الفصل الاول - مقلتان مضيئتان

100 12 3
                                    

إن ارتسمت المشاهد بمخيلتك أجعل النجمة بالأسفل تضئ سمائي الصافية فضلاً
____________________

الأول من ديسمبر عام ألف وتسعمائة و تسعة واربعون بعد الميلاد

تطل برأسها من زجاج النافذة المغلق لتشهد مقلتاها السوداويتان أول تساقط للثلوج في أنحاء المقاطعة حتى تزينت الأرض بأكملها باللون الأبيض وظهر انعكاسه في بؤبؤيها اللذين يحويان سواد الليل

ضاقت عيناها بعد ذلك المشهد وتكونت حولهما بعض الخطوط ، من يرى نصف وجهها فقط يدرك أن الإبتسامة قد حلت به ، نزلت من أعلى المصطبة التي قد صنعها لها أباها خصيصاً لتطل على العالم الصغير حولها ورغم ذلك لم تكن بالطول الكافي لتدرك بداية النافذة حتى أنها تشبثت بسورها ورفعت قدميها للأعلى قليلاً لترمق السماء المظلمة في وضح النهار وتساقط رقاقات الثلج

ركضت بفرح نحو المطبخ حتى أنها كادت تتعثر وسط خطواتها السريعة والمتحمسة تردف بسعادة غامرة

_ أمي......... أمي

_ ما الأمر مينج مينج ؟

_ هلا تركتي الطهي لثوان ؟! ، سأريك شيئاً يسعدك

أمسكت بيد والدتها تجرها نحو الصالة لتشهد معها ما رأته منذ قليل

_ أنظري أمي ، إنه أول تساقط للثلج

_ أري ذلك صغيرتي

تأملت الأم النافذة لدقائق ثم تنهدت وقاطع تفكيرها شد الصغيرة لذيل فستانها حتى أعادت نظرها نحوها ترسم إبتسامة مزيفة نحوها تمحو بها حزنها

_ أمي ، قد نسيت أمر الطعام ، لنعد قبل أن يحترق

_ أوه ، شكراً لتذكيري صغيرتي ، إنها الباو زي التي تحبينها ، سأحزن إن احترقت

_ ياي ، سأكل باو زي اليوم
قفزت الطفلة فرحا لاكلتها المفضلة

_ سأعدها كل يوم لأرى تلك القفزة المحببة إلى قلبي
أعادت نظرها نحو صغيرتها بإبتسامة مشرقة عكس سابقتها الحزينة

_ لكن أمي ، أنا لست فرحة لتلك الدرجة ، أنا فقط أنتظر حدوث شيء آخر لتكتمل سعادتي

نظرت نحو صغيرتها بتعجب منتظرة منها أن تكمل حديثها حول ما يكمل فرحتها

_ أنا......... أنا فقط أنتظر كل ليلة أمام البوابة لعل أبي يعود وتكتمل عائلتنا

_ أوه حبيبتي ، تعالي إلى أحضان أمك هيا
ركضت الفتاة نحوها تحتضنها بعدما انخفضت الأم بمستواها نحو الصغيرة تفرد ذراعيها تحثها على التقدم

نيكتوفيليا || J.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن