3: أين إخوتى؟

8 1 3
                                    


صعدوا جميعا التله بهدوء و كان أبو أفنان يحمل على ظهره مركبه من الخشب ، صنعها أبوه منذ ان كانت أفنان رضيعه وخبأها فى منزله .... اعتادت أفنان اللعب بها وهى صغيره عندما كانت تذهب الى جدها لتساعده فى اعداد الادويه....

وحمل الجد حبل ضخم على كتفه و بينما حمل أمجد حقيبته و حقيبه اخرى احضرها جده ، تحتوى على مقصات ضخمه و قوارير و علب دواء ....

عندما وصلوا الى الشجره وضع كل منهم ما بيده و بدأ الاب بوضع الحبال حول المركبه باحكأم و كانت المركبه عباره عن هيكل عجلتين يمكن ركوبهم فرادى او ان يلتحموا معا لصنع مركبه واحده تحمل ثلاثه افراد ........ و اخذ الجد حقيبته من أمجد و اخرج السيوف الماسيه التى صنعت خصيصا للمركبه من اجل ان تعمل كمقص لقص الحشائش و بدا بتركيبها بدقه فى مكانها بمقدمه المركبه ..... و باخر المركبه كان يوجد صندوق يسع فرد متوسط الحجم وضع فيه أمجد حقيبته .... و وضع الشعلتين فى مكانهما بمقدمه و مؤخره المركبه ثم قأم باشعالهما .... نظر الجد الى أمجد و قال له : أمستعد يا أمجد لمهمتك ؟

أومأ أمجد براسه ايجابا, فأخرج الجد من جيبه بوصله ثم نظر نحو النار المشتعله فى اقصى الشمال و قال لأمجد و هو يشير الى نقطه معينه على البوصله : احرص دائما ان يكون السهم الاحمر فى هذا الاتجاه...

قال أمجد : حاضر يا جدى ... حضنه جده و قال له : عد انت و اخوتك بسلام الى القريه ...

بادله أمجد الحضن ثم حضن اباه و ركب المركبه و ربط الحبل المثبت على كرسى المركبه حول وسطه و حبل اخر ربطه بالشجره .... بينما الاب و الجد ربطوا حبال المركبه باحكام كبير حول جذع الشجره ... و بدأ أمجد رحله نزوله الى اسفل المنحدر و عانا والده و جده بشده اثناء تركهم الحبل شيئا فشيئا لثقل المركبه و اخيرا اقترب أمجد من الارض فلوح بالشعله التى فى يده لجده و اباه كاشاره لهم بانه وصل الى الارض بسلأم ....

كان الظلام حالك حوله و الشعلتين لا تنير سوى دائره قطرها 2 متر حوله ... بدأ أمجد بفك الحبال من حوله و من المركبه و اشار بالشعله مره اخرى لاباه و جده حتى يرفعوا الحبال.

 جلس فى مكانه و ادار البدال بقدميه حتى يتأكد ان المركبه سليمه و ستتحرك و شد الوتر الموصول بزناد السيوف فى المقدمه و ارخاه مره اخرى فرأى السيوف تتحرك يمينا و يسارا ، فاطمئن و قال محدثا نفسه : هيا يا أمجد انطلق برعايه الخالق.... لوح مره اخيره بالشعله ليعلن لمن يراقبوه بالاعلى انه سينطلق و ما ان تحرك مسافه مترين فقط سمع صوت زمجره خافته فالتفت حوله سريعا وجد عيون مضيئه فى الظلام تحيط به من كل اتجاه ... فهم على الفور انها عيون قطيع من الذئاب الغاضبه و المتعطشه لدماء البشر ........

................................................

إستمر الاب و الجد بإفلات الحبل من بين ايدهم ببطء شديد إلا ان رأوا الشعله تتحرك يمينا و يسارا فعلموا أن أمجد وصل الى الارض أخيرا فوقف الجد و الاب ينتظران الإشاره الثانيه حتى يسحبوا الحبال ... و لكن لاحظ الاب حركه مريبه حول المركبه ... الى أن رأى ذئبا قد تقدم فى المنطقه المضيئه و لم يلاحظه أمجد لإنشغاله بتحرير المركبه من الحبال ... فقال الاب و القلق يكاد ان يقتله : هناك ذئاب بالأسفل ... انتبه الجد و أمعن النظر فرأهم و أمجد يحرك الشعله للمره الثانيه يمينا و يسارا ..... كان القطيع بأكمله يلتف حول عربه أمجد ... أسرع الجد و أخرج قاروره عطر عشبه النار و فتحه ثم وضع فوهتها بين اصبعيه السبابه و الوسطى ثم حرك يده بطريقه شبه دائريه اسقط فى اثرها القاروره من يده .. فسقطت القاروره و هى تلف لتنشر ما بداخلها على اكبر مساحه من الارض ... عندما تساقطت قطرات عطر عشبه النار على اجساد الذئاب بدأت الذئاب تتلوى الما على الارض .... تحرك الجد مترا اخر و اعاد نفس ما فعله بالقاروره الاولى مع القاروره الثانيه ثم الثالثه و الاخيره و تمنى أن يكون بهذا قد ساعد حفيده على النجاه من أنياب الذئاب ....

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 19, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

الفرارWhere stories live. Discover now