المياهُ الساخنةُ أنهمرتْ على يدي بنعومةٍ،ترسلُ بشعورٍ دافئ من السكونِ و الأرتخاءِ لعضلاتِ جسمي كافة،أغمضتُ عيناي و زفرتُ نتيجة دوار خفيف داهمني،ثقل في رأسي و نغزات في المنطقةِ بين عينيّ.
أمسكتُ بطرفِ المغسلةِ،متكئة عليه لثوانٍ قبل أن أديرَ الصنبور مغلقة أياه،ألتقطتُ المنشفةَ المخصصةَ لي لأمسحَ قطراتِ الماءِ التي لطختْ بشرتي و ألتصقتْ بها،تركتُ المنشفةَ على عنقي و سحبتُ رباطَ شعري المطاطي من معصمي لأجمع خصلاتِ شعري ثم تقدمتُ متحركة،حيث أرتفعتْ الأصواتُ مع كل خطوة خطيتها.
أصواتُ الفتياتِ،أحاديثهن الجانبية و مزاحهن.
تجاوزتهن و أتجهتُ حيث المصطبة المعدنية الحمراءِ على الجانبِ الأيمن،ملاصقة للحائطِ لأجلس عليها وأريح ظهري على الجدارِ،وضعتُ يدي على رقبتي وحركتها.
وخزاتٌ حارة من الألمِ أنتشرتْ و صوتُ طقطقةٌ خفيف برز،أشبه بنغز الأبر يسري تحت جلدي حيثُ عنقي وكأن الدم يجري هناك كأسراب من النملِ المتتابعةِ.
تنهدتُ ثانيةٌ.
غرفةُ تبديل الفتيات حيث جلستُ كانت صاخبةٌ بعض الشيء،تضجُ بالأحاديثِ و أصواتِ أنهمار المياه و أنغلاق الأبواب المعدنية بقوة كانت تخترقُ مسمعي بين الحين و الحين.
رغم كون المكان كبير الحجم حقًا و واسع ألا أن حاسة السمع المرتفعة لدى بني جنسنا لا تساعد.
«لا أصدق أنكِ تجاوزتِ إيسلا!»النبرةُ المستنكرةُ غير المصدقة لنايومي تسللتْ لأذني،أقتربتْ مني وهي تجففُ المياهَ عن وجهِها بطرفِ منشفة برتقالية وضعتها على عنقها،جلستْ بقربي.
«نعم! لاأصدق أنكِ تجاوزتيني..للحظة!» كانت هذه إيسلا بذاتها،ملامحها مستترة خلف تعبير نصف مقتضب نصف متفاجئ و منصدم.
ضحكتُ أنا بخفة و هززتُ رأسي في يأس. «لمَ الصدمة؟ دائمًا ما أهزمكم بهيئة كودي!»
«نعم..كودي تهزمنا،أنتِ لا»أجابتْ نايومي ببساطةٍ،وكأنه من المُسلماتِ،تجعلني أبتسم.
ذئبتي كودي. الأسرع في القطيعِ.
وعندما أقول الأسرع فأنا أعنيها،الأسرع حرفيًا.
لكن في كلتا الحالتينِ..أنا من يفوز. ما الفرقُ أذن؟
أنت تقرأ
صائد القمر||Moon Hunter
Hombres Loboفيانا رونبيرك،المستذئبة الصغيرة التي عُرفت بشيئينِ أثنينِ،أو هوسينِ أن صح التعبير..عشقها للون البنفسجي و هوسها بفكرة العثور على رفيقها. رغم أنها لم تتم الثامنة عشر بعد. حلم فيانا بلقاءِ رفيقها الموعود تعدى المرحلة الطبيعية التي تقف فيها أي مستذئبة ش...