𝑵𝒊𝒈𝒉𝒕 𝑶𝒏𝒆

340 26 8
                                    

و كنا دائمًا نعود، إلا هذه المرة.

من أعلى إحدى أسطح هذه المدينة، و بالتحديد سطح الشركة التي كانت تجمعنا كل صباح في أيام خلت ..

أراقب الشوارع المكتظة بالناس، أبحث عن شبيهك على الرغم من علمي بعدم تواجدك في أي من هذه الأروقة المتشعبة.
بل لا أعرف في أي زاوية من العالم أنت ...

تحضيرات إحتفالات السنة الجديدة وكل تلك الزينة المضيئة .. الجميع سعيد معداي.

الثلوج تتساقط تنشر البرد حولي و لا تدعه فقط في قلبي،
و البشر يتحركون أسفلي بأحجامهم الصغيرة كل له قصته و كل منهم يركض نحو حياته الخاصة.
أما أنا فحياتي قد توقفت منذ زمن ..
منذ إفتراقنا الذي لم يجمعنا لقاء او صدفة بعده ...
و تركني أجدد شوقي لك كل ليلة ..
في أمل أن تعود لكنك لا تعود.

تعال نخون الغياب و نلتقي.

مرت خمس سنوات منذ إحتفالنا الأخير معا بالسنة الجديدة ...
أتذكر أننا ضحكنا و لعبنا أربعتنا في منزلك
بينما جميع و خصوصاً أنت وبخني على طبخي الذي يزداد سوءاً في كل مرة.

كنت أحب أن أجرب طبخ كل شيء، على الرغم من إنعدام موهبتي في ذلك.
مع ذلك رغم كون طبخي هو أسوأ كنت تأكله كله ...
و تبتسم بينما توبخني.

و الأن لا أدري كم مر من الوقت على زيارتي الأخيرة للمطبخ، الظلام بات يزداد حولي كما يزداد البرد هذه الليلة.

هذا الشتاء بارد جداً على روحي.

في مكان لست فيه أكون أنا تائه الوحيد
كنت ذا يوم مرشدي فأين أنت الأن ؟
أتركتني لأتوه في شوارع الحياة و رحلت.
لما جعلتني أتكأ عليك بثقة الأعمى إن كنت تود الرحيل ..

أنتظر كما لو أنك ستعود الليلة !
أنتظر كما لو أنني سأستقبلك بإبتسامة.
أنتظر و أنتظر ...
لا شيء يحدث، و لا شيء يتغير.
مع ذلك سأنتظر.
إلى الأبد، إلى النهاية.

مؤخراً و بعد تخطي لسن ثلاثين ببضعة الأرقام بدأت أدرك ماهية المشاعر التي كنت أحملها ذات يوم ..

تماماً كطفل أهوج يعبث بعقد والدته الماسي، يظنه لعبة جميلة و لا يعي قيمة ما تحمله يداه.
لذا لن يبالي إذا أفسده و أضاعه ..

كنت كل شيء بالنسبة لي،
أنت كنت الضوء الذي يبدد ظلمتي ..
لكني لم أدرك إلا بعد أن كسرتك كسراً لا يجبر.

هل علي أن أحتظن وجع البرد كي يحل علي الربيع مجدداً ؟

رفعت رآسي للأعلى عندما شعرت ببداية تشكل قطرات الدموع على مقلتي،
وفي ذات لحظة شعرت بحركة خلفي.

Five Nights حيث تعيش القصص. اكتشف الآن