الفصل الثالث-نظرة نحو الماضي

18 5 3
                                    

إن ارتسمت المشاهد بمخيلتك أجعل النجمة بالأسفل تضئ سمائي الصافية فضلاً
____________________

مضت نحو ساعة على تفكيرها بالأمر من جميع الجوانب حتى قاطع ما يشغل ذهنها دندنة الساعة بجوارها تعلن تمام الرابعة عصراً

قررت النهوض وارتداء ملابس أنثوية مضادة للتي ترتديها تماماً كما وضعت القليل من الحلي ومشطت شعرها الذي يصل لنهاية ظهرها وينافس الليل في ظلامه مع تجعيد بعض الخصلات وحينها فقط أدركت أنها متجهزة تماماً للأمر الذي ستقضيه

تفحصت الساعة الصغيرة التي أهداها لها والدها احتفالاً بعيد ميلادها السابع عشر وقد مرت قرابة النصف ساعة قبل حتى أن تتم ما هي في طريقها لأجله ، هي تصارع الوقت قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه

وصلت أخيرا إلى وجهتها ثم توقفت قليلاً في أحد الممرات تتدرب على المشي بأنوثة عكس طبيعتها الصلبة التي تميل إلى الرجولة كما يراها البعض حتى قاطعها أحد الأصوات مقهقها
_ ما هذا ؟!، صاحبات سوء التغذية يحاولن التجول بأنوثة وسط الممرات

ألتفتت نحو مصدر الصوت تتفحصه من رأسه إلى أخمص قدميه ولم يجول في ذهنها سوى فكرتين
الأولى: أنه متسول حقير
الثانية: أنه سارق هارب من العدالة
وكلتاهما كانتا مبنيتان على ما لاحظته من ملابسه الممزقة والوشاح الذي يخفي وجهه ؛ يتكئ بجزئه العلوي على الحائط وتتلاعب يده اليمنى بإحدى الساعات باهظة الثمن عكس ملابسه المهترئة ويده اليسرى تختفي في جيب بنطاله

عندما لاحظ إطالة نظرها نحوه تقدم يرمقها بعيناه الحادتين ثم نبس بالقرب من وجهها
_ ماذا ؟! ، أأعجبتك عظمتي ؟

فقرنت حاجبيها في غضب ثم عادت نظراتها الباردة نحوه تجيبه بهدوء ينافس قطرات المطر الباردة التي بدأت تتناثر عليهما للتو
_ فقط اتسائل كيف لممر راق كهذا أن يحو بداخله الحقراء أمثالك

لم تترك له الفرصة لإجابتها بل تركته يناظر ظلها الذي ارتسم فور اختفاء هرولتها وعلى وجهه إبتسامة خفيفة متكئا بجذعه على ظهر البناء مجدداً

تتوارى خلف البناء المجاور للقاعدة تخشى أن تفشل في خطتها التي وضعتها بعقلها منذ سويعات ؛ أدركت خلال مراقبتها لبوابة القاعدة أنها ستظل هكذا للأبد إن لم تقهر الخوف بداخلها ؛ حددت لنفسها نصف دقيقة لتقضي بها على رهبتها تماماً
_ هيا مينج مينج ، شهيق.......زفير ، شهيق..........زفير

انتهت مما تفعله أخيراً والذي تظنه قد أباد روعتها تماماً إلا أنه قد شتتها فقط ؛ تقدمت نحو البوابة يعلن قدومها صوت كعبها المتخبط بالأرض يطق هنا وهناك مع مشيتها التي لا تمت للانوثة بصلة ؛ من يراها يظن أنها ترغب بقضاء حاجتها ولكنها لم تجد الوقت لذلك

نيكتوفيليا || J.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن