ودع أهله كلهم عند مدخل الشقة وعاد الى الداخل ، الى غرفة النوم ليجدها هناك بفستانها الأبيض الجميل تجلس على السرير مخفضة رأسها وقد توردت وجنتاها ليس من مساحيق التجميل إنما من خجل، كانت متوترة جدا لا تستطيع رفع رأسها حتى لشدة خوفها وظلت تضغط على باقة الورد التي بين يديها حتى تخفي رعشتها وقلقها وهي لا تعرف أين هو عريسها حتى وقعت عيونها على قدميه حين وقف أمامها .. ارتفعت ضربات قلبها وقلقها فلم تلاحظ صمته الطويل ولا ملامحه حتى نطق قائلا : لما كل هذا الخوف ؟؟ أنا لن ألمسك..
رفعت رأسها إليه في هذه اللحظة مستغربة قوله لكنها فوجئت أكثر بالملامح المرسومة على وجهه لم تكن نظرة عريس مزهو أو خجول.. نظرات كلها برود وقسوة وربما بعض الحقد أيضا ولم تفهم مقصده حتى وضع يديه في جيوبه واستطرد قائلا : استمعي يا فتاة.. لا أريد ان اكذب عليك لذا دعيني أكون صريحا معك منذ البداية أنا أحب فتاة أخرى لكن والدي رفض زواجي منها بسبب مشاكله مع عائلتها وأجبرني على الزواج منك أنت لأن والدك صديقه المقرب حاولت الرفض لكنه هددني وأنا اعمل لديه بطبيعة الحال فلم استطع الرفض لذا .. عندما أكون نفسي واستقل سأطلقك وأتزوج حبيبتي..
،لا ذنب لك في الحكاية كلها لكن على أحدنا ان يكون الضحية .. ولن أكون أنا.عندما أنهى وسام كلامه التفت ليتجه نحو المطبخ تاركا حنان خلفه مصدومة لا تستطيع حتى ان ترمش عيناها صدمة ، تأخر في المطبخ فلم يكن قد تعشى يومها وبكل برود جلس على المائدة يأكل ، فجأة منتصف أكله أخرج هاتفه ليتفقد الرسائل والاتصالات لا تزال حبيبته تحظره من كافة الجهات ، ذبلت عيناه وغمرته موجه حزن، لقد حاول أن يشرح لها ظروفه لكنها لم تتفهمه .. كيف تتفهمه لقد تزوج غيرها ، ولم يكن بيده شيء سوى أن أعاد الهاتف إلى جيبه وقام ليجلب أفرشة ينام عليها بعيدا، لقد كان اليوم مرهقا حقا، عندما دخل غرفة النوم وجد حنان لا تزال مكانها متجمدة حيث تركها، تأملها قليلا،
لم يستطع أن يحزن من اجلها لم يستطع ان يشفق عليها، انه يرى بأنها السبب الرئيسي في فراقه عن حبيبته، لولا وجودها.. لو لم تكن موجودة لما تزوجها، وتجاوزها ببرود ليجلب الفراش من الخزانة لكن قبل أن يتجاوز الباب وهو يغادر، استقرت فردة حذاء فجأة على مؤخرة رأسه فصاح صيحة واحدة والتفت مصدوما متألما يمسك موضع الضربة ليجدها قد خلعت إحدى فردتي حذاءها وقبل ان يفهم قامت واتجهت نحوه فوجدها ترمقه بنظرات يتطاير منها الشرر وقالت : سأحرق جسدي في هذه اللحظة على أن تغير رأيك وتقرر لمسي.. شكرا لله لأن شخصا رخيصا مثلك لم يلمسني أساساوضربت الباب في وجهه ، فاتت ليلة زفافها كلها وهي ملفوفة حول نفسها بفستانها تبكي وظلت هكذا حتى غمضت جفونها بدون أن تشعر وغفت
لم تكن ستفيق لو لم تسمع صوت ضربات على الباب فتحت عينيها فوجدت نفسها بفستانها على تلك الحال فقفزت من مكانها مفزوعة راحت تنزع المشابك من شعرها بيد وتفتح سحاب الفستان بيد وترمي الحذاء وهي تقفز برجل نحو الحمام.. عندما دخل أهلها ليطمئنوا عليها صباحا وقد جلبوا معهم الحلاقة لتصفف شعرها من اجل صباحية عرسها، لم ينظروا للعريس حتى، كل همهم العروسة فتجاوزوه ولم يلاحظوا حالته المزرية التي لم تكن حالة عريس بصباحيته واتجهوا نحو العروس التي أخبرتهم بأنها ستخرج إليهم بعد لحظة.فستان عرس حنان.
أنت تقرأ
دموع عروس
Romansaكانت تظن بأنها ستعيش ليلة العمر، لكن عريسها تركها ليلة عرسها .. كان هذا اول لقاء بين العروسين ، ليلة دخلتهما ، لم يرها من قبل ولا يعرف شكلها حتى.. زوجه والده رغما عنه فكيف ستتصرف عروستنا المكسورة وماذا سيفعل العريس القاسي البارد