلوبات الحلم و الرغبة و قد اختف البريق من اعينهم .
أنت تقرأ
فتاة الناي : المحاربة جودي
Historical Fictionفي ليلة من الليالي المظلمة تشتعل النيران لتحرق المنازل و الحضائر ولا تترك سوى عجوز و فتاة في مقتبل العمر يفران منها ، و بعد تلك الحادثة المؤلمه تسعى جودي للبحث عن اجابات لتلك الحادثة التي سلبتها والدتها الحنون، فهل ستكون الاجابات مرضية ؟ ام ان كواب...