تَعَارُف

1K 32 20
                                    

بعدَما وصلَ عبدالالهِ الى منزلهِ ، دخلَ مشتاقًا الى دفئِهِ و الى الصوَرِ الحنونةِ على جُدرانهِ التي تجمَعُهُ بعائِلتهِ . تنهّدَ بحزنٍ و توجّه الى الحمّامِ ليَستَحمْ

بعدَمَا أنْهى حمّامهُ الدافِئ ، حوّطَ خِصرهُ بمنشفةٍ واستَلقَى على سَرِيرهِ وقامَ بإرسالِ دعوةٍ لِصالح الى مكالَمةِ فِيديُو

" اهلًا صالح "

" اهلًا ماركُو ، هَل تَشْعُر بتَحَسّن في عَضَلاتِكَ؟" سَألَ صالح بِحمَاس

" نَعمْ أَشعُر كَأنَني وُلِدتُ مُجددًا ، شُكرًا لك " نَطَقَ الأَكْبَر بإِبتساَمةٍ عريضَةٍ .

" امم.. ماذَا سَتفْعلُ الآنْ ؟"

" لا شَيءْ ، و أَنت؟"

" قَد أُذاكِرُ بعضَ دروسي "

" ما هوَ تخصْصُكَ؟"

" طِب جِنائِيْ"

" رائِعْ! هلْ تَعلَم انَّهُ كانَ رَغبتيَ الأولَى؟"

" حقًا ! ما هوَ تخصصُكَ إذًا؟"

" التَدقيقُ الجِنائيْ"

" وَاه ! لَم اعلَم انهُ يوجَدُ تخَصْصٌ كَهذَا "

ضَحِك عبدالاله على لُطفِ الآخَرِ

" ما هِيَ وضِيفَتُك يا ماركُو؟ "

" أعْمَلُ في قِطاعِ السجُون "

" هذَا واضحٌ عليكَ"

قالَ عبدُالإله بضِحكٍ " لمَاذا "

" أنتَ مَفتولُ العَضلاتِ و تَمتَلِكُ شَخْصيّةٍ قويةٍ " قالَها صالِح بِخجَلٍ

" عضَلاتي وُجِدتْ لِحمايَتِك " قالهَا عبدالاله وهوَ يَغمِزُ و يتبَاهى بعَضلاتِ ذراعهِ

" أُريدُ عضّها "

صُدم عبدالاله منْ الطّلبِ الغَريب

" آسِف ، قُلتَهَا بعَفَويّة " قال صالِحٌ وهوَ يَحمّرُ خَجَلاً

" ارغَبُ حقًا بالحَديثِ مَعَك أكثَر ، لكِن عليّ أن أستَيقِظَ مُبكّرًا غدًا فَمُناوَبَتي صبَاحيّة "

" لا بَأْسَ يا ماركُو ، حظًا جيدًا لكَ في عَمَلِك ولِتحضى على نومٍ هنيء " قالَ صالِحٌ بإبتسامةٍ فردّها عبدالإله و أنْهى المُكالمةِ.

استَلقَى عبدالالهِ مُستَعدًا للنومِ وبَدَأ بالتفكِير بأحداثِ اليومِ .

فإذَا بِها افكارُهُ تَقُودَهُ الى الفَتى اللّطيفِ صَالِح ، إبتَسَمَ عبدالإله عِندَما قفَزَ صالِح الى افْكَارِه ، و بَدَأ يَشعُر بتَأنيبِ الضّمِيرِ تِجاهَ تَزوِيرِ هَوِيّتهِ
فَهوَ لَيْسَ ماركُو ، ولَيسَ من موَاليدِ مِـيلَان ، ولَيسَ بِمُوَظّفٍ في قِطاعِ السجُونِ .

اِنّهُ عَـبدُالإلهِ العمْري ، سُعُوديٌ ، ويَعمَلُ كمُوظّفِ إستِخباراتٍ سِرّي ، لِذَا لَيسَ مسمُوحًا لهُ ان يَتَجوّلَ بهَويّتهِ الحقِيقيّةِ .

غَلِبَ النَّومُ عبدالاله فَنَامَ في غَمَرِ أفكَارهِ .

----

إِستَيقَظ عبدالاله في تمَامِ السّاعةِ الـ 6 صباحًا ، تَنَاولَ فُطورهُ وتَمرّنَ فأستَحمّ واخَذَ كوبَ قَهوَتهِ مِن مَحلّهِ المُفَضّل ، وقَرّر البَحْثَ عن معلوماتِ صالِح .

أَدرجَ صورةَ صالحٍ من مكالَمَةِ الفِيدِيُو في برنامَجٍ خاصٍ لمُوظّفي الاستِخبارَات للتّعرّفِ على الوجُوهِ .

فَورَ ما تَمّ تَحميلُ الصّورةِ ، ظَهَرت كُلٌ معلُوماتِ صَالِح

" هذا مُستَحيل " تَمتَم عبدالإلهُ لِذاتهِ

صَالِح الشِهْرِي ، الإبْنُ الأصغَرُ لِرئيسِ الإسٍتِخباراتِ خَالِد الشّهرِي !

...

اسف البارت قصير بس افضل من لا شيء اقدر اقول

بحاول اكتب اكثر وبشكل اسرع

 The masseurحيث تعيش القصص. اكتشف الآن