-مَاضيًا-
29 ديسمبر 1999
23:43التَنهُد جُل ما يَسعُني.. حِينما أنظُر لَكَ.. تَمشِي حَيثُ أمشي
"ألم يُصِبك المَلل؟ أراكَ أمسيتَ كومة شخصٍ لا أمرَ بِه يخُصك، أعساكَ تَجِدُ حياةً لَك؟"
أستَمِع لتِلك الضحكة الساخِرة.. يزدادُ غَضبي، يا كُلُ هَمي
"لَكِنَّك تجرحُ قلبي هَكذا! أنتَ تعلمُ أنّكَ حياتِي يا تايهيونق!"
وَ يعُود لِسانُك المعسول كالأفعى يَلتفُ حَولي، ظَنًا مِنكَ بأنّك تستطِيعُ أنّ تُزحزحِني!
"جُونقكوك.. أنا هُنا أُحاول أنّ أجِد طريقةً لائقةً أُخبرِكُ بِها أنّ تنّقلِع، ابتعِد"
ثُم تَعود لِتضحَكَ بِخفةٍ وَ تعقِدُ ذراعاك على صدرُك، لا تُغمِضُ عيناك هَذِه المرة بينما تَضحك.. لأنني أعلمُ أنّك تُزيفُ تلك الضحكة بغضب..
"أتظُن أنّكَ جرحت مشاعرِي يا جميلي؟"
ذلِك التلُ في طرَفُ المُحافَظة كَان مكاني الوحيد الذي أتناثرُ بِهِ بصمت، قُرب الشجرة، أُعلِق أوراقُ آمالي على الأغصان، و أنامُ أسفلها حينما يَغمُرني التعب، وَ أدفنُ تحتُها عتبٌ لم يَخرُج مِن فاهِي.. أدفِنُ شُعورًا لم يُقال.. كان ذلِك المَكان يَخُصني مُنذُ أعوامٍ طويلة..
لكنك أتيتَ فِي صيفٍ ما، وَ قد جَزمتَ أمرُك بأنّ تلحقني، تأخُذ مِني تلي و ذِكرياتِي وَ وجُودي بعينه
أتوقف في مكانٍ ما وسط الطريق، أُحدِقُ بالسمَاء.. الليلُ الأدهَمُ يُشاطِرُني النظر.. القَمرُ لا يَظهَرُ الليلة يختبِئُ خلف الغيوم.. أعلمُ يا جُونقكوك و أنتَ تعلم، بأنّ لا قلبَ لِكلينا
"ألديكَ شيءٌ يُجرَح؟"
وَقفتَ بِجانِبي، تَنظرُ للسماء كَما أفعَلُ أنا، وَ قد أصبَحَ كِلانا أنا، ما الفرقُ بينُنَا هُو أنّكَ تسمُو لأنّ تُصبِح شيئًا يُشبهُنِي..
"ألديكَ أنتَ يا تايهيونق؟"
أسحَبُ نَظري مِن ذلِكَ المَظهرُ الخلّاب، وَ أضعُ بَصرِي في عيناكَ يا جُونقكوك..
كما تَجري العادة لا أُجيبُك، فقط أبتعِدُ عنّكَ بصمتٍ بعدما أُحدِق بتينيك العينانُ قليلًا، أُغادِرُ بِهدُوءٍ كبير
ثُمَّ أستمِعُ لِخطواتُكَ تنقادُ خلفي.. تندهُ باسمي
"يا تَايهيونق!! انتظِر لحظة!"
أنت تقرأ
كِنفُ الفَضاء
Fanfictionلَم أُبغِض أحدًا يومًا بِقدرِ ما أُبغِضُك، لَم أُرد أنّ أمشي فِي طريقٍ مشيتَ بِهِ يومًا بِقدمُك.. لَكِننا بائسين، إلى النُخاع.. فِي الفَلَكِ تَصادمت شَظايَا أقدارُنا، وَ أمسى علينا النجاةُ سويًا وَسط حِصارُنا في الفضاءُ القاتِم، لا أحد يستطيعُ سماعُ...