وسط الغرفة التي كان اللون الأبيض هو كل ما يحيط بها بعمق و راحة غفت نافي تحت الأغطية الوثيرة التي أعادت اللون إلى وجهها و الدفئ إلى جسدها الذي كاد يتجمد خارجًا .
كانت هادئة و مسالمة كالغيمة كل الأوجاع التي غزت عقلها و قلبها قبل ساعة إختفت بعد أن أخفت إبتسامتها و طرحتها أرضًا.
رائحة الأدوية و المعقمات داعبت أنفها و أفسدت راحتها التي لم تدم طويلاً فعقدت حاجبيها بإنزعاج و فتحت زرقاوتيها ببطئ تحاول التعود على ضوء الغرفة الذي إخترق مقلتيها بقوة
مررت أنظارها في أرجاء الغرفة تبحث عنه فرأته يقف أمام النافذة يوليها ظهره فتأكدت من أنه كان طوال الوقت إلى جانبها و لم يكن ذلك حلمًا نسجته مخيلتها و ذلك أسعدها .- أزرق هل تشعرين بتحسن ؟!
بقلق سألها و هو يقترب ليجلس بجانب سريرها و أخذ يتحسس جبينها بيده الدافئة ليتفحص حرارتها في حين ظلت تطالعه بصمت عاجزة عن الكلام لشدة تعبها فإكتفت بالإيماء لتجيبه .
- سنغادر بعد أن ينتهي محلولك المغذي لذا حاولي أن تنامي .
بهدوء أمرها و إنهمك يعدل الأغطية لتحضى بدفء يساعدها على النوم لكن أزرق كان لها رأي آخر كالعادة فقد أدارت رأسها تطالع الإبرة المغروسة بيدها و التي تغذي جسدها .
- هل إتصلوا بعائلتي؟!
تسألتْ بينما تحدق به لينفي برأسه ثم قال مقترحًا :
- هل أتصل بهم من أجلك ؟!
أجابته بلا تفعل و عاودت إغلاق عينيها بقوة تتظاهر بالنوم لتتجنب أي حوار من الممكن أن ينشأ بينهما .
بعد مدة وجيزة دخل الطبيب إلى الغرفة و شرع بتوبيخها كونه الطبيب الذي يتابع حالتها منذ طفولتها فقد عانت في وقت مبكر من طفولتها من حساسية مفرطة تجاه البرد كانت تجعلها مريضة لأسابيع بسبب الزكام و إلتهاب الحلق بمجرد أن تتعرض للفحات من الهواء البارد كون مناعتها ضعيفة ثم تحسنت أوضاعها إلا أنها إنتكست من جديد تزامنًا مع ظهور أعراض مرض فقر الدم الذي إضطرت لتناول أدوية كثيرة لمعاجلته و إبقاء مستوى كريات دمها الحمراء و مستوى الحديد في الكميات المطلوبة .
- متى توقفت عن تناول أدويتك ؟
إستفسر طبيبها فردت بهدوء :
- منذ أسبوعين .
- هنيئًا لك إنخفضت مستوياتك من جديد نافي .
قال ببعض الغضب بعد أن توقف عن مطالعة أوراق فحوصاتها فقلبت عينيها بتملل و أجابت بلامبالاة :
- سترتفع بمجرد تناولي لأدويتي لذا لا تقلق .
- إذًا لا تنوين التعافي بشكل كامل و إنما ترغبين بالإرتباط بالعقاقير لبقية حياتك .
أنت تقرأ
النجوم حول ندوبي | Stars Around My Scars
Jugendliteraturعن الفتاة التي تغرق في بحور حزنها و أمواج الحياة تلطمها من كل جهة دون رحمة و عن الفتى الذي وقع بحب ظلام محيطها و أقسم أنه سيجعلها تعيش الحياة لا أن تحاول النجاة منها . - ناڤي فوستر . - ليو نيلسون . (c) جميع الحقوق محفوظة لي ككاتبة لهذه الرواية لا أس...