02 | معلمة الرسم الخاصة بك

360 23 5
                                    

كاليفورنيا و التي تعد من أكبر الولايات الأمريكية هي مدينة تعج بالحياة و الحيوية ، معظم سكانها هم من فئات عمرية مختلفة و لكل فئة هوايات و طموحات و شغف مختلف إتجاه مجال ما .

و على عكس الجميع ناڤي كانت تحب كل شيء و ترغب بتجربة كل شيء ، دورات تصميم و تطريز ، فروسية و رماية ، موسيقى و توزيع ، نحت و تشكيل و العديد من الأمور الأخرى التي تريد تعلمها و إتقانها و لأن التعليم ليس بمجاني فهي مضطرة للعمل لتعين نفسها و تستطيع القيام بما تحبه .

و ذلك ما فعلته بالفعل فقد عملت في كشك للنقانق ، أمينة في مكتبة للأطفال ، مساعدة في نادي رياضي و جميعها إنتهت بإستقالتها في كل مرة لأن الراتب يكون قليلاً مقارنة بجهدها المبذول لكنها إستقرت مؤخرًا في أكاديمية الفنون بكليفورنيا و التي تعمل بها كمعلمة لأطفال السنوات الخمسة الذين يرغبون و بشدة في تعلم الرسم الذي تبرع فيه بجدارة .

براعتها و إبداعها الذي تفجره و تجسده في كل لوحة ترسمها هو ما جعل مديرة المكان توافق على عملها في الأكاديمية ففي النهاية الموهبة هي كل ما يطلب .

الأكاديمية كانت كقصر مصغر مبهج التصميم بألوانه الفاتحة و حديقته الواسعة كان متكونًا من جناحين ، جناح على جهة اليمين خصص لأصحاب الطبقة الراقية حيث يشرف على تعليم تلك الطبقة رسامون معروفون على الصعيد الوطني و العالمي بينما الآخر على جهة اليسار فلعامة الناس أين تعلمت ناڤي الأساسيات في أواخر طفولتها و التي تعلم فيها هذه الأيام أطفالًا جد جميلين .

وسط الغرفة واسعة المساحة إنتشرت لوحات رسم كثيرة نصبت فوق حاملات خشبية ، خُطَ على كل واحدة منها إسم صاحبها .

جدران الغرفة كانت بلون سكري فاتح و شرفها كانت زجاجية عالية زينت بستائر سماوية اللون سحبت للجانب لتسمح بدخول أشعت الشمس الدافئة لتغذي أرواح الفنانين اليافعة مع إطلالة ساحرة على حديقة المكان التي تحول لون أوراق أشجارها لتدرجات من البني و الأحمر و هي توشك على توديع الأغصان مع نهاية هذا الخريف .

الغرفة خصصت لأطفال السنوات الخمسة حتى السبعة و الذين طُلِبَ منهم هذه الحصة رسم حيوانهم الأليف المفضل و لو بشكل مضحك فهم في النهاية بصدد التعلم و إكتساب المهارة و الخبرة .

كانت الساعة تشير إلى السادسة و النصف مساءًا حين غادر جميع الأطفال لتبقى ناڤي وحدها في الغرفة تقيم لوحات تلاميذها بعد أن أعادت الألوان إلى أماكنها و رتبت الفراشي بعد تنظيفها ما قامت به لم يكن ضمن عملها لكنها تحب ترك المكان كما وجدته أول مرة .

بعد أن إنتهت جمعت أغراضها و همت بالمغادرة لكن إستوقفها ظل ' آبجيل ميلر ' صاحبة الخمسة سنوات و التي تقف في الردهة قرب مدخل المدرسة بإنتظار أحد أفراد عائلتها ليأتي و يقلها .

النجوم حول ندوبي | Stars Around My Scarsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن