إلا أنت

الفصل الثالث(تقلب المشاعر)

يتصرف القلب بحكمته والعقل بحكمته ايضًا هذا يرى ان ما يشعر به هو الصواب وذاك يرى أن التفكير والجمود تجاه الأشياء هو الصواب وبين هذا وذاك يقع الإنسان أسير الأخطاء ولا يعرف ماذا يفعل

في منزل ميلا ، اغلقت الهاتف وظلت تفكر فيما تفعله وهل صواب أم خطأ، تُكمل أم عند هذا الحد ويكفي 

اخذت تفكر فيما كان يقوله لها وتبتسم من حين لأخر
من طريقة حديثه رأت معاملته لها كطفلة ، تتعامل مع البشر لأول مرة
يقول لها إذا صدر مني تصرف لا يليق لكِ ابتعدي ، إذا تخطيتُ حدودي ايضًا افعلِ ما يحلو لكِ
التحاقه بكلية الشرطة أثار إعجابها كتيرًا
ظلت تبتسم تارا وتعبس تارا ، كل هذا تحت ذهول رهف أختها ، ماذا هل جُنت ميلا تبتسم دون أن يحدثها أي أحد وتعبس دون أن يُزعجها أحد ، لا يوجد أحد معها من الأساس

تحدثت رهف وقطعت افكار ميلا وابتسامتها الغريبة:
ايه يا ميلا مالك يا حبيبتي انتِ اتجنيتي ولا ايه

توترت ميلا ولكن أظهرت الثبات:
ده بدل ما تقولي صباح الخير جاية تقولي عليا مجنونة ربنا يسامحك يا ستي

واكبتها رهف في الحديث فقالت:
لو على الصباح فهو صباح عجيب بصراحه

تحدثت ميلا باستغراب:
في ايه يا بت ايه العجيب في كده

تحدثت رهف فقالت:
انتِ تعبانة يا ميلا، فيكي حاجة

ردت عليها ميلا باستنكار:
يا بنتي في ايه قلقتيني، لا مش تعبانة

اكملت رهف حديثها :
اصل انتِ عمرك ما صحيتي بدري لوحدك كده. لازم تقوم حرب عالمية على ما اصحيكي

لم تستطع ميلا أن تصمت ف أمسكت بالوسادة التي كانت تنام عليها وقذفتها على رهف لكي تصمت عن ما تقول ، ثم تحدثت :
اطلعي برا يا بت انتِ

تحدثت رهف بخوف مصطنع:
استني بس، اهدي يا منار

ردت ميلا بفارغ صبر:
أهو أستنيت عايزة إيه على الصبح

تحدثت رهف بجدية :
أنا نازلة الدرس انهارده، هتعوزي مني حاجة

كانت تفكر ميلا أن تخبر شقيقتها عن ما حدث معها ، فهما من النوع المقرب جدا ولا يخبأ عن بعضهم شيء ، فتحدثت :
بقولك

ردت رهف وهي في حالة استعجال:
قولي، بس بسرعة علشان متأخرة

أجلت ميلا حديثها :
خلاص لما تيجي، تروحي وتيجي بالسلامة

ردت رهف:
تمام براحتك، أنا نازلة عايزة حاجة

قالت ميلا مستفهمه :
لا هي ماما مش هنا ولا إيه

تذكرت رهف ما أتت لأجله:
اه صح ،دي راحت عند خالته، حبة كده وهتيجي قالتلي اصحيكي علشان الكلية بتاعتك وانزل يلا سلام
غادرت رهف الغرفة بل المنزل بأكمله ذاهبة لدرسها وأخذت ميلا تفكر فيما ستفعله ، تذكرت ميعاد محاضراتها فقامت وأرتدت ملابسها وغادرت المنزل هي ايضًا ، وفي طريقها قابلت صديقتها مرح