حجر اوليفيا-في ارض الإلف

الفصل الأول: جزيرة الفايكينغ |2|

الجزء الثاني :رحلة إلى ينابيع ميستيكا-حقيقة ايشيبان"
_________________________________________

وقف نيلسون بطول قامته و هيبته، عيناه مملوءتان بقوة تقشعر لها الأبدان تتحدث عن نيته القاتلة. كان مظهره بارزا ، بملامح قوية وخشنة تحمل ندوب معارك لا حصر لها.
عندما ركز نيلسون نظرته على إيشيبان ووجه سيفه نحوه، انبعثت منه هالة واضحة من التهديد، غلفت المسافة بينهما بطاقة هائل، أصبح الهواء ثقيلًا، كما لو كان مشحونًا بجوهر الهلاك الوشيك.
في مواجهة هذا الخطر الوشيك، التقى إيشيبان بنظرة نيلسون بتصميم لا يتزعزع. ضاقت عيناه، مما يعكس التصميم العنيد الذي رفض التراجع.
كان الجو المحيط بهما مليئا بالتوتر، وكأن العالم نفسه حبس أنفاسه تحسبا للصدام الذي كان على وشك الحدوث. كان الصمت مطبقًا، و لم يكسره سوى صوت إيلارا الحازم و المتوازن في آخر لحظة: "هدء من روعك يا نيلسون، مر على هذا الأمر وقت طويل و كلنا هالكون هنا عالقون في جزيرة قوم قد نتلقى منهم الدمار في أي لحظة. لذا فلتتوقف، فما هذه الحماقة التي ترتكبها الآن ؟"
لم يتأثر نيلسون بكلام إيلارا ولو قليلا و ضل عازما على قتل ايشيبان مهما كلفه الأمر.
هالة من القوة تشع من إيلارا، وتدور حولها مثل العاصفة. لقد كانت مليئة بالطاقة القوية، وهي شهادة على تصميمها الثابت على منع نيلسون من اتخاذ خيارات حمقاء. وأطلقت عيناها نظرات شرسة مليئة بنية القتل. و ابتعدت عدة خطوات للخلف بكل هدوء ورفعت قوسها بسرعة، ووجهت سهمها مباشرة نحوه. كانت حركاتها سلسة و متناسقة جدا. بينما كانت تصوب، رفرفت أجنحتها الزرقاء الزاهية برشاقة، فإنطلق سحر الجمال ممزوجا بالقوة يغطي الأجواء
نيلسون:" أذلك السلاح موجه نحوي؟"
إيلارا:"أنت تعلم أني لن أتردد ولو لثانية واحدة في إطلاق هذا السهم"
نيلسون :"لماذا تحاولين حمايته"
إيلارا:" أنا أحاول حمايتك. حتى لو كلفني ذلك سفك دمائك.."
ثم عل صراخ آريا:" توقفا أرجوكما، فكل ما فعله اسلافكم لا علاقة له بكم انتم الآن، إنه فقط مجرد إلف يجول الأرض بحجر قَّيِم أرجوك أيها المحارب نيلسون لا فائدة من قتل فتى لا يعلم شيئ حول ما يدور به.."
إيلارا:" إبتعدي من هنا آريا، فالمكان هنا أصبح خطير" و اضافت:"نيلسون أانت مقتنع بقرارك"؟
نيلسون:" مالذي ستفعلينه به"
إيلارا:" أثق بحدسك، أضنه حقا مفتاح للغز ما"
خفض نيلسون سلاحه و خرج بسرعة. بدون قول كلمة.
تضع ايلارا سلاحها و تتنهد و كأن جبلا انزاح على كاهلها وعادت الى طبيعتها المازحة:" اووف..ضننت أني سأموت الليلة.." وجهت نظرتها إلى آريا:" يجب أن نعود الآن، من أجل الإسترخاء قليلا فلنا غدا رحلة طويلة وخطيرة"
إيشيبان:" لماذا ساعدتني؟"
أجابته ايلارا بنظرة حادة:" لن أسامح محرر الشياطين ذاك أبدا.. لا تأخذ الأمر على محمل شخصي، أنا فقط كنت أحمي أخي"
ايشيبان مصدوم:" أ..أخي.. ؟"
__قبل ساعة من الآن__
عاد ايشيبان الى منزل نيلسون بعد لقاءه الممتع مع ايلارا و آريا و تبادلهم أطراف الحديث أما نيلسون فقد نجح في الحصول على تصريح خروج آريا وجلسو الإثنان على الطاولة المهترئة تتوسطها شمعة واحدة لتنير الغرفة. ايشيبان خافضا رأسه وواضعا يداه على ركبتاه و كأن هيبة نيلسون تأكل صميم قلبه أما نيلسون فقد كان يلمع سيوفه البراقة يلقي بعدم مبالاته بوجود نلسون معه و بعد صمت دام لدقائق..
إيشيبان: "هل حان الوقت لتجيب على أسئلتي؟"
نيلسون:"ضننتك إستسلمت في الحصول عليها"
ايشيبان:" أبدا.."
نيلسون:"حسنا لك ذلك.."
إيشيبان:" مالذي يجري هنا..؟ ضننت أن الإلف إنقرضوا.."
نيلسون:" أانت غبي؟ سلالة تعيش مئات السنين تنقرض؟.." و أضاف:"دعني أخرجك من جهلك قليلا.." بعد تلك الملحمة التي وقعت في بلاد الإلف نجى بعض أطفال الإلف تماما كما نجوت أنت، تفرقوا كل منهم ذهب إلى ملجأ ما في مكان ما و لكن بعد مدة ليست بطويلة كان هناك رجل من الإلف -تتداول عليه الكثير من القصص- بإنقاذ أكبر عدد منا و أسس هذا الحصن من بقايا ما يحمله من أرض الإلف، درب العديد من الإلف من أجل القيادة شيد هذا المكان جيدا بأقوى الجنود و أحكم الحكام إنه رجل غامض لا يزال على قيد الحياة و لكنه يرفض حكم هذا الحصن مجددا، يخبر الجميع أنه قد وكل عملية إنقاذ الإلف الى الجيل الجديد و أنه يبحث عن شيئ ما فور أن يجده سيرحل مجددا."
ايشيبان:"مجددا..؟"
نيلسون:" أجل، يقال أنه قد هجر بلاد الإلف منذ سنوات طويلة، و ضل فيها يعمل هذا الحصن المنيع.."
ايشيبان:"ولكن لماذا على جزيرة الفايكينغ، أوليس هناك مناطق أخرى عدة، كما أن الإلف و الفايكينغ دائما في خلاف"
نيلسون :" أتعجب من معرفتك لهذه المعلومة. حسب اعتقادي، أضن أنه اختار هذا المكان لأن الفايكنغ مجموعة من الحمقى الهمج لا يعترفون الى بالقوة ولا يحملون ذرة من الذكاء"
إيشيبان:"مالذي جعلك تفكر هكذا.."
نيلسون:" لأن لا شيئ قد يجعل رجل راقيا من الإلف يختار العيش مع كومة من الجاهلين مثل الفايكينغ، يسهل خداعهم و استعمالهم كما أنهم يرضون ولو بالقليل من المال. كما أن حصن الإلف يوفر لهم الدعم المادي و المعنوي.. يمكنني أن أخمن اختياره لهذه الجزيرة يعود الى انها تتوسط العالم." استخرج نيلسون خريطة العالم ووضعها على الطاولة "هناك اربعة جزر تتوسط العالم، جزيرة الفايكينغ تناضرها جزيرة ليسكاكو يعيش فيها البشر، وجزيرة غريفين تناضرها جزيرة التنانين. الغريفين كائنات ذكية و من المستحيل مفاوضتها أما التنانين و البشر فعلاقتهم بالإلف أسوء بكثير من علاقتها بالفايكنغ."
إيشيبان:"جزيرة التنانين..؟ هل يعيش فيها الدراغالف؟"
نيلسون:"من المستحيل ذلك لأنهم منبوذون جدا هناك، هناك انواع من التنانين هناك نوع يسمى تنانين الإمبر و هم مجرد تنانين عادية و لكن هناك نوع من التنانين الذين يولدون بهيئة البشر، أو الأقرب من ذلك يمكنني أن أشبههم بالإلف، لأن معضهم ينجح دائما من تنشيط أجنحتهم، و لكن جلدهم تبقى مملوئة بالغضاريف و مخالبهم تبقى حادة و انيابهم مكشرة، لذا لا احب مقارنتهم برقي جمال كائنات الإلف، هذه الأخير خانت فصيلتها و تكاثرت مع بعض الإلف ليضهر لنا صنف جديد اسمه الدراغالف."
ايشيبان:" ولكن ما سبب خلاف الإلف مع التنانين؟"
نيلسون":من أجل دماء التنين، كان الإلف يذهب للصيد هناك، او يتزاوج طامعا في طفل يحمل دماء التنانين." و أضاف" لا اعتقد اني بحاجة لاخبرك عن هذه المعلومة ولكن كنت في مهمة بحث عن الحجر الذي تحمله معك الأن." أخرج من جيبه قطعة من جلد التنين المتين و فتحه ليضهر حجرا متوهجا بالضوء الأبيض و قال:" هذا حجر مصنوع من انياب التنانين و مغلف بجلده ليحجب الضوء الذي يسطع الآن بسبب إقترابه من الحجر الذي تحمله. حجر الاوليفيا مصنوع من دم التنانين إنه الأكثر قوة في العالم. لسنا متأكدين إذا كانت القطعة الأخيرة و الأمتن معك ولكن هذه كانت الأوامر."
ايشيبان:" لماذا لم تأخذها مني إذا؟ أولستم بحاجة لها؟"
نيلسون:" لا أعلم بعد أن أرسلت تقرير حولك ليتم القبض عليك. تلقيت أمرا آخر مزعجا لقد كان 'إحمِ الحجر'
لا يهمني كيف أنفذ الأوامر فعلى كل حال انا انفذها."
ايشيبان:"الأمر معقد جدا انا لا ستوعب كل هذه الأمور، لا علينا، مالذي علي معرفته حول الحجر؟.."
نيلسون:" إنه مادة خام قابلة للتنشيط عبر صنع العديد من الأشياء بها و بإخضاع الامر الى واقعنا المعاش هي مادة خام لصنع أقوى الاسلحة، اكتشفها آل كوغورو و طورو منها العديد من الاسلحة و الأدوات.."
ايشيبان:" آل كوغورو..إذا هل تعرف والدي أورلاند..؟"
نيلسون:" والدك؟.."
ايشيبان بحماس والفخر ممزوجا الشوق بين عيناه :" ليس تماما ولكنه من قام بتربيتي كما أنه من عهد لي بالحجر..إنه بطلي و قدوتي في الحياة"
نيلسون مهاجما ايشيبان يصرخ هائجا:" ايها الوغد مالذي تتحدث عنه، هه بطل..؟ انه سبب دمار ارض الإلف، إنه جحيم أرض الإلف، أتعتقد أن البشر الوحيدين الذين دمرو أرض الإلف؟ ذلك المسخ محرر الشياطين هو من حفز للدراغالف اللعينات باستغلال الملحمة و قتل و نهب الإلفيين للعيش و الهرب..إذا انت قطعة قذارة من قذاراته؟ لن أسمحك أبدا، ستموت اليوم والآن.."
إيشيبان غاضبا صارما تخرج منه هالة غريبة أجنحته البيضاء تتحول تدريجيا إلى اللون الأحمر..:" لن أرحم أي أحد يهين شخصا ضحى بحياته لحماية الإلف المتحيزين و صنع السلام معهم."
في نفس اللحظة كانت قد دخلت إيلارا و سمعت محادثتهم الأخيرة، إشتعلت عيناها غضبا ولكنها تحكمت بغضبها و تدخلت لتمنع حدوث كارثة..!
قبل 300 سنة
- داخل كهف أسفل جبل آكنا
~نسبة الى آلهة الأمومة في اساطير المايا~
بعد ان تعالت صرخات أم تضع جنينها، تحت مراقبة أقوى محاربي الإلف و أحكم الشيوخ و أبرع مستعملي السحر الإلفيين داخل مغارة مضلمة لا يوجد بها الى بصيص من انوار مشاعل الحراس، في ذلك المكان لم تكن تتواجد اي رحمة او شفقة لإمرأة مقيدة بأسلال حديدية
رقبتها و مفاصل يداها و رجلاها تنزفان و دموعها التي تذرف متحسرة على جنينها الذي قدر له عيش الضلام نفسه الذي عاشته هي، لأنها كانت الإلفية الهجينة التي تحمل دماءا ملعونة بجسدها. الالفية التي خافتها كافة اقطار أراضي الالف منذ 200 سنة و خافت سلالتها منذ آلاف السنين و حبسو جميعهم في اعماق الدجى
مدير سجن ساتن جيل :" آسف يا سيد كوغورو اورلاند ولكن هذا لن يحدث و أنا المحارب سينيستر ليبارد مدير شجن ساتن جيل أعلنك الآن خائنا يستوجب التعامل معه كمجرم" و صرخ عاليا " أحضرو سلاح الإستال"
هنا انصدم كل الحاضرين :"ولكن يا سيدي الايستال سيدمر كل شيئ هنا.."
أورلاند بضحكة مجنونة و بنظرة واثقة جدا:" هل تعلم اصلا ما هو سلاح الايستال، هو سلاح سمي لإسم ذخيرتة مادة الايستال و أتعلم ما شيدها و أعطاها القوة التفجيرية الهائلة..؟ هو حجر الاوليفيا المصنوع على يد سلالتي أيها الاحمق..أي ان للايستال أسرار لا تعلمها انت، هل آل كوغورو اغبياء لدرجة صنع سلاح قد يدمرهم من دون صنع سلاح أقوى منه؟"
سينيستر يجيب بغضب و تعصب :" حتى و إذا.. لطفك و طيشك هذا سيدمرك فكل هذه الكائنات ستموت حتى حفيدك الذي تعهد له بمستقبل مشرق .."
اورلاند بضحكة عالية ساخرة :" انت الوحيد مع حلفائك الذين ستموتون.."
أمر سينيستر باطلاق سلاح الاستال و استل اورلاند سيفا فضي اللون يتوهج نورا طالقا الامر لجميع من يسانده بالبقاء وراء ضهره..
إنفجر كل المكان، مات كل الجنود ولم يبقى الى اورلاند و فصيلته المحببة..
و في تقريره الى المملكة زعم ان الالفة اوريا قتلت الجميع هناك لانه تم التهجم عليها ومحاولة قتلها بسلاح الايستال، ولكنه صدها و قتلها هناك و قام بنقل جميع السجناء. و تم قتل رضيعتها الأنثى.
-بعد مرور عقدين من الزمن- في قرية الدراغالف التي انشأها اورلاند اصبح جميع الدراغالف متحررين بإسم لفصيلتهم و مكان تطل عليه الشمس ليسكنو فيه و أصبح مكانهم في الخطوط الامامية لجيوش الإلف. أما ايشيبان فقط عاش في القرية بصفته إلف ضائع ماتت عائلته و أحضره زعيم القرية ليعيش بين الدراغالف و كان بسن صغيرة جدا ولكنه كان مولعا بشجاعة وقوة زعيم القربة ويراه دائما كقدوة له، كما أنه يعتبر مرضعته ياسترا و أورلند عائلته و كانت تبادله كل تلك المشاعر و تعطيه الحب والحنان الذي يحتاجهما.
ولكن سرعان ما تم اكتشاف كذبة أورلاند بعد ستين سنة من انشاء القرية، أعظم علماء العالم كتبو تقاريرا حول اكاذيب اورلاند و جرائمه و قدموها الى المملكة فحكم عليه بالاعدام. لم يستطع ايشيبان تصديق ما يسمعه و ما يراه وكان على ثقة تامة ان زعيمهم سيكون بخير حتى ذلك اليوم.كان الجو مليئًا بالترقب بينما يتجمع المحاربين والحراس الملكيين على منصة الإعدام، ويطل على حشد كبير من المتفرجين. السماء ملبدة بالغيوم، ترمز إلى خطورة اللحظة.
أورلاند من آل كوغورو، المعروف باسم محرر الشياطين، يقف شامخًا ومتحديًا، وعيناه مليئة بالعزم الذي لا يتزعزع. يرتدي الأغلال، رمزًا لمصيره الوشيك، لكن روحه تظل غير مكسورة. تهب الريح على شعره، كما لو أنها تردد عاصفة المشاعر بداخله.
يحيط به رفاقه المخلصون، وشعبه الذي أحبه بشدة و وجوههم محفورة بالحزن والألم. كل واحد منهم لديه رابط عميق مع زعيمهم، وعلى استعداد للوقوف إلى جانبه حتى النهاية. إن وجودهم هو شهادة على الصداقة الحميمة غير القابلة للكسر والتي تشكلت من خلال مغامرات لا حصر لها. ويشاهد الجمهور في رهبة وعدم تصديق، مزيج من الخوف والإعجاب والفضول. يرى البعض أن اورلاند شرير، بينما يعتبره البعض الآخر رمزًا للحرية والمغامرة. التوتر واضح في الأجواء، حيث ينتظر الجميع ما لا مفر منه.
وبينما يرفع الجلاد سيفه، استعدادًا لقطع حياة محرر الشياطين، يتردد صدى صوت مدوي في المشهد. كلمات اورلاند الأخيرة، التي تحدثت بقوة تهز أساس العالم، أشعلت شرارة الأمل والفضول في قلوب أولئك الذين يستمعون.
"عيشو ايها الدراغالف ولا تنتحبو فوق قبري فأنا قد حققت حلمي"
ثار جميع الدراغال هائجين محاولين الهروب منهم من اعدم و منهم من نجى بعد أن تم إطلاق سلاح الإيستال من شخص مجهول عمت الأجواء بالفروضى و نشبت ثورة عظيمة تؤيد حماية الدراغالف و نجحو في تهريب ما تبقى منهم في نفس اليوم هجم البشر على أرض الإلف ..و حدثت ملحمة مات فيها احشاد من الالف و الدراغالف.