الفصل السادس ـ خدعة طفيفة

23 4 3
                                    

إن ارتسمت المشاهد بمخيلتك أجعل النجمة بالأسفل تضئ سمائي الصافية فضلاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ألقيت جسدي بالهاوية ولم أدرك أنها النهاية إلا عندما أوشكت على الارتطام"
                  ____________________
القاعدة العسكرية - العاشرة من مساءً اليوم الفائت

خرجت من القصر وكلمات والدي لا تنفك تتردد بعقلي ، لم أكن على علم بوجهتي ، هكذا فقط أهيم على وجهي بين الطرقات حتى مررت بجوار حانة لأحد رفاقي القدامي ، شعرت أن القدر قد وضعني أمامها علها تكون مفتاح للغزي
جلست بالداخل حتى تقدمت إحدى النادلات ترغب بأخذ طلبي ، لم أكن بكامل تركيزي لأجيب سؤالها حتى كررته على مسامعي بصوت أعلى قليلاً
_ سيدي ، ما هو طلبك ؟
انتبهت لذاتي ثم اجبتها بهدوء
_ كوب من النبيذ فضلاً
مر القليل ثم أتت حاملة له ولم تكد تضعه على الطاولة حتى انسكب نصفه على بدلتي الفاخرة فنهضت انفض ما تبقى من النبيذ علي
انهالت الفتاة بعبارات الاعتذار كأي ردة فعل قد تؤخذ مستكملة
_ أنا آسفة حقا سيدي ، بإمكاني تنظيف سترتك كأعتذار إذا سمحت ؟!
نظرت لها وكنت على وشك الرد حتى قاطعنا صديقي صاحب الحانة يصيح في وجهها
_ ماذا فعلت أيتها البلهاء هل تعلمين حتى من يكون ؟
وجدتها تحاول الدفاع عن نفسها لكنه لم يسمع لها قط حتى اضطررت للتدخل
_ لم يحدث شيء شان ، إنها فقط بضع قطرات ليس إلا
نظر لي ثم للفتاة قائلاً بغضب
_ فقط اغربي عن وجهي الآن
اتخذ له مقعداً بجواري بعد أن هممت بمسح ما تبقى من آثار النبيذ بمنديلي الخاص ثم قطع الصمت بصوته الاجش
_ أهي تلك الفتاة مجدداً يا صاح ؟
أعدت منديلي إلى موضعه ثم حدقت به متغاضيا عما قاله للتو فلست في مزاج يسمح لي بتبادل أطراف الحديث
_ هل مازلت على صلة بثكنة عائلة لي العسكرية ؟
اختفت ابتسامته المرحة لتتحول ملامحه إلى الجدية لبضع ثوان ثم أردف
_ ما الذي يصلك بعائلة لي جيمين؟
تأكدت أنه لن يجرؤ على إخباري إلا بعد إلحاح فهززت بقبضتي سطح المنضدة والتجأت إلى التهديد
_ فقط تقيئ كل ما تعرفه شان وإلا سأجعل منك مزحة هنا .
ناظرني بتفاجؤ ثم طلب مني تتبعه إلى مكتبه بالأعلى
صعدت ورائه وما أن خطونا إلى الغرفة حتى أخرج ورقة وقلم من أحد الادراج يخط عليها ما طلبته بعد أن تأكد من إغلاق جميع نوافذ الغرفة وبالرغم من ذلك فقد كان يتلفت يميناً ويساراً كالسارق
سحبت من يداه الورقة على عجل ثم هممت بالذهاب إلى الموقع المدون أعلاها
خطت قدماي وجهتي ونزلت من العربة بعد أن أعطيت السائق حقه، لم أتردد على هذا المكان قبلاً واعترتني الدهشة عندما قادتني قدماي إلى بوابة الثكنة كما لو جررت رغماً عني، تجاهلت ما حدث لأركز عوضاً عنه بالهدف الذي قدمت لأجله
"عذراً، هل لي أن ألتقي بالسيد لي؟"
اخفضت الضجيج الحادث برأسي مع تفوهي بهذا السؤال نحو الجندي المتصنم أمامي
"القائد لي باجتماع هام الآن"
أجابني بصرامة دون أن يتحرك إنشاً واحداً
كدت أن أرجوه بطريقة أخرى علّ قلبه يلين ويسمح لي بالدخول وما جعلني اتصنم وقد حاز مستوى رؤيتي تلك اللحظة هي الفوضى التي نالت من قادة الفرق بالداخل ومما اتضح لي أن مصدر فرقتهم كان مجرد فتاة مختطفة لها علاقة بقائد الثكنة
"من هي تلك الفتاة التي ذكرت بالداخل؟"
عدت لحديثي مع ذات الجندي قد يفيدني بأي معلومة
"إنها ابنة القائد"
كان جوابه مختصراً ومفيداً بذات الوقت فلمعت بداخلي فكرة ولا أعلم إن كانت ستحقق لي مرادي أم لا لكن لا بأس من المحاولة على كل حال
"هلا سمحت لي بالدخول؟؛ أرغب بالتفاوض مع القائد بهذا الشأن"
استعملت بطاقتي الأخيرة مع عريض المنكبين ودعوت بداخلي أن يثير ذلك فضوله
لم تكن لدي خططاً أخرى لملاقاة قائد الثكنة بذلك الوقت وتمحورت أقصى طموحاتي حول ملئ حوض الاستحمام والاستلقاء به مغمض الأعين فقد عجزت فصوص مخي عن التفكير بتجاوز التوقيت لما بعد منتصف الليل

نيكتوفيليا || J.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن