2: بدايه الرحلة

16 1 1
                                    


- أفنان ... أفنان انقذينى سأقع .....  قالها كنان بصوت باكى.

إنتفضت أفنان على صوت أخيها ، و هو يستنجد بها. فأسرعت بالنظر فى اتجاه الصوت ، و اذا بها ترى كنان بجسده الضئيل و قد إنزلقت قدمه ، و هو يحاول تسلق الشجره للوصول اليها ، و تمسك بغصن هش بالكاد يحمله.

صاحت به أفنان قائله بقلق شديد :

- تماسك يا كنان و حاول الا تتحرك .... سأنزل اليك فى الحال.

أسرعت أفنان بالنزول بحذر ، و اتجهت صوب أخيها كنان و هى تقول :

- لا تقلق يا كنان انا قادمه اليك ... حاول الا تنظر الى الأسفل حتى لا يختل توازنك.

وصلت أفنان الى أقرب غصن من كنان يمكن أن يحمل جسدها ، و حاولت ان تمد يديها بقدر المستطاع لكى تصل اليه ، و لكن لم تستطع. تجمدت الدماء فى عروقها ، عندما سمعت صوت تهشم جزء من الغصن و معه صوت صراخ اخيها ... ثم رأت الحقيبه على ظهر كنان ، فقالت له بتردد :

- أتستطيع التخلص من الحقيبه يا كنان؟

نظر لها كنان ثم اجاب متسائلا بتهكم :

- كيف ؟ يجب ان أترك الغصن يا ذكيه لكى اخلعها!

أجابته بصراخ :

- لماذا تسلقت الشجره و انت لا تعرف كيف تتسلقها الا ترى المنحدر أسفلنا. ماذا الان لو سَقَطَ من هذا الارتفاع على تلك الحشائش و المنحدر اس ...

لم يتركها لتكمل ما تقول و اجابها بصراخ مماثل :

- بسببك انت؟ لقد رأيتك تخرجين من المنزل باكيه ... و.. و.. ايضا لقد أسقطينى أرضا و لم تعتذرى

تجمدت ملامح كل منهما و هما يتبادلان النظرات لوهله .. ثم بدءا يضحكان بشكل هستيرى لما قاله كنان و هو فى هذا الموقف ...

و فجاءه ....... تحولت الضحكات الى صراخ مع تهشم الغصن و سقوط كنان على المنحدر اسفل التله ليحتضن جسده الحشائش الطويله و يختفى .... تسمرت أفنان فى مكانها لثوانى معدوده تحاول ان تفهم ما حدث ... ثم صرخت بأعلى صوتها :

- كنان ..

و لم تضيع ثانيه اخرى فى التفكير ....... أدارت عينها صوب غصن شجره كانت تخفى عليه سيفها. صعدت اليه بخفه لتأخذه سريعا ...

ثم قفزت دافعه بجسدها الى الأمام ، منتصبه الأطراف ، لتنقذ أخاها بلا تردد....

..................................................

ذهبت أم أفنان الى عملها كالمعتاد و بدأت فى قص الاقمشه كالمعتاد ، و شردت فى ما قالته أفنان لها فى الصباح. تذكرت نفسها و هى فى نفس عمر أفنان. و كيف كانت تشعر هى ايضا ، فداخلها ايضا كان يرفض هذه الحياه. ولكن لم تستطع التحدث بما فى جوفها ، و خصوصا بعد الذى حدث لأعز صديقاتها. ثم جال سؤال بخاطرها ، ارتجفت بسببه أوصالها ، ايكون حظ ابنتها كحظ صديقتها؟

الفرارWhere stories live. Discover now