النهاية

425 19 3
                                    

أبعدت يديه عنها ونظرت في عينيه العسليتين قائلة بثقة : لكن.. نسيت أن تسألني عن رأيي ؟ هل تعتقد بأني بعد كلمتين معسولتين سأغرم بك ؟ معذرة ولكنك آلمتني.. قلبي لن ينسى أفعالك بسهولة

ـ لهذا طلبت منك منحي فرصة.. سأقضي كل يوم وأنا أعوض عليك ، وفي يدينا العمر كله

وجهت له ظهرها وقالت : لقد أخطأت .. أنا لا أملك العمر كله.. لدي الكثير من المخططات التي لست ضمنها أنت

لم تسمع ردا منه ولا كلمة فعادت لتنظر إليه قائلة : وبما أنك من خالفت الاتفاق الذي بيننا فسيكون عليك أن تطلقني حالا

شاهدت على وجهه ملامح صدمة بالغة ولم يستطع أن ينطق بشيء ،لم يتوقع منها هذا الرد فقررت ان تخرج تاركته خلفها لكنها قبل ان تخطو خطوتها الثالثة أمسك يدها نظرت إليه فوجدته يبعد بصره عنها وقبل أن تطلب منه إفلاتها نطق قبلها : لن أطلقك ..لن أفعل لو كنت ستموتين

ـ تزوجتني غصبا عنك.. وستطلقني غصبا عنك أيضا

فتقدم منها قائلا في يأس : لن تخسري شيئا لو منحتني فرصة..نحن متزوجان أصلا

ـ هل ترضى البقاء زوجا لامرأة تحب شخصا آخر؟

ولم تتوقع رد الفعل ذلك عندما دفعها فجأة إلى الباب  ،ألصقها به بقوة حتى كاد يحطم ظهرها ورغم أنها توجعت إلا أنها حافظت على هدوءها ونظرت في عينيه بهدوء وهما تطلقان الشرر غضبا كأنما يريد أكلها بعينيه وقال : ذلك الأستاذ ؟ تحبينه ؟؟؟

ظلت صامتة لا ترد فازداد غيظه وقال : هه تمزحين صحيح ؟ درست عنده حصتين وقعت في حبه ؟؟ بهذه السهولة ؟؟

ولم ترد مرة أخرى فمن قوة غضبه ضرب الباب بجانبها بقوة ضربة هزت الباب كله وجسدها معه وصاح بغضب : أجيبيني

رغم أن جسدها كله تزعزع خوفا إلا أنها حافظت على هدوءها وقالت : ماذا ستفعل الآن، هل ستقوم بضربي؟

رد بدون تفكير : لن أقوم بضربك أنت.. سأقوم بتكسير رأسه هو..

ودفعها عن الباب ليفتحه ويخرج فانتفضت مفزوعة نحوه لتمسكه وهي تتوسله " رجاءا ، وسام توقف .. ما الذي تفعله

لكنه لم يكن يرى أو يسمع شيئا من الغضب وراحت تقف أمامه فيدفعها كل مرة حتى وصل الى المخرج ، هنا سمعها تقول : وسام أرجوك اسمعني..

نبرتها كانت مخنوقة مكسورة هذه المرة فالتفت إليها متفاجئا لكنه صدم أكثر عندما وجد عيونها غارقة بالدموع ،هو فعلا لم يكن يرى دموعها إلا نادرا و قالت بصوت تخنقه العبرات : هو لا يعلم بأني أحبه.. لا ذنب له.. لا يعلم بأني متزوجة أنا.. أنا تقربت منه 

لم يعرف الذي آلمه أكثر دموعها ؟؟ أم بكاءها بسبب رجل آخر واعترافها بحبه وراحت دموعها تنهمر وهي تشهق باكية ، ظل مصدوما لحظات كثيرة
خرج من صدمته بصعوبة فأغلق الباب وعاد نحوها ثم قربها إلى صدره ليحضنها برفق، صدمت بشدة من رد فعله هذا فزادت دموعها تنهمر أكثر وأكثر

كانا يجلسان بعد ذلك على السرير في غرفة نومهما يوجهان ظهريهما لبعضهما صامتين بعد أن هدأت حنان وبعد أن طال السكون كسره وسام قائلا دون أن ينظر إليها : لا يهم .. لا يهمني ستنسينه مع مرور الوقت لكن سامحيني.. لن أتخلى عنك.. لن أطلقك

قام ليخرج بعد قوله تاركها لكن قبل ان يتجاوزها أمسكت يده نظر إليها مفاجئا فقالت بهدوء : هذا سيكون كافيا

لم يفهم مقصدها فقامت لتقف أمامه قائلة : أردت أن أرى إن كنت قادرا على تحملي وأنا أحب رجلا آخر كما تحملتك وأنت تحب فتاة أخرى

ظل ينظر إليها لا يفهم حتى عقبت باسمة : لقد وقعت في حب عيونك العسلية منذ زمن طويل

ولم يستطع ان يخرج من صدمته حتى مدت يدها إليه لتصافحه قائلة : أنبدأ بداية جديدة ؟؟

نظر إلى يدها ممدودة إليه لحظات ثم تجاوزها وأمسكها من وجهها بكلتا يديه ومال إلى شفاهها ليقبلها قبلة طويلة كان يجب أن يعطيها لها منذ أشهر بعيدة

                                                                              النهاية 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أدعي الله يجمع كل متحابين مع بعض في الحلال ويرزق كل من لم يتذوق طعم الحب حلالا صادقا نقيا

🎉 لقد انتهيت من قراءة دموع عروس 🎉
دموع عروسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن