-غَادرتْ ميكاسا المكان، و لَو أن القَدر لم يَتدخل لَهربت من حَفل الزواج...لَكن القدر ليسَ عادلاً، ولا مفرَ مِنه.
تَسللت خارجةً من البابِ الخلفي، فرأتْ صبياً يُلوحُ بيده، مضت لحظةٌ قبل أنْ تُدركَ أنه يُلوحُ لها..ثُم أخذ يركض نحوها.أسرعت تُلاقيهِ، و زادت سُرعتها عِندما رأت ملابسهُ المُبللة ثُم أخذَت تُصغي إليهِ وهو يُخبرها بالقصةِ و يلهثُ مُحاولاً التقاط انفاسه.
تلا ذلكَ ذعرٌ كبيرٌ، و راحت تركُضُ إلى النَهر، فطارَ الحذاءُ و تَمزق الثوبُ و هي تحاولُ أن تَسبحَ نحو تلكَ اليدينِ الصغيرتينِ اللتين تتخبطَان في الماء.
و أوشكَت على الغرقِ هي نفسها، لكن ذِراعين قويتان انتشلتاها إلى الأعلى، و صاحَ صوت رجوليُّ الهديرِ في أذنيها: الصبيّ، هل هُو في هذه الأنحاء؟
لَم تَستطع سِوى أن تومِئ، لكن هذا كَان كافياً..ثم أحَاطت بها ذرَاعان أخريانٍ تساعدانها علَى الوصولِ إلى رصيفٍ خشبي، بينمَا انطلقَ الأولُ لِيبحثَ عنِ الغريقِ.
و مَرت الثَواني و الدْقائِق مِن دونِ أملٍ، إلى أنْ تملكها ارتياحٌ غامرٌ عندما برَزَ رأسانٍ إلى سطحِ الماءِ، و قالَ الرجلُ الواقِفُ بِجانبها على الرصيفِ: أخيراً!
فَنظرتْ إليهِ بدهشةٍ و قد كادتْ تنسى وُجودَهُ، فقالَ: بالمنَاسبةَ، أنا آرمين أرليرت.
فأومأتْ بهدوءٍ، و عادت تنظرُ إلى ليفاي الذي عادَ نحوهم جاراً الصبي المُنهك على ظَهره...عملوا على إخراجِ الجسَد من الماء، و الذي بَدا بدونِ حياةٍ.سألَ آرمين مُتشككاً: ماذا عَلينا أنْ نفعل، ليفاي؟
لكنْ ميكاسا كانت قَد بدأت بالإسعافاتِ الأوليةِ، التي تطلبت منها بعضَ الوقتِ...و ظلَّ الرجلانِ يَنظرانِ إليها بصمتٍ إلى أن أخذَ الصبيُّ يغمغم و يتأوهُ، ثم عادَ لوعيهِ.نطَقَ ليفاي بِجمودٍ: أتسَاعدهُ حالتهُ على أخذهِ للمنزل؟
فَردت و أسنانها تصطكُ برداً: أظنُّ..أظُنُّ ذلك.
قالَ آرمين وهو يرتدي ملابسهُ التي خلعَها عندَ ضفةِ النهرِ: سآخذُه أنا.كان الرَجلانِ قد خلعا ملابِسهما قبل أن يغوصا فِي الماء، أمَّا ميكاسا، فغاصتْ بملابسها و ها هي الان تدفعُ الثمن وهي تَرتجفُ برداً في ثوبها القُطني المُبتل.
و بينما سارَ آرمين و الصبيُّ في ذراعيهِ في المُقدمةِ، قالَ ليفاي لميكاسا وهو يُناولها سترةَ قميصه: إخلعِي ثوبكِ و البسي هذَا.ترددت فِي البدء، لكنها عادتْ و أدركتْ أن الوَقت الآنَ ليس وقت الإحتشَام...لذَا سارت بجانبهِ حافيةً وهي تزررُ القميصَ تاركةً ملابسها الممزقةَ على الأرضِ خلفها.
قال لها: أنتي تعرجِين.
أنت تقرأ
وعود خالدة - Oral promises
Romance- الأمرُ شبيهٌ بمظليٍّ اكتشَف -بعدَ قفزه- أنَّ مظلتَهُ معطُوبةٌ، ليسَ بإمكَانهِ الرجوعُ ولا إصلاحُ الحقِيبة. هذا كَان ما شعرتُ بِهِ عندَ انفصالِي عنكِ، لذا آنستِي..مَاذا عنْ العودَةِ معاً لبعضِنا و التغَاضِي عنْ كُل تلكَ الأفعَالِ البغِيضةِ التِّي...