مراقبون

91 23 7
                                    

لم نتحدث فقط ننظر لبعض ونحن خائفين مما رأيناه، أتت رسالة لنا من اللعبة زاد خوفنا أضعافا و شعرنا بأننا مراقبون لسنا وحدنا أبداً.

"كفاكم نظر لبعض و أكملوا اللعب، تحديقكم ببعض لن ينقذكم فالموت ينتظركم"

نظرنا حولنا وفي كل مكان بالغرفة، علمنا حينها أننا ورطنا أنفسنا في شيء خطر للغاية وقررنا إكمال اللعب لامفر منها سوي الفوز.

صعدنا الطابق من المنزل حتى نجد المفتاح فهذا المغزي من اللعبة، إن وجدناه نستطيع الخروج منها بسلام دون أن نتأذي، بحثنا كثيراً ولم نستطيع إيجاده والمكان مظلم أصبحنا نسمع أصوات مرعبة لأشخاص نعرفهم، لكن الحمد لله أننا إنتهينا من هذه المرحلة وإنتقلنا للتي تليها، ظن ستكون أسهل مما فاتت.

طلب منا أن نقاتل طيف أو وحش واللعبة تختار من سنواجهه حسب ما نخاف منه ووجهنا أسوأ  مخاوفنا، حماده كان أول الخاسرين، ألقي هاتفه بعيد وركض يفتش عن اي أنبوب غاز بالغرفة، فلم يجدها فطمئن قليلا و هدأ أنه لن ينفذ عليه الحكم، مرت نصف ساعة وخسر كريم هو الآخر كان متوترا للغاية، مازلت أتذكر طريقته موته.
        "غريق بحوض الإستحمام"

نظر لنا وضحك ساخرا يحاول إخفاء خوفه:
_ما مشكلتهم مع المياه، مرة غريق في بحر ومرة في حوض الإستحمام!

أما أنا كنت ثالث من يموت، ركض خلفي كلب ليس كأي كلب عادي، شكله مخيف
وقعت متعثر بشيء في الأرض، وقف فوقي يمزقني بأسنانه الحادة لدرجة إني
شعرت بألم في جسدي وأنا خارج اللعبة كأنه حقيقي.

أما حازم أشجعنا لم يتغلب عليه شيء وفي لحظة لم يحسب لها حساب، خرج طيف أسود من الظلام قام بسحبه، انتظرنا ليخرج لكنه لم يفعل ذلك وأنتهت اللعبة.

فقمنا بمسحها وجلسنا خائفين ننظر لبعض لا نعلم ماذا نفعل ورطنا أنفسنا في تلك اللعنة ليتنا أنصتنا لحديث حماده كان محق، قطع صمتنا صوت هاتف حماده ففزعنا تاركين الهاتف يرن ونحن لا نجيب، قام حازم بإمساك الهاتف واجاب المتصل، كان عماد صديقنا في الكلية يخبرنا أنه أتصل بنا كثيراً، و هواتفنا كانت مغلقة، نظر لنا حازم بتعجب و ريبة وفتح مكبر الصوت بالهاتف يحدثه:
_هواتفنا لم تكن مغلقة، متأكد من كلامك؟

أكد على ما قاله:
_أقسم أنها كانت مغلقة، وهيا أنزلوا الحافلة تنتظركم سنعود للأسكندرية الآن.

نزلنا واتفقنا أن ننسي كل ما حدث في تلك الليلة، لا نتحدث عنها حتى، وهذه لعبة لن تحقق ما قالته.

عدنا للأسكندرية صباح اليوم التالي وكل منا عاد لمنزله أطمئن على عائلته خصيصا بعدما مررنا به، خلدنا للنوم متعبين ولم نذهب للجامعة لمدة أسبوع، أصبح حماده خائف من أن يموت مختنق بالغاز، كلما نتصل به نجده يطمئن أن الغاز مقفل.

جميعنا خائفين لكننا قررنا، تناسي الأمر ومواجهه خوفنا، وأن نعود لحياتنا السابقة وبالفعل فعلنا ذلك و أصبحنا نذهب للجامعة ونخرج متناسين ماحدث، لكن حياتنا لم تعد كما كانت، كنا نري خيالات سوداء في الجامعة والشارع ونقول تهيأت يهيئ لنا أشياء غريبة حتى نطمئن ومرت الأيام وأنشغلنا بروتين يومنا والحياة ساقتنا بمشغالها مشكورة.

   اللعبة The Game حيث تعيش القصص. اكتشف الآن