chapter 05 : سماء لونها مختلف

33 2 19
                                    


تشرق الشمس مرة اخرى
و ربما تكون آخر مرة لماري

فمنذ سماعها بعبارة " اعمل لدنياك و كأنك ستعيش كل يوم و اعمل لآخرتك و كأنك ستموت غدا "
أدركت أن كل يوم
يمكن أن يكون آخر يوم لها
لقد استسلمت لهذه الحقيقة ، فلم تشعر أنها مؤلمة على أية حال
....






تنزل من الطائرة ، تتأمل السماء .. ربما تحمل السماء نفس اللون في كل بقاع الأرض
لكنها واثقة من اختلافها
شمس اليابان و شمس تركيا ، و حتى شمس الجزائر بلاد أمها
لطالما أشعرها تنوع جنسياتها بقليل من التميز،  فكيف لا و خليطها مميز بحق
أب نصف تركي و نصف ياباني ، و إذا عدنا للوراء جيلين سنجد عروقا جزائرية
أما عن أمها فهي جزائرية أصيلة ، ربما
وجد والدها شيء من الإنتماء
في أصولها معه فإنجذب اليها ، ما أدرانا بالماضي نحن كارهوا التاريخ

تذكرت ماري رحلتها صيفا إلى الجزائر و تركيا ، و كيف أنها لم تزر اليابان قط بسبب
مشاكل عائلية ، إنها تشبه الاوضاع السياسية بعض الشبه ....
لذلك حتى لو ذهبت لليابان و وجدت فيه معارف بالدم ، فلن تلتقيهم
ستكون وحيدة تماما ، ولا حاجة لنا أن نذكر شبهها الكبير بالتركيين و القليل
من الجزائر في ملامحها على عكس أختها التي ورثت شعر مستقيم حريري بلون بني مائل للذهبي و قصر اليابانيين بطبيعة الحال 
فماري فتاة بشعر أسود مموج و عيون بنية جميلة
بالتأكيد ستجلب بعض الإنتباه في اليابان .. و قد فعلت !





...
" يرجى من المسافرين التوجه إلى القاعة الخامسة لحمل حقائبهم و شكرا "

" ماذا كان لون حقيبتي ثانية ؟ "
تسائلت ماري مع بعض التركيز

" إنها خضراء ، خضرااااااااااء ، يا ذاكرة السمكة "
" لالالا ، ذاكرة السمكة تدوم لثلاث دقائق ،أما فثلاث ثواني كذاكرة الذباب "
" بففففت ، حمقاء "

تمتمت لتكمل السخرية من صديقتها ، ثم يسود الصمت مع شرود ماري المعتاد
لكنه زاد في الآونة الأخيرة،  دون ذكر السبب

" أديم اسمعي "
" هاه ؟ "
" لو كانت أمي هنا ... لما أتينا إلى اليابان صحيح ؟ أعني هي لم تحبها أصلا "
امتعض وجه أديم فهي تعلم جيدا كم كان مؤلما أن يفصل الموت بينها و بين أمها أولا
و أن تتخلى عنها أختها و تضطر لتلك عائلتها ثانيا ، لكنها لا تملك خيارا ولا سلطة
و قد يكون أفضل لها

" لا تقلقي ماري .. أنت فتاة سريعة التأقلم ، لا داعي لكل هذا الإكتئاب "
" ..... "
صمتت للحظة ثم أشارت بالموافقة
" حسنا "

حملتا حقائبهما رفقة أوليائهم ، كانت ماري مع والدها ..
عائلتها الوحيدة في الوقت الحالي
أما أديم فكانت رفقة عائلتها الصغيرة ، التي تتكون من والديها و أخويها الصغيرين

...

فورما خرجوا من المطار توقفوا ينتظرون سيارة الأجرة ، و فورما توقفت عندهم
و هموا بالدخول صرخت ماري بحماس

" حسنااااا ، ماذا عن الذهاب لإستكشاف اليابان !"

إبتسمت أديم بإنتصار لتثبت صحة كلامها سابقا
فكأن ماري ليست نفسها
الفتاة التي إعتلت الكئابة وجهها قبل قليل

...

اتجهت نحوها و أمسكت يدها توجهها نحو بناية كبيرة لتردف رادة على كلامها 

" لما لا ؟ هيا بنا إذا نتوقف هناك ... يا ماريا ! "

♡~النهاية ~♡

رأيكم ؟

هل توقعت كل هذه المعلومات عن ماري ؟

ملاحظة : أديم نادت ماري بماريا لأن أصل تسميتها لهذا الإسم هو خلاف جد ماري مع والدها
لتسميتها باسم تركي او جزائري ، فتم الإتفاق على اسم ماري لأنه ينطق ماريا في الجزائر

توقعاتكم ؟

في رأيكم هل سيظهر أبطال جدد ؟

هل تفضلون فصول قصيرة أو طويلة ؟

نلقاكم في الفصل القادم

فتاة بين الأمواج || A Girl Among The Wavesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن