جَدِي و حَفِيدي

108 10 44
                                    

عندما رأى غارب ايس أمام عيناه لم يصدق ان حفيده مزال علي قيد الحياة مثلما يُقال في الصحف....

اراد غارب ان يتأكد انه ليس حلماً بالتقرب من ايس...

لاكن ايس كان خائفاً جداً، و بعد عنه بخطوات صغيرة إلي الخلف... لقد تذكر غارب حينها في وقت إعدامه

عندما رأى غارب تعابير وجهه، شعر بالإحراج و ندم... نظر إلي الأسفل و تراجع هو الآخر.... كانت الدموع تنزل منه غير إرادياً، انه يريد أن يحتضن حفيده بشدة....

لاكن ليس له أي حجة للدفاع عن نفسه... "ما هو عذرك؟... لما لم تنقذني؟ أليست حفيدك و فرد من عائلتك يا غارب؟ أم تبريت مني؟"... تلك الكلمات كانت توسوس في داخل عقله

انه لا يستطيع التحكم في نفسه... من شدة البكاء

رأى ايس الندم في عينان جده.... و احس للحنين له... نظر بتأملٍ في عيناه، و تقدم تلك الخطوات مجدداً

الوضع صامتاً و هادئاً جداً... متوتراً و متردداً جداً في ذات الوقت...

حاول ايس تهدئة الوضع بنطق بعضٍ من الكلمات الصغيرة... لاكنه كان متردد... ماذا يقول يا ترى

ايس: انا اءءء.....

غارب: بل أنا الآسِف.... يا بُنيَ، أنا الّذِي يجبُ أن يشعرَ بالخوفِ...

أعلمُ إنكَ الآن تَكرهُنِي ولا تَستطيعُ الوثوقَ بِي.... لاكن أرجوكَ لا أريدُ أن أرى الخوفَ في عيناكَ مِنِّي... (نبرةُ صُوْتِه تُوحِي بالألمِ)

فأنا لا أستطيعُ أن أُّذِي جزءًا مِنِّي... (كانتَ عَيّناهُ تَلمعان مِثلَ نُجُومِ اَلسماءَ في الليلِ)

أعلمُ إنكَ سوف تقولُ كيفَ سمحتُ لجزءٍ مِنِّي أن يُقتلَ... (و الدموعُ في عَيّناهِ تُلَألِأُّ مِثلَ تَلَألُأِّ قطراتِ اَلندى)

و أعلمُ أيضاً إنكَ لَن تُصدقني إن قلتُ لكَ إنني لِما كنتُ لأسمحَ بذلك... (تنزِل تِلك الدموعِ على خَدَيهِ بِرفق نَسماتِ الهواء)

لَيتني كنتُ أعلمُ بما سَيحدثُ مِن قَبل، لَكنتُ حَمَيْتُكَ حِينها... (يَسيل أنفهُ مِثلما يَسيل العسلُ مِن فمِ اَلنحل)

أعلمُ إنكَ لن تُسامحني.... ( يَبكي بِغزارة اَلشلالاتِ)

أَّسفُ لكَ حقاً يا بُنيَ.

يَبكي و ينظرُ للأسفلِ... إنهُ لا يَستطيعُ النظرَ في عينانِ آيس مُطلقاً

ايس: و كيفَ لكَ أن تعلمَ إنَني لَن أُصدقكَ؟ و كيفَ تعلمُ أَنَني لَن أُسامحكَ؟

هَذي المَرة أنتَ لا تعلمُ شيئاً

لقدتْ فُتِحَت عَيْنايَ على الحَياةِ و رَأيتُكَ أنتَ أولاً، لَن أنْسى جَميلُكَ أو فَضلُكَ عليَ....

Life of Revenge | حياة الانتقام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن