Part 1...

130 5 3
                                    

تجاهلوا الأخطاء الإملائية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حينما توقف نبض الحياةِ؛ إستجابت الروحُ معلنةً حدادها.




London
15/01/2018
11:43PM

رياحٌ قاسية ببرودتها سادت في ليلةٍ صمّاء لم تلتفت لصخبِ دواخلها؛ فقابلتها ببرودةٍ أشدّ إمتدت من قلبها النابض بألم روحها وصولاً لأطرافها الناعمة

ملامحها الهادئة والتي حملت أثر البرد بإحمرارها كانت حاجزا يخفي مكنون فؤادها المثقل بهمومٍ شتى

تجلس فوق مقعدٍ خشبيّ تموضع في ساحةٍ كانت تمثل عنوان إنتمائها الوحيد بما ضمته، خصلات شعرها القصير كانت تتبعثر بفعل الريح تحجب رؤيتها لحركة جذوعٍ خشبية علقتها بيديها سابقا وتشوهت سطوحها بفعل سهامها الحارقة

إلا أن قلبها لم ينصرف عن التركيز بلحظات أنسها الوحيدة حين تحمل قوسًا وتقف شامخةً بإنتمائها له

عينيها الداكنة بظلمة ما يحيطها لم ترمش كثيرا منذ جلوسها هنا قبيل دقائقٍ مرت سريعا بلا أن تشعر، حتى جلوسها لم يتغير؛ قدميها معقودةً ببعضهما بوضعها إحداهما فوق الآخرى؛ وكفيها حبيستين داخل جيوب معطفها القصير؛تحميهما من بردٍ لا يرحم

أنفاسها تحررت بتنهيدة مثقلة بهمٍ لم يكن الأول من نوعه؛ همٌ تواجد معها منذ بداية وعيها والآن عاد يهدد سلام حياتها بعد أتصالٍ لم ترغب بإستقباله؛ وبسببه ها هي تجلس هنا في وقتٍ متأخر من ليلةٍ شديدة البرودة تحاول أستجماع بعثرة شجاعتها بتواجدها في بقعة شغفها الوحيد

أفكارها قُطعتْ بكوبٍ مغلقٍ وضعَ أمامها بفعل من جلس قربها ينهي دقائق عزلتها بوجوده.

"صنعته بنفسي"

قاصدا محتوى ما قدمه لها سابقا تحدث بلا أن ينظر إليها، يسارع بأحتضان كفيه ببعضهما ينفخ فيهما بعض الدفئ قبل أن يدخلهما جيوب سترته الثقيلة؛ ما إن أحتوت هي الكوب بين كفيها فتستمد دفئها من حرارةِ مشروبه

إبتسّمت تشكره بإمتنانٍ لجميل فعله، تجلى عمقه في نظراتها نحوه قبل أن تغمض عينيها تستنشق عميقًا عبق شاي الزنجبيل والليمون المفضل لديها

تنهيدة أخرى غادرت ثغرها بعد أرتشافها القليل من شايّها تدخل بعض الدفئ لجوفها بفعل سخونته وعاد الصمت سائدا بعدها حتى قررت سؤاله عمّا يؤرق فؤادها

"ما الذي عليّ فعله مارك؟"

كان صوتها منخفضًا بثقل ما قصدته إلا أن أجابته الفورية فاجئتها فتردد صوت ضحكتها الخفيضة تأثرًا به

omissionWhere stories live. Discover now