- أفنان ... أفنان انقذينى سأقع ..... قالها كنان بصوت باكى.
إنتفضت أفنان على صوت أخيها ، و هو يستنجد بها. فأسرعت بالنظر فى اتجاه الصوت ، و اذا بها ترى كنان بجسده الضئيل و قد إنزلقت قدمه ، و هو يحاول تسلق الشجره للوصول اليها ، و تمسك بغصن هش بالكاد يحمله.
صاحت به أفنان قائله بقلق شديد :
- تماسك يا كنان و حاول الا تتحرك .... سأنزل اليك فى الحال.
أسرعت أفنان بالنزول بحذر ، و اتجهت صوب أخيها كنان و هى تقول :
- لا تقلق يا كنان انا قادمه اليك ... حاول الا تنظر الى الأسفل حتى لا يختل توازنك.
وصلت أفنان الى أقرب غصن من كنان يمكن أن يحمل جسدها ، و حاولت ان تمد يديها بقدر المستطاع لكى تصل اليه ، و لكن لم تستطع. تجمدت الدماء فى عروقها ، عندما سمعت صوت تهشم جزء من الغصن و معه صوت صراخ اخيها ... ثم رأت الحقيبه على ظهر كنان ، فقالت له بتردد :
- أتستطيع التخلص من الحقيبه يا كنان؟
نظر لها كنان ثم اجاب متسائلا بتهكم :
- كيف ؟ يجب ان أترك الغصن يا ذكيه لكى اخلعها!
أجابته بصراخ :
- لماذا تسلقت الشجره و انت لا تعرف كيف تتسلقها الا ترى المنحدر أسفلنا. ماذا الان لو سَقَطَ من هذا الارتفاع على تلك الحشائش و المنحدر اس ...
لم يتركها لتكمل ما تقول و اجابها بصراخ مماثل :
- بسببك انت؟ لقد رأيتك تخرجين من المنزل باكيه ... و.. و.. ايضا لقد أسقطينى أرضا و لم تعتذرى
تجمدت ملامح كل منهما و هما يتبادلان النظرات لوهله .. ثم بدءا يضحكان بشكل هستيرى لما قاله كنان و هو فى هذا الموقف ...
و فجاءه ....... تحولت الضحكات الى صراخ مع تهشم الغصن و سقوط كنان على المنحدر اسفل التله ليحتضن جسده الحشائش الطويله و يختفى .... تسمرت أفنان فى مكانها لثوانى معدوده تحاول ان تفهم ما حدث ... ثم صرخت بأعلى صوتها :
- كنان ..
و لم تضيع ثانيه اخرى فى التفكير ....... أدارت عينها صوب غصن شجره كانت تخفى عليه سيفها. صعدت اليه بخفه لتأخذه سريعا ...
ثم قفزت دافعه بجسدها الى الأمام ، منتصبه الأطراف ، لتنقذ أخاها بلا تردد....
..................................................
ذهبت أم أفنان الى عملها كالمعتاد و بدأت فى قص الاقمشه كالمعتاد ، و شردت فى ما قالته أفنان لها فى الصباح. تذكرت نفسها و هى فى نفس عمر أفنان. و كيف كانت تشعر هى ايضا ، فداخلها ايضا كان يرفض هذه الحياه. ولكن لم تستطع التحدث بما فى جوفها ، و خصوصا بعد الذى حدث لأعز صديقاتها. ثم جال سؤال بخاطرها ، ارتجفت بسببه أوصالها ، ايكون حظ ابنتها كحظ صديقتها؟
YOU ARE READING
الفرار
Adventureعندما استسلم البشر لكونهم فرائس يسهل افتراسها، وقرروا الهروب والاختباء في الكهوف وعلى الجبال، ثارت أفنان وقررت أن تعيش الحياة بطريقتها الخاصة. عقدت العزم على أن تواجه مخاوفها بدلاً من التهرب منها، وإرساء قوانينها الخاصة، بدلاً من الخضوع لقوانين وضعت...