-لَم تطلُب ميكاسا من أُسرةِ الأكرمان إرسالَ سيارةٍ لها، بل استأجرت بنفسها سيارةَ أجرةٍ أوصلتها لمِحرقةِ الجُثثِ في الوقتِ المناسبْ.
وقفتْ الأسرةُ في الصفِ الأمامِي، و رآها ليفاي و هِي تَدخل، فأشارَ إليها بأن تنضمَ إليهم...لكنها تجاهلتهُ و تسللتْ لكرسيٍّ مع الحاضرينِ، لأنهَا لم تكن تعتبرُ نفسها من الأسرةِ.كانتْ الطُقوسُ كئيبةً للغاية، تحدث الكاهنُ عن آني، الزوجةِ الصالحةِ و ربَّة المنْزِل الأمِّ الشابة..تبعها ترانيمٌ حزينةٌ كانت آني لتضحَك باستهزاءٍ إن سمعتها.
و جَعلَ التفكيرُ في آني -الحَقيقيّة- عيون ميكاسا تغروقَّان بالدموعْ، كما شعَرت بغصةٍ لو أطلقتهَا و بكتْ ما كانت ستكونُ لفترة قصيرةٍ.
قليلاتٌ هي النساء اللواتِي يُتوفِينَ عند الولادةٍ هذهِ الأيام، قليلةٌ هي الحالاتُ المُشابهةُ لحالةِ آني...فقدتْ آني جنينها الأول - والذي لا يعلمُ أمرهُ إلا ميكاسا- بسببِ رَحمٍ مُختلِ التكوين.
و كان غالباً أنها ستفقدُ كل جنين تحملُ به مرةً أخرى، و ربما ستفقد حياتها أيضاً..لكنها قررت خوض هذه التجربة على أيّ حال و ها هي في محرقةِ الجُثثِ أمامهم.لم ميكاسا تكن واثقةً بأن الطقوسَ انتهت، لكنها شعرت بحَاجةٍ لهواءٍ نقي...فتركتْ مقعدها و خرجت من المكان، و ما إنْ أصبحتْ في الخارجِ...واتتهَا فكرة الهربِ نهائياً، و كادَت تفعلُها إلا أنهَا شعرت بخطواتٍ تلحقها.
إستغنَى ليفاي عنْ كل التحياتِ و نطقَ بحدةٍ: إلى أينَ تذهبينَ بحقِ الجحيم؟
- شِقتي.
- طبعاً لن تذهَبي، ليس الآنْ! أنسيت وعدكِ بأن تتحدثِي مع إيرين؟
أمسكها مِن ذراعِها لتقولَ عابسةً: لا أعرِفُ مالذي تتوقعُهُ، فأنا لَا أعرفُ أخاك جيداً، كما أنني لستُ ماهرةً في التعزية.ضحكَ ضحكةً خشنةً و مُظلمة: يمكننُي تصديقُ هذا، لكن إيرين لا يريدُ كلماتِ تعزيةٍ فارغة..بل يظنُكِ تعلمينَ سبب موتِ زوجته.
قَطبت حاجبيها: ألمْ يُخبرهُ الأطباء؟- لقدْ فعلوا..بالمصطَلحاتِ الطبيةِ.
- و هَل يريدنِي أن أشرحهَا له؟
نظرَ إليها بشيءٍ من الغضب، متسائلاً إن كانت هي تتعمدُ الغباء..ثُم أجَاب بِنفاذِ صبرٍ: لا أظنُ ذلك..و مهمَا كان عمَلُكِ بتلكَ المستشفى، أشكُ في قدرتكِ على شرحها.تنهدتِ: و ما أدرَاك؟ مالذي تَعرفهُ عني حقاً؟ سأخبِركَ بما..
قاطعها ببرود: لا شَيء، لا أعلمُ عنكِ شيئاً..اعترفُ بهذا، لكن هذا ليسَ عني و عنكِ..إنه عن إيرين...و يبدو أنهُ يعتقدُ أنكِ حبلُ نجاتهِ الوحيد..لذا ليحتفظ كلٌ منا بشتائمه لنفسه.
أنت تقرأ
وعود خالدة - Oral promises
Romance- الأمرُ شبيهٌ بمظليٍّ اكتشَف -بعدَ قفزه- أنَّ مظلتَهُ معطُوبةٌ، ليسَ بإمكَانهِ الرجوعُ ولا إصلاحُ الحقِيبة. هذا كَان ما شعرتُ بِهِ عندَ انفصالِي عنكِ، لذا آنستِي..مَاذا عنْ العودَةِ معاً لبعضِنا و التغَاضِي عنْ كُل تلكَ الأفعَالِ البغِيضةِ التِّي...