الغيرة تشعل نار الحب

376 13 0
                                    

لم يضف حرفا عندما فتح الباب فجأة فتمدد إلى الخلف ، لكنه انتفض مسرعا ليقف أمامها وهو يردد مرتبكا : حنان.. ما خطبك ؟ ما الذي حصل ؟ أنت بخير

فوجئ كثيرا عندما رمقته بابتسامة باردة قالت بعدها : أنا بخير تماما شعرت فقط ببعض الغثيان وقد زال الآن

أسرع يقول : حسنا .. بشأن ما رأيته في المطبخ ذلك لقد كان...

لكنها سارت متجنبته قائلة : لا داعي لشرح أي شيء.. ما تفعله لا يعنيني يا وسام

أمسك يدها قائلا في حدة : مهلا، أنا لا أزال زوجك ،مهما كان نحن متزوجان و نهتم لبعضنا

لكنها جذبت يدها من يده بحدة ورمقته بنظرة باردة قائلة : إذا كنت قد نسيت اتفاقنا فأنا لم أنسه ..سيعيش كل منا حياته كما يريد حتى يحين موعد انفصالنا

واتجهت لتعدل فراشها لم يعلم وسام مالذي يفعله حيره هذا البرود المفاجئ ، هل هو بسبب ما رأته ؟ أم أنها تذكرت الاتفاق فقط ؟ فتمتم : لم ننهي الفيلم بعد

دخلت لتغير ثيابها في الحمام وهي تقول : يمكنك إنهاءه وحدك

بدأت حنان منذ الغد في تهذيب نفسها وقلبها.. قررت ان تركز على دراستها فقط وتتجاهل وجود وسام تماما، الأمر الذي أشعل النيران في داخله وظل هكذا متلهفا وهي تصده قبل أن يقدم على أي خطوة كانت اللحظات التي تسنح له للانفراد بها هي حين يأخذها أو يعيدها من المركز الذي تدرس فيه لكنها لم تكن تهتم به فهي إما تكون جائعة أو متعبة أو مركزة مع كتبها حتى حين يحاول فتح حوار معها تصده بجواب بارد فكاد أسلوبها هذا في التعامل معه يقتله
ثم جاء ذلك اليوم عندما ذهب ليعيدها من المركز الذي تدرس فيه شاهدها هناك عند المدخل مع رجل غريب لا يعرفه لكنه كان وسيما، منحوتا كأن الخالق نحته، أسمر طويل ولم يقلقه الرجل بقدر ما أقلقته نظرات حنان التي كانت تنظر إليه بعيون تتلألأ غراما ولم تكن ستتفطن من غفوتها لو لم يضغط على صفارة السيارة ضغطة طويلة كادت تثقب آذانهم فأسرعت إليه حنان تستغرب عصبيته هذه لكنه رد غاضبا بدون أن يشعر : أتخططين للمبيت هنا ؟

لم ترد عليه وظلت صامتة طوال الطريق تتطلع في أوراقها وكان يرمقها بنظرات جانبية بين الفينة والأخرى حتى قال أخيرا متظاهرا باللامبالاة : احم .. من .. ذلك الرجل الذي كنت معه ؟
بدون أن تنظر إليه ردت : أوه ذلك .. إنه مدرسي في الإنجليزية .. لن تتخيل كم شخصيته جذابة

ـ شخصيته الجذابة أم شكله ؟؟؟

لم تبال بقوله يبدو أنها لم تسمعه حتى فامتلأ غيظا وهو لا يعلم حتى بأن ما يشعر به يدعى غيرة فزاد في سرعة السيارة حتى كادت تطير بهم.
مرت الأيام ومن دون أي يشعر وسام زاد اهتمامه كثيرا بحنان حتى غطى على كل شيء آخر خاصة بعد أن رآها مع ذلك الشاب يومها ، ظلت نظراتها تلك تقلقه ولم يعد يستطيع ان يركز على شيء آخر فركب سيارته وأنطلق نحوها ما إن حل وقت خروجها أطلق صفير السيارة مرارا لكنها لم ترد فنزل ليبحث عنها في الداخل وهو لا يشعر بأنه جاء مبكرا دار داخل المركز حتى وجد صفها و أطل من الباب فكان قلقه في محله عندما وجدهما يجلسان عند مكتبه قريبان من بعض وهو يشرح لها شيئا ما في الورقة أمامه ومن دون تفكير ضرب الباب عليهما ليدخل والغضب قد وصل إلى آخر شعرة في رأسه ،هنا انتفض أستاذها من مكانها قائلا : أوه حنان اعذريني أخرتك.. ها قد وصل قريبك ليقلك

أسرعت تجمع أغراضها تردد في ارتباك : أوه محمود أنت لم تؤخرني .. أنا من عطلتك بأسئلتي الكثيرة

ظل وسام ينظر إليهما وهو يتمتم مصدوما " قريبك ؟؟؟

وقبل أن يضيف حرفا أمسكته من يده وسحبته خارجا قبل ان يفضحها وهي تقول بقلق : وداعا محمود نلتقي غدا ان شاء الله

عندما خرجا أوقفته ووقفت أمامه قائلة بحزم : حاذر ان تفضحني.. راقب كلامك جيدا ها هااا ، لم يكن يفترض بك أن تقابله أصلا.. لما لم تنتظرني خارجا ؟؟

ـ أوه .. أوه اعذريني أعتقد بأني أزعجتك مع محمود

ـ لا عليك سألتقي به غدا

وسارت لتصعد السيارة فصعد خلفها وظلا صامتين خمس دقائق تقريبا حتى لم يستطع وسام الصبر أكثر فقال بدون ان يشعر : قريبك ؟؟؟

رمقته بابتسامة باردة قالت بعدها : بعدما نتطلق سنبقى أقارب إن شاء الله

دارت كلمة الطلاق في رأسه كثيرا لقد نسيه تماما ، نسي أمر اتفاقهما كليا ولم يستطع الكلام بعدها لكنها عادت لتنظر إليه مسرعة تقول كمن تذكر شيئا : رجاءا حاذر أن تتعثر أمامه وتفضحني ،لقد أخبرته بأني مطلقة لا أريد أن يأخذ عني نظرة سيئة ويعتقد بأني كاذبة ،إنه شخص محترم جدا

لم يعلم وسام كيف انفجر هنا يقول مغتاظا : محترم ؟؟ أيتها المغفلة تحكمين من المظاهر، أصلا من اسمه وحده يمكنك أن تدركي بأنه ..و ..و. لم يعجبني البتة

حملقت فيه مستغربة لا تفهم ما خطبه وقالت : ما الذي يهمني في رأيك أنت ؟ 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما الذي سيفعله وسام بعد أن اشتعلت نار غيرته يا ترى ؟ هل اكتشف المغفل أخيرا أنه غرق في حبها ؟؟ وكيف سيتصرف ؟

دموع عروسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن