لم يكونا يوما بهذا القرب فكأنما يسمع كل منهما نبض الآخر وغرق كلاهما في فورة مشاعر، دنى وسام من شفاهها وسلمت هي نفسها ولم يعد يفصل بينهما شيء عندما طرق عليهما الباب فجأة بعجله ، انتفض كل منهما و اعتدلا مسرعين فقام وسام الى الطارق ليجدها أخته التي أخبرته بأن ينزل ليسلم على خالته فقد جاءت لزيارتهم وبينما يلعن في سره رد باسما : حسنا سآتي بعد لحظة
عندما دخل وجد حنان تجلس متجمدة في مكانها لم يعرف كيف يعود الى تلك اللحظة الغامرة لكنها أسرعت تقول : اذهب وسلم على خالتك لن يهرب الفيلم الى أي مكانفسار لأمرها مكرها وهو لا يريد مغادرة هذه الغرفة أبدا وما إن خرج حتى ركضت نحو المرآة عدلت شعرها وهي تراقب وجهها ربما ينقصها بعض الحمرة .. وظلت تعدل نفسها وهي تترقب الباب حتى شعرت بأنه أخذ وقتا طويلا فقررت ان تنزل لتسلم على خالته إذ يبدو أن أمرا عطله وسيتأخر،
عندما نزلت وجدت خالتاه وبناتهن وبعد ان سلمت عليهن لم ترى وسام فأدركت بأنه فعلا قد طرأ عليه أمر ما وقررت ان تذهب الى المطبخ لتضيِّف النسوة شيئا لكنها تمنت لو انشقت الأرض وابتلعتها قبل ان تدخل...
وجدت وسام وفتاة غريبة هناك بحضنه وكان وجه الفتاة مقابلها فبعد ان نظرت إليها لحظات طويلة ابتعدت بهدوء قائلة في دلال : أهذه زوجتك يا وساموبدا أن وسام اهتز عندما سمع قولها فابتعد مسرعا عنها والتفت ليجد حنان هناك تحملق فيهما بصدمة حاول أن يشرح لكن لم يكن هناك شيء يُشرح فحاول أن يقول أي شيء لكنها أسرعت تقول مرتبكة : أ..أأ اعذراني على المقاطعة لا تهتما
وأسرعت لتخرج ،حاول وسام اللحاق بها لكن الفتاة معه شدت على يده ومالت عليه في غنج.
ظلت حنان جالسة مع النسوة لا تفهم ما رأته حتى مالت عليها خالته قائلة : اعذري الشباب يا ابنتي لقد كانا حبيبين قبل أن يفرق بينهما والده .. لا تقلقي الوقت سيمحو كل شيءوظلت تثرثر عند رأسها لكن حنان توقفت عن الاستماع بعد قول " حبيبين " أخرجتها والدة حبيبته فجأة عندما قالت : لم تخبرينا يا عزيزتي.. أليس هناك أي طفل في الأفق؟
لم تستطع حنان قول شيء فأردفت خالته باسمة ابتسامة ماكرة : أنتما متزوجان منذ سنة تقريبا اعذري تطفلي لكن هذا التأخر سيجعل الناس تشك في سلامتك الجسدية
واختنقت حنان وسط خالاته وبناتهن حتى تدخلت حبيبته التي جلست معهن فجأة وهي تقول: كفى فضولا حول حياتها الخاصة يا خالتي
فنطقت ابنة خالته الثانية قائلة : كلنا نعرف بأنهما ليسا زوجان فعلا وهو لم يقترب منها فلماذا هذا التمثيل على المسكينة
ولم يكن سيتوقفن عند هذا الحد لو لم تدخل عليهن حماتها التي غابت للحظات ، فسكتن جميعا ورحن يثرثرن في مواضيع ثانية متجاهلين وجودها،د.
بعد لحظات قامت فجأة دون أن تقول شيئا صعدت الى غرفتها و اتجهت مباشرة إلى الحمام وأغلقت الباب خلفها ثم اتكأت عليه مصدومة من نفسها لما تشعر بالضيق؟ لما يؤلمها قلبها مما رأت وسمعت؟ إنها تعلم منذ البداية ،هل رؤية الأمر بعينيها مؤلم أكثر؟
كلا.. هذا ليس الموضوع إن ما يؤلمها أمر مختلف، لكن لما تشعر بالرغبة بالبكاء.. يبدو أنها حملت مشاعر لوسام وهذا خطؤها وحدها.. يا لها من مغفلة. سارت لتقف أمام المرآة راحت تصفع وجهها بيدها وهي تقول : ما خطبك أيتها المغفلة ؟ لقد اتفقتما منذ البداية لما تشعرين بالألم ؟ عودي الى صوابكثوان هي عندما بدأت الدموع تسيل من عينيها بدون سابق إنذار .. ولم تستطع إنكار الأمر أكثر فوقعت على الأرض جاثية على ركبتيها، هي لم تقع في الحب من قبل، كان هذا أول حب لها ، لم تتخيل بأنه سيكون بهذا الشكل كيف لها أن تنخدع بهذا الشكل؟ هي تعلم بأنه يحب فتاة أخرى فلماذا سمحت لنفسها بحبه ؟ متى حصل ذلك أصلا ؟ إنها لا تعلم حتى متى وقعت في حبه لكنه هو المذنب.. هو من بدأ بالتصرف بذلك الشكل اللطيف هو من سرق قلبها.. لماذا فعل ذلك ؟
وظلت تبكي وتبكي حتى سمعت صوت طرق على باب الحمام ابتلعت دموعها ووضعت يدها على فمها لتخفي بكاءها ثم زحفت نحو الحنفية لتفتحها لعل صوت الماء يغطي عليها، ظل وسام ينادي من خلف الباب لكنها لم ترد عليه دار في الغرفة وانتظر لكنها لم تخرج ولم ترد عليه حتى ، فوقف عند الباب وهو يقول بهدوء : حنان هل أنت بخير؟ هل يؤلمك شيء ما ؟لكنه لم يلق ردا .. فأنخفض ليجلس على الأرض ويسند ظهره على باب الحمام يائسا بينما كانت هي في الداخل تسند ظهرها على الباب مثله فكان ظهراهما متقابلان دون أن يعلم أي منهما، لكنها كانت قد هدأت من البكاء وجفت دموعها .. ربما كانت تجمع شتات حبها الذي تحطم قبل أن ينمو حتى ، كزهرة يانعة سحقت قبل أن تتفتح .
كانت منهارة هناك تنظر إلى الفراغ ونطق وسام أخيرا بقلق : حنان ..بشأن ما رأيته في المطبخ .. ذلك لم يكن .. أقصد بأن ...ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحب حطلكم صور لنعيش الجو مع الأحداث ، الفصل هذا حزين ما فيه أي صور ، قلب حنان مكسور
أنت تقرأ
دموع عروس
Romanceكانت تظن بأنها ستعيش ليلة العمر، لكن عريسها تركها ليلة عرسها .. كان هذا اول لقاء بين العروسين ، ليلة دخلتهما ، لم يرها من قبل ولا يعرف شكلها حتى.. زوجه والده رغما عنه فكيف ستتصرف عروستنا المكسورة وماذا سيفعل العريس القاسي البارد