الكابوس

19 2 1
                                    

على سفح جبل قاسٍ وعاصف، أمسك بيدي ببضع صخور بينما أتسلق على الجانب الوعر. كانت الخوف يملأ كل ألياف جسمي، وتسارعت نبضات قلبي حتى أصبحت مثل صوت الأب الذي يرى أبناءه يتعرضون للخطر أمامه دون أن يتمكن من فعل أي شيء.

بدأت يدي تعرق وأصبعي بدأ ينزلق من بينها، وفجأة ظهرت يدًا من وسط الضباب. لا أستطيع تذكر أكثر من ذلك من الكابوس. وعندما فتحت عيني، وجدت نفسي في سريري، لكن كان ذلك الكابوس أكثر واقعية مما يمكن تصوره.

لم يكن هناك سوى يد وهي تمتد نحوي، ولكني تجاهلتها لأنني كنت أعلم أنها لم تكن إلا جزءًا من تلك الكوابيس الغريبة. وفي هذا الحال، ممدٌ على سريري، لا يمكنني سوى أن أنظر إلى سقف غرفتي.

أغمضت عيني ثم فتحتهما مرة أخرى، ولكن هذه المرة، وجدت نفسي أنظر إلى نفسي! كيف يمكن أن يحدث هذا؟ هل ما زلت في تلك الكوابيس؟

ثم أدركت فجأة أن روحي قد خرجت من جسدي البشري وأنني الآن أتجول في هيئة جديدة حول الغرفة. لم أستطع تصديق ما يحدث، وكيف يمكن لشيء كهذا أن يح
ما الذي يحدث؟ كانت عيناي تراقب بدهشة، لكنني لم أكن أستوعب بعد ما كان يجري. لقد عدت فجأة إلى جسدي، وبدأت أنظر وأدقق فيه بعناية.

كان جسدي قد تحول إلى شكل غريب، شخص قصير القامة وشعر كثيف. كيف يمكن لذلك أن يحدث؟ كيف يمكن للمرء أن يرى نفسه في المرآة بشكل خالٍ من أي عيوب، ثم يجد نفسه بجسد آخر؟

أخبرت أمي وأبي عن ما حدث، لكنهما لم يردا بأي انتباه. كانا يبدوان وكأنهما لم يلاحظا تغييري الكبير. تجولت في المنزل مذهولًا وخائفًا في نفس اللحظة، وكأنني أعيش في حلم غريب.

طفت حول أرجاء المنزل بحثًا عن إجابات، ثم عادت لي الشكوك والتساؤلات، وأخيرًا عدت إلى غرفتي، حيث كنت معزولًا مع أفكاري وأسراري الجديدة.

جنب جسدي لعل إذا رجعت جنبه أو استلقي فوقه أعود إليه
حاولت ولكن لم أقدر
دقيقة ماذا جرى لي؟ أحسست أني تناثرت في أرجاء الجدران الأربعة من الخوف
أطوف بهذه الهيئة بسرعة كبيرة بين جدران الغرفة
أنجذب نظري إلى النافذة فخطرت ببالي فكرة أستطيع بهذه الهيئة إلا مادية إن أعبر المادة مددت ذراعي ببطء فخرجت أصابعي لم أصدق حاولت مرة أخرى خرجت مندهش ومستغرب
كيف هذا يحدث معي

إنه لشعور رائع
وغريب وخرجت بهذه الهيئة التي لا أعرف ماذا اسماها
طرت بسرعة كبيرة إلى عنان السماء
مر من جني سرب طيور لم يخف مني أو لم يرني على الأرجح
استغليت الفرصة
كي أرى جمال الطيور وهي تحلق في السماء دون أي عائق يمنعها
ما أجملها وهي تمد جناحها وتدع تيارات الهواء تحملها دون أي جهد
وانظر إلى مدينتي كم هي جميلة ألوانها وتفاصيل كثيرة. لا شيء يعيبونها من فوق
سوى شيء واحد هوة الإنسان
لكن مع ذلك لا غنى عنهم
والآن من الفضل أن أرجع إلى غرفتي قدت تأخرت وأنا



فوق في السماء و ارجو ان لا يكون اهلي لاحظوا غيابي
وان جسدي لا يتحرك من مكانه
ولا ينطق كجسد الميت

وعندما وصلت وجدت امي في الغرفة تكنس الفوضى في المكنسة الكهربائية و تسحب الغبار الموجود على الرضيه فكان هناك الوان من القذارة على الجدران ايضا من الفوضى التي أحدثها كل يوم عندما ارجع الدوام و عندما اسهر في الليل و اكوام الثياب في ارجاء الغرفة
اكملت و نظفت الغرفة و وضعت الغطاء على جسدي و نزلت
لم تلحظ اي شي غريب

لكن كيف هذا ايعقل أمي لم توقظني قد استغرق الجسد على هذه الحالة مده طويله
ايعقل انها لم تلاحظ شيء

كنت مستغرب لكن لمحت بطرف عيني الساعة الجدارية
مازلت الساعة السابعة وبضع دقائق
ايعقل ان الوقت يختلف في جسدي
وفي هذه الهيئة التي عليها
شيء جميل جداً وشي غريب جدا ً
والان قادر على الذهاب الى اي مكان ولا شيء قادر على منعي
ان كان الوقت او الاشخاص

بمقدوري الان فعل اي شي ما لهذا الشعور الجميل
الذي يعتريني

انعم في النوم ايها الجسد في سبات عميق
لن اراك لوقت طويل بلنسبة لي وقصير بلنسبة لك
الى اللقاء
خرجت عبر جدران المنزل ورحت احلق في السماء
وافكر اين اذهب
واي اتجاه ارحل اليه اولاً
لكن قبل ان اقرر ارحت اطوف فوق مدينتي اولاً وبين شوارعها
ولا انكر اني كنت اقوم بأمور غبيه

كنت اطوف فوق الكلاب
بسبب
اني كان عندي فوبيا من الكلاب بجسدي المادي


وكنت أتصرف بهذه الطريقة كوسيلة للتغلب على هذا الخوف، ولكن في الواقع كانت تلك الأفعال تعبر عن عدم النضج .
رجعت الى السماء كي افكر عن اتجاه رحلتي
اني بهذا الجسد امتلك السرعه كي ارحل الى اي مكان اريد
و اول مكان خطر لي هو ما فوق السماء حلقت الى عنان السماء
وكدت اخرق حدودها لكن وصلت الى حد لم استطيع تجاوزه استغربت رغم اني بهذه الهيئة ولا استطيع
وكانت اول مره اصدم شيء منذ خروجي من جسدي
لا انكر اني حاولت
مرارا ً وتكرارً

حتى مللت لكن لم أقدر على تجاوز هذا الغشاء
رجعت إلى الأرض ولا زال الفضول يعتريني عن سبب.
لكن أجلت الموضوع إلى وقت آخر. ولأن كل ما يهم
أن أجد أجابه لسؤال
١- هل في الأرض مثل حالتي
ذهبت أطوف في المدن بين حاراتها وأزقتها
أبحث عن شخص يستطيع رأيتِ واسأله عن طريقه العودة إلى كتلة اللحم تلك.
لكن إذا لم أجد وكنت منفردا وحدي في هذا الكون
أو هل لي من مثيل
أو كيف يكون الحال إذا انتهى بي أن أكون وحيدا
في هذه الهيئة
أو تكون نهاية مفجعة؟ وحتى لا أستغرق في الأفكار آلتي أطرحها على نفسي
تابعت الحركة. أجوب بين تلك البيوت لمده طويلة لكن لم أجد أحدا

خارج الجسدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن