🔵 18 🔵

22 3 1
                                    

لقد قالتها أميرة الشام من قبل

والله لن تمحوا ذكرنا ولاتميت وحينا

_________________________

الكاتبة : نور الزهراء
الرواية : لاترحلي يازهرتي
لاتنسون التصويت + متابعة الحساب 🥺💜
_____________

شيخ محمد

إحياء ذكرى الامام الحسين (عليه السَّلام) إنما هو إحياء لقضية الإسلام والأمة، وإحياء لذكرى كل شهيد، وانتصار لقضية كل مظلوم. وعليه؛ حين يحل شهر محرم من كل عام يبرز الحزن المكنون في الصدور، وتتشح المدن بالسواد، ويعيش الناس أجواء حزن، يعبر عنها كل فرد بطريقته الخاصة، وترتفع الأعلام بألوانها المختلفة في الشوارع؛ والمساجد؛ والحسينيات؛ والبيوت؛ والعمارات، وهي تحمل شعارات الحزن المختلفة، حتى يُخيل للناظر أنه يرى غابة من الأعلام، تزدحم في سماء المدن العراقية، حيث أصبح رفع الأعلام في هذا الشهر تقليدا سنويا في هذه المناسبة.

ومما يلفت النظر في هذا الشهر تلك المواكب الحزينة التي تنطلق من كل مكان، تجوب الشوارع والساحات، وهي تتوشح بالسواد، وتلطم صدورها ورؤوسها، تعبيرا عن حزنها وألمها، تسير في تنظيم رائع لا مثيل له، وهي تندب من خلال ما تردده من أشعار، ذلك الجسد الذي قضى على أرض كربلاء، وهٌشمت ضلوعه خيل الطغاة.
ويشد سمعك تلك الأصوات الشجية التي تنطلق من منارات المساجد؛ والحسينيات؛ والأماكن المقدسة؛

والبيوت؛ والمواكب؛ والعمارات؛ والشوارع، ويخيل إلى من يستمع اليها أنها تصعد إلى عنان السماء، يرددها كل حجر ومدر، وأن صوتا ينطلق من السماء الدنيا، مرددا (واحسيناه) وتختلط هذه الأصوات مع أصوات المواكب التي تجوب الشوارع، وتندب (وأحسيناه وأماماه) لتجسد أعظم ملحمة للحزن، عرفها تاريخ الإنسانية.
ففي منتصف اليوم العاشر من المحرم في مدينة كربلاء، من كل عام، حيث وقف الامام الحسين، في مثل هذا اليوم، من سنة (61 هـ)

وحيدا بين أجساد أهل بيته وأنصاره، وهو يراهم مجدلين على الرمضاء، يناديهم فلا يجيبون، ويدعوهم فلا يسمعون، ثم يطلق صرخته التي اهتزت لها أركان السماوات والأرض، ودخلت كل بيت، وسمعها أهل السماوات والأرض، وردد صداها كل حجر ومدر إلا هؤلاء القوم الذين استحوذ عليهم الشيطان، تلك الصرخة التي ظل صداها يتردد كل عام في العاشر من محرم (أما من مغيث يغيثنا، أما من ناصر ينصرنا، أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله).

ففي مثل هذا اليوم، من كل عام، يجتمع آلاف الرجال من الشيوخ والشباب في منطقة باب (طويريج) ليؤدوا إحدى الشعائر الحسينية المعروفة بـ (ركضة طويريج) وكأن النداء الذي أطلقه الأمام الحسين، حين وقف وحيدا في طف كربلاء، قد دخل مسامع هذه الجموع المحتشدة من الرجال، فهبت لنصرة سيدها وإمامها،

لاترحلي يازهرتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن