أخذ الرجال طارق واتجهوا ينادون على أم النساك وكلما مروا على أحد إلا ووقف يشاهد الغريب الذي عثروا عليه.ونادوا: أقبلى يا أم النساك أقبلى وجدنا غريب.
فخرجت عليهم أم النساك بلباسها الاسود الحالك وصوتها الهادئ القوى الواثق ونظرت لما يحملونه على الأذرع: ياسبحان الله.أين عثرتم عليه.
((فى هذه اللحظه كان طارق يقاوم الإغماء ويجاهد بفتح عينيه.))
الرجل: أنظرى في أمره يا أم النساك.
أم النساك: وهل إنتزعت الرحمه من قلوبكم كيف أنظر في أمره وهو على هذا الحال.أيوب.
أيوب: بأمرك أم النساك.
أم النساك: تولى أمره وإرعاه وارسلواللحكيم ليداويه
فإن برأ نظرت أمره وإن مات فصلوا عليه وواروه في التراب.فى هذه اللحظة وجه طارق نظره المشوش فلم يري سوى عيون شديدة السواد
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
بعد ثلاثة أيام
بدأ ينتبه لنفسه ويفوق من نومه الثقيل ليشعر بملمس ناعم أسفل منه غير ملمس الرمال ولا التراب ليتحسس بيديه وعيونه مغلقة فلو كان ما يشعر به حلم فليستمتع به قبل ان يفوق.ليسمع صوت يقول: الحمد لله بدأ الغريب يفوق.
ليفتح عيونه ببطء فيرى رجل جالس بجواره له بشره سمراء وعيون سوداء ولحيه طويله..
فقال طارق بعيون نصف مفتوحة: أنا فين ؟
لم يجيبه الرجل ليفتح طارق عيونه ويحاول الاعتدال ليساعده الرجل على الجلوس.
فيقول طارق: أنا فين ؟ وإنت مين ؟
لكن الرجل كان منتبها لوجه طارق فقال: سبحان الله عيون خضراء.من أنت أيها الغريب ؟ وما حاجتك في أرض النساك.؟
طارق: أرض النساك. يعنى إيه ؟ وإنت مين ؟
الرجل: أنا أيوب. وأنت غريب في أرض النساك وجدناك منذ ثلاث.وأمرت أم النساك أن تبقى في ضيافتها حتى تبرأ من مرضك وبعدها تنظر في حالك.
طارق: مين أم النساك ؟ وهتنظر في حالي إزاى ؟ وإنت ليه بتتكلم زى المسلسلات الدينية القديمة كده كلمنى عادى عشان أفهمك.
أيوب: أنا لا أفهمك أيها الغريب لكن أحب عينيك كيف جعلتها خضراء.
طارق: إيه شلة المجانين دى.
فيسمعون صوت ينادى فيخرج أيوب ويعود بأطباق فخارية.يقدمها .
أيوب: أقبل أيها الغريب فقد أرسلت أم النساك الطعام مع خادمتها.
طارق: أنا إسمى طارق وبعدين كويس إنكوا جبتو الأكل ده أنا واقع من الجوع.وينظر إلى الطعام ويقول: إيه ده ؟
أيوب: سمى بالله وكل إنه خبز شعير ومرق ولحم.
فنظر للأكل بإشمئزاز ولكنه جائع فرأى أيوب يكسر الخبز ويضع عليه قطعه من اللحم ويأكل فبدأ يقلد أيوب فقطع كسرة من الخبز ووضع عليه قطعة لحم
وأكل ليجد طعمه رائع لا يعلم هل هو فعلا رائع أم من شدة الجوع يحسه رائع.
رأي أيوب يرفع الصحن ويشرب المرق فشعر بالقرف من الرجل لكن بعد قليل قلده وشرب مثله
حتى شبع.وبعدها قرب له ايوب جره فخاريه وقال: سمى بالله واشرب فهذا منقوع الأعشاب محلى بالعسل إشرب منه حتى تسترد عافيتك كما وصانا الحكيم.
فأخذ طارق الكوب ليقول بإشمئزاز: على أخر الزمن هشرب منقوع.إيه القرف ده فيقربه من أنفه فيشم رائحة أعشاب فيأخذ رشفه لكنه يبصقها لغرابة طعمها لكن مع إصرار أيوب شرب قليلا.
فقال أيوب بالشفاء إن شاء الله.أيها.الغريب أقصد طارق أحضرت لك قربة ماء وثوب من عندى فإغتسل
فأم النساك ستنظر في أمرك.
##########################
وقف طارق وأيوب أمام مجلس النساك وقد بدأ يتوافد الرجال فالأمر غريب عليهم والكل بنتظر ليري الغريب ونادي أيوب: أم النساك أم النساك أم النساك
لينتبه طارق بوجود كتله سوداء مكتومه في ركن من المجلس.فأشار لأيوب: يه ده ؟
فنظر أيوب ثم إنتفض: غض بصرك يا هذا فأم النساك تصلى.يا ميساء أسدلى الستائر حتى تفرغ أم النساك من صلاتها.
فأقبلت الخادمه أسدلت الستائر.ليقول طارق في نفسه: بتغيير عليها أوي على إيه دى حتى أم النساك يعنى أد جدة جدتى.
وبعد فترة إنزاحت الستائر ليسمع الجميع الصوت الهادئ يقول: السلام عليكم ورحمه الله.
ليرد الجميع السلام والكل ينظر للأرض.إلا طارق الذى رفع عيونه ليراها فتسمر مكانه فقد رأى جسد طويل رشيق متشح بالسواد وغطاء رأس بنفس اللون لتستقر عينيه على وجه أبيض دائرى وشفاه ورديه ربانيه وأنف مستقيم ليصعد بنظره ليرى عيون واسعه شديدة السواد المقلتين مزينه بكحل ربانى ((من قال العيون الخضراء تسحر والعيون الزرقاء تأسر فالعيون العربية السوداء تقتل بغير سلاح ))لشابة لم يزيذ عمرها عن السابعة والعشرين من عمرها.هل هذه الفتنه الربانيه هى أم النساك.
لتقترب منه أم النساك قليلا وتنظر لوجهه وتتلاقى عيونه الخضراء بعينيها فقالت: سبحان من أنبت الزرع في صحراء عينيك فإخضرت.
فإبتسم بثقه فقد علم أنه سحرها بعينيه.وقال: عجبتك عنيا ياقمر
لكنها أخفصت نظرها وإستعاذت بالله من الشيطان
لتقول بجدية: من أنت أيها الغريب؟ ومن أين أتيت ؟وكيف وصلت أرض النساك ؟
فسبل عينيه وتصنع الرقه وقال: أنا طارق من مصر.
لتفتح عيونها السوداء بشده وتقول بلهفه: مصر أي مصر تقصد هل تقصد قوله تعالى (( ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون))
أمازال فرعون يحكم مصر ؟
طارق: فرعون مين إنتوا بتقولوا إيه.
ليقول أحد الحكماء: تقصد مصر قوله تعالى ((قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير إهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم))
ليقول ثانى: أتقصد قوله(( وقال الذي إشتراه من مصر لامرأته أكرمى مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا))
أمازلتم تملكون خزائن الأرض.
ليقول طارق بسخرية: خزائن إيه صلى على النبى هو إحنا لاقين ناكل ده إحنا بنستورد فوانيس رمضان من الصين
أم النساك: كيف وصلت ديارنا ؟
طارق: معرفش بس إنتوا ليه مستغربين ؟.
أم النساك: لم يطئ غريب أرض النساك منذ ثلاثمائة عام. مادخلها أحد ولا خرج منها أحد.
طارق: يااااه ده أنا هتكتب في كتاب التاريخ عندكوا أول غريب بعيون خضراء قالها وضحك لكن لم يشاركه أحد الضحك.فإختفت ضحكته السخيفة وقال: بس إنتوا لو جيتوا عندنا هكرمكوا و...
أم النساك: إرحل عنا أيها الغربب
ففزع طارق: أرحل أرحل فين.
أم النساك: عد من حيث أتيت لا مكان لك ببن النساك.
طارق بخوف وبصوت عالي: ليه حرام عليكي عايزانى أرجع ليه هو أنا عارف الطريق وأرجع للديابه تاكلنى حي وإلا للجوع والعطش في الصحرا.
كنتوا ليه بتعالجونى مادمتوا هتموتونى.
أم النساك: إستغفر ربك يا هذا فالموت والحياة بأمر الله وحده.
طارق: ونعم بالله ماقلتش حاجه بس إنتى كده بتحكمى عليا بالاعدام.
أم النساك: سنأمر لك بدابه وطعام وماء يكفيك ثلاث
طارق: ولما يخلصوا أعمل إيه أموت في الصحراء حرام عليكي إنتى مافيش فى قلبك رحمه.
أم النساك: يا هذا ربك الرزاق فقد تجد بلادك قبل إنتهاء المأونه
طارق: ولو مالقيتش أعمل إيه أبوس إيدك أتوسل..
فقاطعته أم النساك غاصبه: إصمت يا هذا وإرفع رأسك فمن خفض رأسه لغير الله إنزل ومن خفضها لربه أعزه.
طارق: طيب قولى أعمل إيه وإنتى مش رحمانى عايزانى أرجع للمرمطه تانى.
أم النساك: يا هذا أرض النساك ليست للأغراب إن دخلتها فلن تخرج منها أبدا فعد لبلادك
فكر طارق قليل وقال معنديش أي خيار أنا موافق.
فقالت له أم النساك: إذا قد إخترت ووافقت وأصبحت أول غريب في أرض النساك.
أنت تقرأ
أم النساك ((عاشق في أرض العابدين))
Fantasyقصتي تحكى عن شاب من عصرنا الحاضر عاش في أرض معزوله تحكمهم إمرأة