صلوا على سيّدنا مُحمد 🌸
__________________________
في حيٍّ من أحياء مدينة الأسكندرية حيثُ المباني شاهقة الإرتفاع طالةً على بحر الأسكندرية الهادئ، في مبنى مُرتفع كانت تجلس في شقتها مع ولدها صارِخة به بحنق :
_"إيه الشاي المُقرف الّي أنت عامله ده، إعدل الشاي يالا أحسن ما أعلّقك".
إنكمشت ملامح "مُحمد" ليتحدّث بحنق وهو يرتشف من كوب والدته :
"ايوة وماله الشاي بتاعي بقى، ما هو حلـ..".
لم يُكمل "مُحمد" جُملته عندما بصقَ الشاي من فمه لشدة مرارته، لتُخرج والدته صوتًا ساخرًا من فمها قائلة :
"مش هوّ حلو؟، إشربه بقى".
ضحِك "مُحمد" ضحِكات كالسهام تُصيب القلوب، ليحتضن والدته بلطف :
"خلاص بقى يـ لولو، وكمان ده أنا عيني على عروسة، مش عايزة تخلصي مني؟"
إلتفتت له "لمياء" بصدمة فرِحة لولدها لتُخبره بحماس :
"مين يا والا، قول وأنا أقول لأبوك ونشوف كدة"
ضحِك "مُحمد" على حديث والدتها ليخبرها بمشاكسة وهو يبتعد عنها ويخرج من المنزل :
"لا مش من أولها، كل حاجة هتيجي في وقتها، إتقلي"
إلتفت بعدما ودّعها ليهمس بنبرة غريبة :
"كل حاجة هتيجي في وقتها، بس إحنا نتقل"
وفي الداخل تنهدت "لمياء" بحيرة لولدها الغريب، الهادئ ولكن لا تعلم ما وراء هذا الهدوء، فـ ياترى.. ماذا يوجد وراء هذا الهدوء؟؟؟؟
خرجت من شرودها على صوت دندنة خارجة من شخصٍ ما، إبتسمت لتتحدث بعدما رفعت رأسها لترى زوجها "فارس" يخرج ومعه أطباق من البيض والسلطة والفلافل :
"عملت كل دة؟، ده انا كدة أتغر بقى"
ضحِك "فارس" بمرح ليخبرها بإبتسامة واسعة :
"لا ولسه الطعم، يلّا وسعيلي"
تحركت "لمياء" من مكانها قليلًا ليجلس "فارس" مذوّقًا إياها طعامه بيده :
"يلّا هم يا جمل"
إبتسمت "لمياء" لتأكل من يد "فارس" الطعام لتنظر إليه بحُب يُرافق المودّة بينهما، فـ الزواج ليس قصة حب على الإنترنت، بل هو حياة ومسؤولية، ويجب أن يتضمن المودة والرحمة، وحتّى لو كان الزوجين لا يُحبون بعضهم بالبداية، فـ الأهم من الحب هو المودة والرحمة، وهذا ما يجعل الحُب يتسلل إلى قلوبهم ليربطها ببعض لينشأ حبهما سويًا، في الحلال.
أنت تقرأ
حب وصالونات - "قيد الكتابة"
Misteri / Thrillerلا أستطيع المقاومة، إنهم ستة أحرف، نونٌ قبلها ألفٌ والتَّاءُ والقافُ تتبعهُما المِيم، أعدكِ أن ننتقم، ممن دمّروني وأنتِ. "إن تُؤذِ تُؤذى".